مدرسة الرقص الأولى في اللاذقية ليست " للهشك بشك" وهي ليست للإمتاع وعرض الأجساد واستعراض خفايا الجسد....
إنها مدرسة فنية أصيلة بامتياز – طلاب المدرسة هم من عدة ثقافات واختصاصات إنهم مهندسون وأطباء ومترجمون وغير ذلك والرقص عندهم ثقافة وتمسك بالتراث والاستفادة من ثقافات الغرب ثم تعريبها ووضعها داخل الفلكلور بأسلوب ينم عن ذكاء ومعرفة
الفرق التابعة للمدرسة ليست مأجورة وكل أعمالها دعم للمهرجانات والحفلات التي يخصص ريعها لجمعيات إنسانية آخرها كان حفل لجمعية فرح لرعاية مرضى أطفال السرطان في المركز الثقافي العربي باللاذقية هذا في زمن تبخرت فيه القيم عند بعض شبابنا وحل محلها الفوضى والنرجيلة و صالات البزخ
فهل نشد على يد مدرسة الرقص في اللاذقية ونرفع القبعة لطلابها....
وجهت لنا دعوى لحضور حفل جمعية فرح لرعاية مرضى السرطان في اللاذقية ولبينا الدعوة وكانت المفاجأة على المسرح خشبة ومدرج
دخلنا المسرح.... المقاعد بالكامل حضوراً والوقوف لا بأس فيه الخشبة معتمة رفعت الستارة وبدأ الحفل كلمتان قصيرتان جداً لدكتور أخصائي بمرض السرطان والدكتورة سمارة رئيسة الجمعية
قال الدكتور أن هناك عشرين حالة سرطان لدى الأطفال شفي بفضل تضامن المجتمع الأهلي والحفلات الخيرية لاستقدام الأدوية وبفضل التعامل المدروس والمتقن مع المرضى وأكدت الدكتورة رئيسة الجمعية أن أطفال السرطان التي تقوم جمعية فرح برعايتهم هم حتى سن العشرين والجمعية عمرها فقط ثمانية أشهر ومن خلال حديثنا مع مديرة الجمعية " فرح صفوت" قالت أن أعضاء الجمعية يزورون المرضى بشكل يومي ومبرمج إن كان في المشافي أو في منازلهم وهذا ضروري جداً لأن المريض في حال أخذ جرعة أو بزل يعاني الكثير الكثير من الألم والحالة النفسية السيئة
عودة إلى الحفل الفني:
عندما أسقط الضوء على فتاة في مقتبل العمر مع صوتها الأوبرالي الرخيم وانفتاح حنجرتها على أصالة الصوت والأداء... تسمر الحاضرون كتمت الأنفاس داخل الصمت المتقع كي لا يكون هناك نشاذ وكأنني أسمع صلاة في حلم بعدها دخل الراقصات والراقصون بأداء قل نظيره... لباس الباليه التقليدي ولباس آخر مصمم خصيصاً للمدرسة والراقصين فكل فقرة لها لباسها وأضوائها
ساعة ونصف دون فراغات زمنية... أدت من خلالها المطربة شمس عدة أغاني لأسمهان وفيروز وبين كل أغنية وأخرى كان الرقص سيد الخشبة... رقص فيه الكثير من الإيماءات والدراما إن كان منفرداً أو جماعياً
قاطع الحفل عدة مرات تصفيق حاد وطويل من جمهور متشوق لسماع هكذا طرب افتقدته الساحة الفنية في العالم العربي ولرؤية رقص كاد يندثر تحت جنون الموسيقى الصاخبة والموال النشاذ.... حاولت لقاء الراقصات والراقصين في الكواليس معرفاً عن نفسي أنا من مجلة آيات ترحاب وشكر
التقينا الفنان أنس اسماعيل مخرج الحفل ووالد الفنانة شمس
- قال أنس: لقد أقمنا هذا الحفل بالتعاون مع جمعية فرح لرعاية أطفال السرطان محاولين تقديم شيء لهؤلاء فقدمنا أربع وعشرين فقرة دون فواصل والهدف هو لفت انتباه المجتمع إلى هؤلاء المرضى والوقوف إلى جانبهم معتبراً أن الفن رسالة إنسانية أولاً وأخيراً ونحن لا نعمل لقاء أجر نقدي أو عيني وأعتبر أن أسعار البطاقات والتي تخصص للجمعية قد تؤدي إلى مساعدة المرضى في استقدام الأدوية أو غيرها ونحن مبدئيين في عملنا وملتزمين بوظيفتنا
وعن ابنته شمس قال إن شمس غنت منذ عشر سنوات وأول حفلاتها كانت في حصين البحر ذكرى رحيل سعد الله ونوس وبحضور فنانين كبار وكان بإمكان شمس جمع أموال كثيرة من صوتها ولكنها أصرت على أن تنهي دراستها في الأدب الانكليزي والموسيقى معاً وهي لن تكون إلا وطنية أصيلة
- سامي نائب مدير المدرسة ومدرب: تجربتي شخصية وبدافع إنساني ومن مبدأ أن طاقات الشباب يجب أن تذهب إلى أماكنها التي تليق بها والمدرسة مفتوحة للجميع هواة ومحترفين
- عمار مدير المدرسة منذ تسعة سنوات قمت بدراسة الباليه الكلاسيكي والرقص الغربي وحاولت استنساخ باليه عربي وترجمة هذا الرقص لخدمة فلكلورنا والحمد لله نجحت وهذا الحفل الإنساني هو أحد نتاجاتنا على مستوى محافظة اللاذقية
من الحضور:
عاصم: حضوري الحفل كان من دافع إنساني إذ اشتريت بطاقة الدخول وتخيلت أن الأمر عادي أقضي نصف ساعة ثم أغادر لأن القصد هو المساعدة ولكنني عندما شاهدت العرض فنياً وتقنياً صوتاً وموسيقى ورقصاً وجدت أن سعر البطاقة كان زهيداً... شعوري كان أنني داخل أكاديمية
نسرين : تعودنا على الطرق التقليدية في جمع المساعدات والتبرعات وحضوري كان فضولاً سرعان ما تحول إلى إعجاب وعودة إلى الأصالة والفن الحقيقي... نأمل من شبابنا أن يعو على أن المرض ليس بعيداً من أحد....
مني ومن مجلة آيات تحية إعجاب ومودة وتشجيع لأعضاء الجمعية ولمدرسة الرقص ونأمل حضور حفلات لاحقة
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
