سيريا نديز – علي محمود جديد:
نشرنا منذ أيام تفاصيل ما حصل عندما تمكّنَ الدكتور عاطف ندّاف محافظ طرطوس – وبكفاءةٍ عالية – من تحييد الزميل العزيز " هيثم يحيى محمد " من رئاسة المركز الإذاعي والتلفزيوني لمحافظة طرطوس، مُحققاً بذلك انتصاراً مُظفّراً من خلال مقدرته العالية على إقصاء كادر من أهم وأعتى الكوادر الصحفية في سورية، والمسألة هي فقط نتيجة قرار خاطئ للمحافظ، تعاطى معه هيثم بكثير من الوعي والاتزان والموضوعية.
قرار المحافظ الخاطئ يتمثل بأنه أربك هيثم – وهو رئيس لجنة الصحفيين في طرطوس، ورئيس المركز الإذاعي والتلفزيوني فيها ومدير مكتب جريدة الثورة هناك – بتغيير موعد لقاء كان قد رتّبه مع جماهير المحافظة بوزير الإعلام الدكتور محسن بلال، ففي اللحظة الحرجة أوعز المحافظ بأن مكان اللقاء المرتقب مع الدكتور بلال صار محجوزاً لشأنٍ آخر، فراح هيثم يحاول الاستفسار عن الموضوع من مصادره، علّه يجد منفذاً كي لا يقع بإحراجٍ مع وزير الإعلام، غير أن المحافظ الدكتور عاطف ندّاف استهجن كثيراً أن يقوم هيثم بمثل هذا السؤال، إذ كان عليه أن يبقى محرجاً من الموقف ويُقدّم الطاعة للمحافظ الذي استشاط غضباً متوهّماً بأنَّ " هيثم " موظف عنده، ويبدو أنه معه حق بشكلٍ ما، حيث قام هيثم بتلميع صورة المحافظ عبر وسائل الإعلام أكثر مما ينبغي على الرغم من أن هذا التلميع كان من أجل مصلحة المحافظة، غير أن المحافظ فهم الموضوع – على ما يبدو – بشكلٍ مختلف..!
الموقف جداً صغير، ولا مبرر له على الإطلاق، وكان يمكن التعاطي مع المسألة بكثير من الموضوعية والهدوء والتفهُّم، غير أنَّ المحافظ أصر على اعتبارها معركة، رافضاً فتح قلبه لأي حوار أو نقاش، متمسكاً برأيه الخاطئ، الذي لم يجد – مع الأسف – من يحاول أن يثنيه عنه، وإن وجد فإن أحداً لا يريد – على مايبدو – أن يؤجج مشكلة مع محافظ، فلاقى طلبه بتحييد هيثم التنفيذ تلافياً للتصعيد، لاسيما وأن المركز الإذاعي والتلفزيوني في طرطوس ليس هو الميدان الحقيقي لعمل الزميل هيثم الذي يُشغل بالأصل مدير مكتب صحيفة الثورة في طرطوس، والعمل في المركز كان قد كلف به تكليفاً من قبل السيد وزير الإعلام إلى جانب عمله، وكعادته هيثم دائماً يتصدّى بقوة لمهامه وبإخلاص شديد، فنجح ونجح المركز معه، والسيد المحافظ يعرف ذلك أكثر من غيره.
دفعاً للغط ..!
المكتب الصحفي في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون حاول أن يبعد هذه المسألة عن اللغط – على حدّ زعمه – وإيضاح صورة ما حصل، فعتّم الصورة التي رآها الجميع، وزاد في الطنبور نغماً ولغطاً، ولا ندري لماذا هذا الابتعاد عن الحقيقة وإيضاح الواقع، ومحاولة إظهار أن هناك إشكالية أخرى لا علاقة لها بالموضوع..؟!
يقول المكتب الصحفي للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون:
" كثر في اليومين الماضيين الحديث عن إنهاء تكليف الزميل هيثم يحيى محمد من رئاسة المركز الإذاعي والتلفزيوني بطرطوس وتكليف الزميل صلاح أبو دياب رئاسة المركز بدلاً منه..
وحتى لا يحدث الكثير من اللغط حول هذا الموضوع كان لا بد من توضيح بعض النقاط:
- أولا: إن عمل الزميل هيثم محمد الأساسي هو في جريدة الثورة ويشغل منصب مدير مكتب الثورة في محافظة طرطوس.. وقد تم تكليفه برئاسة المركز الإذاعي والتلفزيوني في المحافظة إضافة إلى عمله.
- ثانياً: إن موضوع إنهاء تكليف الزميل محمد برئاسة المركز الإذاعي التلفزيوني لم يكن وليد اللحظة أو نتيجة معطيات معينة تناقلتها وسائل الإعلام.. بل إن تسمية الزميل صلاح أبو دياب منذ أكثر من ثلاثة أشهر كمعاون لمدير مركز طرطوس جاءت بسبب الرغبة في إطلاعه على أمور المركز تمهيداً لتسليمه إدارته فيما بعد..
- ثالثاً: الزميل صلاح أبو دياب مشهود له في عمله الإعلامي، فهو صحافي قديم ومعد برامج وعلى ملاك الهيئة، وقد اضطرته ظروفه للانتقال إلى محافظته طرطوس والسكن فيها.
