الأربعاء 2012-02-15 03:29:58 |
رئيس التحرير |
عن استفتاء الدستور و"الورقة الثانية" ..هل سيظهر حجم وتموضع "الشعب"؟! |
|
كتب أيمن قحف أصدر السيد الرئيس بشار الأسد اليوم مرسوماً حدد فيه موعد 26 شباط الحالي للاستفتاء على مشروع الدستور الجديد للجمهورية العربية السورية .. الأمر يدعو للتفاؤل ، ومشروع الدستور الذي سيعرض اليوم على مجلس الشعب وأعدته اللجنة المكلفة بذلك يحوي معظم ما يتطلبه انتقال سورية إلى حالة ديمقراطية لم يسبق لها مثيل في تاريخنا الحديث . أعتقد أن البلد في سباق بين مسارين متناقضين هما "الإصلاح الديمقراطي الداخلي " و"التخريب المدعوم من الخارج وسيناريوهات التدخل " لما يسمى "حماية الشعب السوري"! الأيام القادمة ستحمل دستوراً جديداً وحكومة وطنية تعددية ومؤتمراً للحزب في ظل الوضع الجديد ومن ثم انتخابات تشريعية تسفر عن حكومة تمثل بحق الشعب السوري.. الجميع يدعي الحرص على سورية وشعبها ولكن لا أحد يريد أن يترك الفرصة للإصلاح السلمي و لو بشكل غير مكتمل 100% بدلاً من الاتجاه نحو العنف والتخريب .. على كل حال سيكون الاستفتاء على الدستور من حيث نتيجته أولاً ونسبة المشاركة ثانياً مؤشراً لا لبس فيه على اتجاهات الشعب السوري الحقيقية وفرز "الشعب"الذي يدافع عنه الخارج و"الشعب" السوري الحقيقي الخائف على بلده .. أتمنى من كل قلبي أن يشمل الاستفتاء ورقتين وليس واحدة ، الأولى حول الدستور ، والثانية حول موقف الشعب من الاصلاحات ، فالموارد ستوضع للاستفتاء والجهد والوقت والمال يمكن استثماره لغرضين سوية .. يريد معظم السوريين اليوم أن يعرفوا الحقيقة ، يريدون معرفة حجم الشارع المؤيد للإصلاح والمعارض – من دون مظاهرات ومسيرات – بل في صندوق محكم الاغلاق! لا نريد تكرار ضعف الإقبال على انتخابات الإدارة المحلية والتي ظهر الشعب غير معني فيها ، ولم يتسن مراقبتها من جهات محايدة ومستقلة تماماً .. لا بد من دعوة – من يرغب – لمراقبة استفتاء الدستور الجديد ، وحبذا الورقة الثانية حول رأي الناس بالإصلاح .. من يريد الديمقراطية حقاً فليبدأ من هنا ..سواء أكان من أهل السلطة أم المعارضة أم المحايدين .. من يثق بتوقعاته حول اتجاهات الشارع السوري فليأت إلى الصندوق أو فليصمت إلى الأبد !
|
|