السبت 2012-04-07 02:45:54 |
رئيس التحرير |
.."سبعة نيسان يا رفاق" ...احتفال التأسيس ما زال يجري تحت رايات "المادة الثامنة"! |
|
كتب أيمن قحف لا أريد أن أبدو عدائياً تجاه "الحزب الحاكم" حالياً ،حزب البعث العربي الاشتراكي ، ولكن هناك أمور لا يبدو أن "الرفاق" يكترثون بها ، وما زالوا يتصرفون وكأن "دستوراً جديداً" لم يكن!! أتجول في شوارع دمشق – التي يملكها جميع السوريين وليس فقط الرفاق- فأجدها امتلأت بأعلام البعث مقترنة بالعلم السوري احتفالاً بذكرى تأسيس حزب البعث؟! أنظر لمباني المنشآت العامة والمدارس والبلديات أجدها مزدانة بأعلام البعث ! أدخل مداخل المدن والبلدات فأرى أن أقواس "النصر" ما زالت تقول "أمة عربية واحدة ..والبعث طريقنا"!! وهي بلدات من المؤكد أنها لم تختر البعث طريقها وربما اختارت "قطر والسعودية" أو "تركيا" طريقاً لها!! يفترض أن لدينا الآن أكثر من عشرين حزباً "متساوية أمام القانون" ،هل تتاح الفرصة للجميع لنفس المظاهر؟! أفتح صحيفة الثورة "وليس البعث" لأجدها تزهو احتفالاً بالمناسبة رغم أنها صحيفة حكومية وليست بعثية!! رئيس الوزراء – وهو منصب لكل السوريين- ما زال يعود للقيادة القطرية في كل شاردة وواردة رغم أن الأمر لم يعد مطلوباً منه حتى لو كان بعثياً!! الوزراء – حتى المستقلين- ما زالوا يقفون باستعداد عندما يتحدثون على الهاتف مع أعضاء القيادة القطرية!! فروع الحزب ما زالت تمارس وصايتها على الحياة العامة في المحافظات.. والجيش الذي أثبت وطنيته المطلقة ما زال البعض يريده جيشاً "بعثياً" وهذا أكبر الخطأ!! لقد نسبوني للبعث في الثانوية "كمكافأة" على تفوقي الدراسي ، وتركته في الجامعة بعدما رأيت الفجوة بين فكر البعث الذي يتوافق مع رؤية معظم السوريين بحق، وما بين الممارسة الفعلية التي جعلت الانتماء للبعث مصلحة للعيش الرغيد وتولي المناصب والحظي بالرضا والنفوذ .. عملت في صحيفة البعث بمنطق وطني محترف ولم أجد أنني أخالف فكر البعث في محاربة الخطأ والفساد والدفاع عن الناس البسطاء ، كما أنني كنت من أول المطالبين بتجديد الحزب لينهي "حقده الطبقي" على أصحاب المال! اليوم أحزن على الإساءة التي يتعرض لها البعث على يدي أبنائه أولاً ومن ثم النهش في جسده بسبب تصرفات قياداته التي أساءت كثيراً ولحقت مصالحها على حساب كل شيء! من الطبيعي أن يتمسك "الرفاق" بكل المكاسب وبالتالي يرفضون حتى التغييرات الشكلية في علاقتهم مع "الدولة والمجتمع"!! بإمكان البعث أن يدخل الانتخابات الشهر القادم وأن يحقق أغلبية وأن يتحالف مع أحزاب أخرى وأن يحكم من جديد فغالبية الشعب ما زالوا مؤمنين بالأمة العربية الواحدة وبأن البعث هو أبو الفقراء، ولكنه لن يكون من جديد"القائد للدولة والمجتمع"، لأن على قياداته ، وعلى كوادره في المناصب العليا أن يتوقفوا عن استفزاز الآخرين ويبدأوا بالتصرف كحزب وليس كسلطة لديها مقدرات البلد بأكمله .. لا أريد أن يأتي اليوم الذي يدفع فيه كل البعث والبعثيين الشرفاء ثمن تسلط واستهتار قيادات مستفيدة و متسلطة وخشبية الفكر فينتقل إلينا منطق "الاجتثاث"!!.. ربما على المؤتمر القادم أن يعي جيداً التغير الحاصل وأن يأتي بقيادة جديدة وشابة لم تنعم بنفوذ المادة الثامنة لتستطيع أن ترسم الصورة الجديدة للبعث في مستقبل سورية الجديدة .. البعث يحتاج لجهاز علاقات عامة قوي ، يحافظ على محبة الناس لفكره ومبادئه ، وبنفس الوقت يواكب الواقع الجديد في سورية.. وعلى "الرفاق" أن يدركوا جيداً أنه مضى وقت: "سورية لصاحبها حزب البعث " وحل زمان :"سورية التي يملكها جميع السوريين"..
|
|