- رابعاً: لا يزال الزميل هيثم محمد يشغل منصب مدير مكتب الثورة إضافة إلى عمله في الصحف المحلية والخاصة وبعض المواقع الالكترونية.
في الختام لا بد لنا من كلمة شكر للزميل هيثم لجهوده التي بذلها في تنشيط المركز ونتمنى له التوفيق في عمله الصحفي المتنوع ".
المكتب الصحفي في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون
من الصعب على أحد أن يقتنع بمثل هذه المواربة المضحكة، حيث استبعد المكتب الصحفي للهيئة قضية خلاف هيثم مع المحافظ، وتجاهلها تماماً، وحوّل الأنظار باتجاه آخر ليس ببال أحد، اتجاه يتحدث عن إعداد مسبق لإنهاء التكليف، مع محاولة إقناعنا كمتلقّين بمهنية الزميل صلاح أبو دياب الذي تسلّم المركز الآن، فالمشكلة ليست هنا إطلاقاً، لا بإنهاء التكليف بشكل طبيعي، ولا بتسلم الزميل صلاح الذي نتمنى له كل الخير والتوفيق، المشكلة هي مع المحافظ حصراً، وإنهاء التكليف كان وليد هذه اللحظة بالذات، لاسيما وأن هناك لجاناً اجتمعت في طرطوس وأصدرت تقارير ومذكرات رفعتها إلى مراجعها بهذا الشأن، فلا ندري كيف للمكتب الصحفي بالهيئة أن يضرب هكذا باستسهال بمصداقية تلك اللجان وبمصداقية الواقع..؟! ثم كيف احتاج الزميل صلاح فترة إعداد وهو الصحافي القديم ومعد البرامج وعلى ملاك الهيئة.. في الوقت الذي لم يحتج فيه هيثم لأي إعداد وهو ليس على ملاك الهيئة، وتمرّسه إلى لحظة التكليف كان على الصحافة المكتوبة فقط..؟!
رد هيثم على المكتب الصحفي
اتصلنا بالزميل هيثم محمد وسألناه عن رأيه بما قاله المكتب الصحفي للهيئة، فقال : بعد الاطلاع على رد المكتب الصحفي في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، بخصوص ما نُشر في وسائل الإعلام الألكترونية عن مركز طرطوس الإذاعي والتلفزيوني، فإنني أشكر زملائي في المكتب الصحفي على هذا الرد، وأفضّل عدم التعليق على وجهة نظرهم في الأسباب والمعطيات التي أدّت إلى قرار إنهاء التكليف في هذه الفترة، ولكنني أريد أن أُشير إلى أنني لا أكتب في المواقع الألكترونية إطلاقاً خلافاً لما ورد عن المكتب الصحفي للهيئة، وإنما أنا أكتب في صحيفة الاقتصادية الأسبوعية فقط، وزاوية أسبوعية في الوطن الصحيفة اليومية المستقلة وفق الأصول الإدارية والقانونية المتبعة، ومع ذلك يؤكد هيثم بأنه سيتوقف عن كتابتها، وبأنه ليس له أي كتابات في صحف خاصة أخرى.
ويقول الزميل هيثم موضحاً : إن إنهاء تكليفي من إدارة المركز أمر طبيعي وعادي ولكن الشيء غير العادي أن يصدر القرار وكأنه عقوبة بنظر المحافظ الذي طلب ذلك، وبنظر المقربين منه، وليس تقديراً أو تكريماً واعترافاً بما قدّمت خلال سنتين كاملتين، علماً أن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون كانت قررت إقامة حفل تكريم بموافقة ورعاية السيد وزير الإعلام، وكان محدداً أن يقام الحفل في 5/8/2010 لكن بسبب مهرجانات صيف طرطوس 2010 اقترحنا تأجيله لما بعد عيد الفطر السعيد وتحديداً إلى 23/9/2010 وقد وافق السيد المدير العام على اقتراحنا وكان يمكن تأجيل قرار إنهاء التكليف ليوم حفل التكريم.
وعلى كل حال وجّه الزميل هيثم محمد شكره إلى كافة الزملاء العاملين في المركز والسيد المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون المهندس معن حيدر ومديرة التلفزيون ومديرو الأقنية ومدير الإذاعة ومدير المراكز وكافة مفاصل الهيئة على كل المساعدة والدعم الذي قدم لمركز طرطوس خلال إدارته له، كما شكر للسيد وزير الإعلام د. محسن بلال الذي عاد وأكد بأنه قد وجّه له كلاماً في غاية الرقة والاحترام والتقدير عندما استقبله وأبلغه قرار الإعفاء في مكتبه يوم الأربعاء الماضي حيث قال له الوزير : ستبقى أخاً وصديقاً وكادراً إعلامياً متميزاً .
هذا ما حصل مع الزميل هيثم محمد لاحقاً وباختصار، لأنَّ تفاصيل القصة صارت موجودة على موقعنا وعلى العديد من المواقع، ونحن نشير أخيراً إلى أننا كنا نأمل بأن لا يُسمح بمثل هذا الاختراق للجسم الإعلامي، ونحن بهذه الاستجابة لإرادة المحافظ التي في غير مكانها نكون قد فسحنا المجال أمام اختراقات قادمة، وقد صرنا أهدافاً لا ندري من يُصوّب علينا ليتم إقصاءنا الواحد تلو الآخر..!
