يحتاج الذهاب الى الموقع الجديد لامانة الجمارك في عدرا الى مخاطرة حقيقية حاليا وهو المكان الذي اكد مدير عام الجمارك مؤخرا جدية الانتقال الكامل لامانة جمارك دمشق
اليه والذي بوشر العمل فيه منذ اكثر من عامين وما زال يحتاج الى عام اخر كحد ادنى ليتم انجازه كما يجب..!?
في الطريق الى الموقع الجديد
على بعد 35 كم شمال شرق دمشق اتجهنا في طريق ترابي مليء بالحفر والمطبات تستقبلك على الجانبين مكبات القمامة والنفايات التي تزكم الانوف وتخرش المجاري التنفسية مع مجموعات من الكلاب الشاردة التي تنتشر هنا وهناك ويستمر الطريق هكذا على مسافة تصل ما بين 2,5-3 كم حتى وصلنا الموقع العام لامانة جمارك دمشق الجديدة بسور مرتفع متقطع بتلال من نواتج الحفريات وآليات تعمل وحرارة تزيد على ال 40 م مع وجود مستودعات جاهزة لاستقبال المواد والبضائع لكن بدون ارصفة وبدون طرق وساحات معبدة ولكن للامانة الاليات تعمل بجد كما شاهدناها.
مشكلة مزمنة
ما لفت انتباهنا بعد دخولنا الموقع العام وجود المبنى الاداري وهو الذي يضم المكاتب الادارية لامانة الجمارك والعناصر المكلفين بالعمل فيها حيث مايزال مستوى العمل فيه دون مستوى سطح الارض ب 2 متر ولفت ايضا وجود انهيارات للتربة المجاورة على حافة الاساسات والجوائز الاسمنتية التي تغمرها المياه الاسنة حتى ارتفاع 1,5 م تقريبا وهذا كما شاهدنا يهدد المبنى المجاور وهو الكافتيريا الخاصة بالموقع ولكن لم نلحظ اي عمل او انجاز لهذا البناء الاداري وكما علمنا من العمال الموجودين بالموقع ان خلافا حصل ما بين المتعهد والادارة صاحبة المشروع وتوقف العمل فيه منذ زمن ليس بالقليل.
رأي مختص
في الموقع ايضا التقينا المهندس المشرف على بناء الخزان المائي الذي ينفذ مع مستودعين اخرين قال: المشكلة الاساس في اختيار هذا المكان لانشاء هكذا مشروع لان التكاليف الانشائية ستضاعف الى عشر مرات عما هي عليه في البناء العادي واضاف المهندس اسامة الداية المشرف على التنفيذ وجود مشكلة المياه الاسنة في الموقع ادى الى ضرورة ايجاد حل للتغلب عليها ونحن قمنا بعملية حفر وازالة التربة السوداء المتعفنة والتي لا تصلح لاي عمل انشائي ووصلنا الى عمق ما بين 5-8 امتار لتقوم بعدها بعملية استخدام الاسمنت المقاوم للكبريتات مع الاسمنت المغموس بالحجارة ومن ثم القيام بعزل الجوائز الاسمنتية بمادتي الزفت والخيش وهذا ما ضاعف تكاليف العمل الانشائي لعدة مرات.
باختصار من درس وخطط ونفذ هذا المشروع بتحمل مسؤوليته ولكن الاهم هو من قام بالدراسات الاولية منذ سنوات ثم هل كان هناك عمليات سير للموقع وللتربة من المكتب الدارس للمشروع ويقال ان مشكلة المياه ظهرت بعد وجود الصرف الصحي في المنطقة كون التربة نفوذه جدا.
رأي الجمارك
بدورنا اتصلنا مع ادارة الجمارك العامة حيث اكد مصدر مسؤول فيها رغب عدم ذكر اسمه بان الادارة شكلت لجنة لاستلام الموقع وتنفيذ اجراءات الانتقال الى الموقع الجديد وبشكل تدريجي اعتبارا من 20 الجاري واللجنة تقوم بالمهام الموكلة اليها وحول ما تم انجازه حتى الآن اجاب: انجزنا المستودعات ومبنى الدفاع المدني والساحات والطرق المؤدية اليها داخل الموقع العام كلها منجزة فقط باستثناء طبقة الاسفلت التي يجب ان تكون منفذة خلال الاسبوعين القادمين وثم اجراء عقود مع عدد من المتعهدين لذلك واضاف المصدر نفسه بان الكهرباء والمياه والهاتف والمعلوماتية ايضا نضع اللمسات الاخيرة عليها وعن الاماكن التي سيستقر الموظفون فيها كمبان ادارية اجاب: مبدئيا هناك مبنى الدفاع المدني مؤلف من طابقين وكل مستودع فيه عدة مكاتب.
