بعد معاناة و صراع مرير مع المرض، ترجل فارس الكلمة والموقف وقضى وفي نفسه مازال الكثير مما كان يسعى لتحقيقه من أجل قضيته الأولى، القضية الفلسطينية.توفي الكاتب والمبدع الفلسطيني حمزة برقاوي أمين سر اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين في دمشق عن عمر ناهز 77 عاما، منح خلالها فلسطين و الثقافة العربية الكثير من الوقت والجهد، حيث سجل في حياته الكثير من المواقف التي تعبر عن مثقف ملتزم بقضايا أمته ووطنه وقضيتها المركزية فلسطين التي كانت تحتل مركز الصدارة في دراساته وأبحاثه.
ولد حمزة خليل برقاوي في قرية «شوفا» بالقرب من مدينة طول كرم عام 1938، وأتم دراسته الثانوية في المدرسة الفاضلية في سنة 1956، ثم سافر إلى ألمانيا الغربية حيث حصل على دبلوم في العلوم السياسية من جامعة ميونخ سنة 1967، عاد بعدها إلى دمشق ليعمل باحثا في مديرية الدراسات في رئاسة مجلس الوزراء السوري، ثم رئيسا لقسم الشؤون الاقتصادية في المديرية نفسها ومن ثم مديرا لمكتب التوثيق لدى رئاسة مجلس الوزراء.
خلف الراحل برقاوي إرثا ثقافيا كبيرا، ومنح فلسطين والثقافة العربية الوقت والجهد والانتباه، فكان مدافعا عنيدا عن الكتاب الفلسطينيين في الوطن والشتات، وفي زمنه وبفضله مع زملائه تمت فكرة توحيد الاتحاد العام، حيث كان واحدا ممن ارسوا قواعده باقتدار.
كان البرقاوي عضوا في قيادة اتحاد طلبة فلسطين في الستينات، وشكل كتابه الذي شرح فيه المسألة اليهودية عند ماركس نقطة ضوء كبيرة في الثقافة، إضافة لكتاباته ودراساته في الشأن الفلسطيني والعربي التي تركت أثرا باقيا.
كان البرقاوي واحدا من الاسماء الكبيرة المقاتلة بالكلمة المطلقة والمدافعة عن فلسطين وشعبها.
اهتم برقاوي بالقضية الفلسطينية التي أخذت الجزء الأكبر من حياته التي قضاها في الدفاع عن هذه القضية وأحقيتها في جميع المحافل واللقاءات العربية والعالمية مساهما في توضيح أبعادها على الصعد الثقافية والنضالية والقومية كافة.
كما كان دعمه للثقافة والمثقف العربي غير محدود مؤكدا على ارساء قيم الحرية في التعبير والابداع.
و إن فقدت الساحة الثقافية الفلسطينية والعربية كاتبا وصحفيا ومناضلا سياسيا ومثقفا رفيعا، فإنما فقدت شخصية فذة تملك ارادة لا تلين في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في وطنهم وبيوتهم وأرضهم، كما كان متمسكا بمبادئه وثوابته الوطنية ولم يتهاون قط في حقوق بلاده وشعبه، ولم يفوت فرصة في أي تجمع ثقافي وفكري عربي إلا وكان صوت فلسطين المناضل بها، لا يمل من ترديد المواقف الثابتة والتأكيد عليها.
ترك ارثا غنيا من المؤلفات والترجمات منها ترجمة «الرقابة الاقتصادية في المفهوم الاشتراكي، الاقتصاد السياسي للرأسمالية الاحتكارية.... « ومن مؤلفاته «قراءات في القومية، الدولة والقانون ..».
كم كنت نقيا أيها الفارس الصلب، فقد هزمت المارقين بابتسامتك الواثقة من نصر سيأتي ولو بعد حين، وستظل واحدا من الاسماء الكبيرة المقاتلة بالكلمة المطلقة والمدافعة عن فلسطين وشعبها.