دمشق - سيريانديز
ربما المرة الأولى التي يكتوي فيها المواطن بحمى الأسعار في عز الصيف!!
تعوّدنا أن تهبط أسعار الفواكه والخضار في هذه الفترة من السنة ..فما الذي حدث كي تبقى الأسعار عند مستوايات غير مسبوقة قياسا للسنوات السابقة؟
هل يعقل أن نشتري كيلو البندورة في مثل هذه الأيام بمبلغ 20 أو 25 ليرة والبطاطا بـ35 ليرة واللوبياء بـ100 ليرة .. حتى كيلو الكوسا لايقل سعره عن 25 ليرة ..!!
نحن أمام حالة شاذة وغير مسبوقة .. وتحتاج إلى تفسير مقنع من الجهات المعنية وخاصة وزارة الإقتصاد والتجارة ..وكذلك أجهزة الإدارة المحلية!
ولأننا أمام حالة شاذة وغير مسبوقة.. ولكي لاتتحول إلى حالة طبيعية ومسبوقة فإننا نقول للجهات المعنية:
إذا كان سبب تحليق أسعار الفواكه والخضار في عزّ مواسمها هو التصدير..فاوقفوا التصدير أو حددوا الكميات المصدرة بالشكل الذي يعيد التوازن للعرض والطلب وبما يؤدي إلى خفض الأسعار..
وإذا كان السبب شجع تجار سوق الهال ..فكثّفوا الرقابة على أسواق الهال وسيطروا على حركة تداول السلع فهي الكفيلة بخفض الأسعار..أما الدوريات الجوالة في أسواق البيع فهي غير مجدية ولا فعالة..عليكم بمراقبة المنبع ..اسواق الهال التي لاتزال تتحكم بالأسعار على مدى السنوات الماضية.!
وإذا كان سبب ارتفاع الأسعار شح العرض لقلة الإنتاج..فافتحوا باب التصدير بالكميات الكافية لإعادة التوازن إلى الأسعار!
أما إذا كان السبب ارتفاع اسعار المواد الأولية والطاقة ..فقدموا لها الدعم الذي يتيح تخفيض الأسعار إلى ماكانت عليه الحال في مثل هذه الفترة على مدى السنوات الماضية..
المهم أن لاتبقى أسعار الخضار والفواكه محلقة في عز مواسمها ..فهذه سابقة قد تغري التجار بتكرارها في السنوات القادمة!
ولا تنسوا شهر رمضان على الأبواب ..فإذا كانت الأسعار حاليا محلقة فقد تصل إلى حالة الجنون بعد عدة أسابيع فالتجار تعوّدوا على تنفيذ إتفاق "غير جنتلمان" في الأسبوع الأول من رمضان لاستغلال الناس وشفط مافي جيوبهم من مدخرات وفروها لهذا الشهر الفضيل!
اما إذا أخفقت الجهات المعنية بمعرفة السبب أو الأسباب ..أو كانت تعرفها لكنها تعجز عن إيجاد الحلول لها ..أو انها عاجزة عن كبح جشع التجار ومن يتحكم بلعبة الأسواق ..فليس امام المكتوين بنار تجار أسواق الهال سوى السؤال: متى تسعفنا الحكومة بزيادة الأجور قبل حلول رمضان الكريم ؟؟!!