وبشكل عام الكشاف وامين المستودع وعدد من الموظفين عملهم سيكون ضمن المستودعات ورئيس الكشف والامين وبعض الموظفين المختصين سيداومون في مبنى الدفاع المدني الذي سينجز لاحقا وحول وجود مشكلة المياه الاسنة في المبنى الاداري اجاب المصدر: مرة اخرى ارتفع منسوب المياه الاسنة في الموقع المذكور وشكل لنا ازمة مزمنة ويتم ايجاد حل هندسي له مؤكدا ان الانتقال سيتم حكما اعتبارا من 20 الشهر الجاري وبشكل تدريجي وبالنسبة لوجود القمامة والنفايات بمدخل وجوانب الطريق المؤدية الى الموقع اجاب: خاطبنا الجهات المعنية في محافظة ريف دمشق لمعالجة الموضوع لكن لم يستجب احد.
واما بالنسبة لاختيار الموقع العام اجاب هذا الامر تم منذ استملاك الارض قبل 15 عاما.
مدير الابنية
المهندس فرحان السموري مدير الابنية ورئيس اللجنة المكلفة باجراءات الانتقال قال: تبلغ المساحة الاجمالية للموقع حوالي 300 دونم اجمالي تكاليف المشروع المخطط لها حوالي 550 مليون ليرة واجمالي ما نفذ منها حتى الآن يعادل 325 مليون ليرة ومدة الانجاز تفاوتت بين مرحلة واخرى لان المشروع تم تجزئته لعدة مراحل وبوشر به منذ عام 2004 واضاف السموري: الاولوية كانت في التنفيذ حسب الخطة للموقع العام والمستودعات وبقي لدينا الآن طبقة الاسفلت والتصوينة او السور الذي لم يبق فيه سوى تنفيذ البوابات الرئيسية والتقصير حتى الآن هو في المبنى الاداري وبعض المشاكل الاساسية مثل المياه التي لم يوجد لها حل نهائي ومن المتوقع ان يتم الغاء القبو من المبنى الاداري نتيجة وجو د كميات كبيرة من المياه الكبرتية وسسيتعاض عنه بطابق اضافي لان تكاليف العزل باهظة جدا.
المنجز من المشروع
واضاف المهندس السموري ما لم ينجز من المشروع حتى الآن الطريق الرئيسي من الطريق العام الى الموقع بطول 3 كم وسيتم الاستعاضة عنه بوصلة طرقية ما بين الامانة الجديدة والطريق المؤدي الى المطاحن بالقريب منه وبنفس الوقت سيتم التوقيع على عقد لانشاء طريق بعرض 7,5م باتجاه واحد مؤقتا يربط الطريق الرئيسي مع الامانة وبطول 2,5-3 كم ومن المتوقع انجازه خلال شهرين او اكثر. والآن تم تخصيص 7 مستودعات جاهزة للعمل وسيكون الممر الخاص منها واليها جاهزا ومعبدا خلال الاسابيع المقبلة. وختم السموري: سيتم استخدام مكاتب مسبقة الصنع في المواقع التي يحتاج اليها الموظفون بالموقع الجديد وبالنسبة للمياه يوجد بئران لكن المياه تبين انها ليست صالحة للشرب ولا للاستخدام المنزلي وهنا نحتاج الى توفير محطة لتحلية المياه قابلة للنقل ويجري العمل لاستدراكها. اما بالنسبة للهاتف هناك عدة خطوط هاتفية ويمكن زيادتها حسب الاشتراك عن طريق المؤسسة واكد ان العمل يسير على قدم وساق لعملية الانتقال .
أخيرا
نأمل ان يكون الكلام الذي سمعناه ونسمعه اليوم على قدر من المسؤولية لانجازه وان تكون الافعال مترافقة بالقول لا تسبقه كحد ادنى. ان ما شاهدناه يجعلنا نشكك في قدرة الادارة على تنفيذ ما وعدت به منذ اكثر من عامين وفي كل عام تظهر مشكلة يعزيها البعض بانها خارج ارادتنا وتؤجل الاعمال وتزداد النفقات ونسأل هل ستكون ضريبة الانتقال الى عدرا بهذا الوضع مشجعة للعمل ام نحو مزيد من الترهل والتسيب.
