صَادق الصافي التقاليد والعادات والطقوس لها دلالتها عند الشعوب وتتنوع من شعب لآخر تبعاً لأختلاف الزمان,والمكان,وطبيعة المناسبة والطقوس.
قدماء السومريين أول من أحتفلوا بيوم الأعتدال الربيعي,حسب الأساطير السومرية, تقول أن الألهه–أنانا- آلهه الجمال لدى السومريين في مدينة الوركاء,كانت مغرورة بقوتها بسطوتها وقوتها وجمالها,قدأصرت على الذهاب الى –عالم الموت-السفلي- للتغلب على الموت,وعند وصولها الى ذاك العالم الرهيب,فقدت كل أسلحتها,ولم تتمكن من العوده الى عالم الحياة-الدنيا-حيث تغلبت عليها أختها-أتونيحال-التي تحكم عالم الموت-السفلي-
عند ذاك أنعدمت الرغبة الجنسية لدى البشروالحيوانات,ووقف التناسل , وتوقف الشباب والجمال في العالم,وماتت الخضرة على الأرض,فأستاء الناس وأبتهل الناس في مدينة الوركاء وباقي المدن السومريه الى الآله الكبير-آنكي- لأعادة الحياة لطبيعتها الأصلية.فقبل الآله-آنكي-الكبير توسل الناس وتضرعهم ,فأمر بأعادة الخضرة و الفرح ,وبهذا أحتفل العراقيون القدماء ب-عيد الدخول- وأنتشرت الخضرة والأزهار على سطح الأرض.وهو بدأ السنة في التقويم السومري.
العرب لايحتفلون أِلا قليلاً في هذا العيد,لكن مقر الحضارة السومريه في جنوب العراق يسمونه-عيدالدخول-أو عيدالشجرة-أو عيد الدخول للربيع- فتخرج الأسر الى الأماكن الفسيحه الخضراء للأحتفال .
عيدالربيع- نوروز-تعني بالمعنى الفارسي-نو-جديد,-روز-يوم- اليوم الجديد,أو ضوء جديد وهو من الطقوس الفارسية الجميله التي تتخللها مائدة تتضمن من 6أشياء تبدأ-بحروف السين- ويعتبر يوم 21آذار العيدالقومي لدى الشعب الأيراني ,ورأس السنة الفارسية الجديدة,
اليوم الأول من شهر-حمل-أول شهور السنة الفارسية أي نفس اليوم الذي تتم فيه الأرض دورتها السنوية حول الشمس, لتبدأ دورة جديدة,فتبدأ عندها الأحتفالات والأفراح أبتهاجاً بحلول عهدجديد,تغير فيه الأرض طبيعتها ومعها الأنسان,مايعني-عودة الحياة وتجددها-فتكون مناسبة وجدانية أنسانية لكل الناس على أرض فارس,يساعد فيها الفقراء والأيتام,ويزار الموتى,ويتصالح المتخاصمين,وتغلب على الأنسان الرحمة والعطف,وتعم الأفراح كل أرجاء البلاد الفارسية.
يرتبط تراث الأكراد حول اليوم الجديد-عيد النوروز – ب كاوه الحداد و قصته القريبة بما ورد في أسطورة الشاهنامه الفارسية القديمة عن الملك الآشوري المستبد, والذي قاد جمعاً كبيراً من الغاضبين لمهاجمة مقر الملك الآشوري الحاكم في بلادالرافدين,فانتصرعليه وخلص الناس من شروره, وأشعل النار على أبراج القلعة وسائر الأماكن العالية أبتهاجاً بالنصر.
وهكذا يحتفل الكرد كلما مرت هذه الذكرى عبر السنين متزامنة مع عيدالنوروز الفارسي, فلم يكن للأكراد تقويماً منظماً وجيداً بموجب أسس علمية وقانونية حسب أعتراف المتخصصين الأكراد وظل تقويمهم غير مستقراً عبر مئات السنين السابقه,حتى قدم الدكتور- وريا عمرأمين-عام2002في كتاب-تقويم كردستان-تقويماً كردياً وضعت له كامل الشروط,كأساس للتقويم الكردي بعد أجراء التعديلات اللازمة عليه من قبل لجنة خاصة من ذوي الأختصاص في وضع التقويم من المؤرخين في موضوع التقاويم.
نهنئ العراقيين جميعا و كل الشعوب التي تحتفل ب عيد الربيع- عيدالدخول- عيدالنوروز- متمنين أن يعم الأبتهاج والخيروالسلام كل أرجاء المعموره خاصة العراق العزيز, أملنا أن ينعم شعبه بهذا العيد وأن يرفل بالعز والتقدم والمحبة و التسامح والأزدهار.
|