سيريانديز – رولا سالم

تعرض سد الدريكيش على نهر قيس في منطقة الدريكيش بمحافظة طرطوس أواخر فصل الشتاء رشح أثار خوف أهالي المناطق المجاورة وطرحت عدة تساؤلات حول الأسباب علماً أن منطقة السد هي منطقة ينابيع غزيرة صخرية متشققة وعالية التشقق والتي تكون من عوامل الرشح الالتفافي ومن الينابيع الموجودة بكثرة. وزارة الموارد المائية أوضحت لسيريانديز أنه نتيجة الأمطار الغزير والشدات الطرية في نهاية عام 2014 وبداية العام الحالي التي سادت في منطقة السد تشكلت جريانات مائية كبيرة في نهر قيس أدت إلى ارتفاع منسوب المياه في بحيرة السد إلى منسوب الأعظمي وامتلاء بحيرة السد بتخزين كامل 6 مليون م3 وقد تم ملاحظة ظهور رشوحات عند القدم الخلفية للسد، وتفجر بعض الينابيع في منطقة السد، حيث أن منطقة السد كانت تتميز بكثرة الينابيع قبل إنشاء السد.

وأوضحت الوزارة أن مثل هذه الظواهر تعتبر من الظواهر الطبيعية التي يمكن أن تترافق مع مرحلة الاملاء التجريبي لبحيرات السدود فقد قامت الهيئة بتشكيل لجنة فنية مشتركة ضمت فنيين من الشركة العامة للدراسات المائية (الجهة الدارسة للمشروع) والهيئة العامة للموارد المائية لدراسة ظاهرة الرشوحات واقتراح الحلول المناسبة، مقترحتاً بعد القيام بدراسة الاضبارة ومعاينة الظاهرة في الموقع إجراء حلول إسعافية لصرف المياه بعيداً عن ردمية السد.

وأضافت: قامت الهيئة بتنفيذ الحلول الاسعافية كما تقوم بمتابعة رصد ومراقبة هذه الظاهرة وتسجيل المشاهدات والقياسات والمراقبات اليومية وتوثيقها، مؤكداً أنه تم الالتفاف مع الشركة العامة للدراسات المائية كونها الشركة الدارسة للسد على القيام بإعداد دراسة متكاملة لتحديد أسباب ظاهرة الرشوحات ومدى تأثيرها على منشآت السد ووضع الحلول الجذرية لمعالجتها إن لزم الأمر، منوهاً بأن الدراسات الأساسية للسد لحضت السماح بوجود رشوحات مائية من البحيرة نظراً لارتفاع الواردات المائية للحوض مقارنة مع حجم التخزين.

وبخصوص نقل المشروع إلى شركة البناء استناداً إلى دراسة علمية بينت الوزارة انه بناءً على اعتذار الشركة العامة للمشاريع المائية فرع السدود عن تنفيذ الشاشة الإسفلتية واستعداد الشركة العامة للبناء والتعمير لتنفيذ العمل وتوفر الكادر البشري والامكانيات الفنية لديها لذلك تم التعاقد معها لتنفيذ الشاشة الاسفلتية فقط، ولم يتم نقل المشروع بالكامل وتم دراسة عرض الشركة من كافة النواحي وخاصة الناحية الفنية وبما يحقق شروط الاضبارة التصميمية.

وحول ما ورد أنه يستحيل تنفيذ السد بتصميمه الراهن "شاشة اسفلتية" أفادت إن الغرض من تنفيذ الشاشة الاسفلتية هو تحقيق الكتامة اللازمة لجسم السد وأن استخدام الشاشة الاسفلتية كعنصر كتامة في السدود هو من التقنيات المتبعة عالمياً لا سيما على وجود شاشة إسفلتية بناء على مقارنات فنية واقتصادية، وقد نفذت الشاشة دون تعديل في التصميم ووفقاً للشروط الفنية المطلوبة وتؤكد التجارب المراقبة الفنية التي أجريت أثناء مرحلة التنفيذ.

وفيما يتعلق بتقيم السد من الناحية الفنية كشفت الوزارة أنه لم تنتهي اعمال السد حتى تاريخه وهو قيد التخزين التجريبي ولم يستلم بعد، مشيراً إلى ان السد مستقر بالرغم من حالة الإملاء الإجباري الذي تعرض لها بسبب الهطولات والشدات المطرية الغزيرة والتي ادت إلى واردات مائية كبيرة، وذلك وفقاً لمراقبات التي تقوم مديرية الموارد المائية بطرطوس بإجرائها بشكل دوري. وبينت الوزارة أن المنشآت المائية تعتبر بشكل عام والسدود بشكل خاص منشآت ذات طبيعة خاصة نظراً لارتباط سلوكها بالظروف الطبيعية الجيولوجية والهيدروجيولوجية للموقع، وتخضع عادةً لفترة تجريبية خلال مراحل املاءها الاولى لمراقبة كافة الظواهر المتعلقة بأداء المنشأة وبيئتها المحيطة، مؤكدة أن سد الدريكيش بشكل خاص يقع في منطقة ذات طبيعة هيدروجيولوجية معقدة تتميز بوجود عدد كبير من الينابيع لذلك فهو يخضع حالياً لمراقبة دقيقة وتشير المراقبات الدورية التي أجرتها المديرية بطرطوس حتى الآن إلى سلامة وضع السد بالرغم من حالة الإملاء الإجباري التي تعرض لها البحيرة نتيجة الهطولات المائية الغزيرة والواردات المائية الكبيرة في هذا الموسم.

يشار إلى أن سد الدريكيش يقع على نهر قيس وهو مخصص وفقاً للتصميم لأغراض الشرب وبسعة تخزينية 6 مليون م3 ويهدف لتأمين مصدر مائي هام وداعم لمياه الشرب لإرواء التجمعات السكانية في قطاع السد، وأن ظاهرة الرشح بدأت بالظهور بتاريخ 6/12/2014 عند قدم السد وعلى شكل بقع متفرقة حيث قامت اللجنة بعدة زيارات وعقدت لقاءات واجتماعات متعددة وتوصلت إلى مجموعة من الاستنتاجات