الخميس 2012-05-17 13:38:13 |
يحكى أن |
دبلوماسي: “المعارضة ” تهرب من الحوار مع الدولة السورية.. والتأييد الدولي يتراخى |
لا يفوّت مراقب لمجريات الأحداث في ملف الأزمة السورية أن يلاحظ الجهد المبذول عربياً ودولياً من أجل إفشال مبادرة المبعوث الدولي كوفي أنان، وتقول مصادر دبلوماسية عربية إن هذه الدول تسعى من أجل “استثمار” هذه المبادرة في عدة أوجه. فهذه المبادرة تشكل فرصة مهمة للمسلحين لالتقاط أنفاسهم، والعمل على ترتيب صفوفهم التي ضعضعتها العملية العسكرية السورية، كما أنها تمنح القوى الكبرى فرصة إضافية لتقرير السياسات المتبعة في سورية، في ضوء التردد الأميركي في الذهاب إلى النهاية في دعم الحراك المناهض للنظام، رغم أن الدبلوماسي نفسه لا يفوته أن يشرح “سعادة الأميركيين والإسرائيليين” في ما يجري في سورية.
ويقول الدبلوماسي إن إعلان فشل المبادرة من شأنه في نهاية المطاف أن يوفر سنداً إضافياً لدعاة التدخل العسكري، رغم اعترافه بأن هذا التدخل هو أكثر بُعداً عن التحقيق من أكثر من أي وقت مضى. فالأميركيون المنشغلون بانتخاباتهم لا يرون في تنامي الحركات “الجهادية” في سورية عاملاً مشجعاً، رغم أنهم يتمنّون نظاماً حليفاً لهم في سورية، والسبب كما يقول الدبلوماسي، أن الأميركيين يدركون “حساسية” الشعب السوري حيالهم، ويعرفون أن كلمتهم “ثقيلة” على السوريين الذين يتميزون عن غيرهم من الدول العربية الأخرى بوضوح الموقف من الأميركيين، ولهذا – يضيف الدبلوماسي – فضّلوا التراجع إلى الصفوف الخلفية، لئلا ينقلب دعمهم إلى نقمة أكبر على سياسات المحور المؤيد لهم، والذي يسعى لاستغلال عوامل أخرى يأمل أن تمكنه من النفاذ إلى التركيبة السورية.
ويشير الدبلوماسي إلى أن البريطانيين تراجعوا بدورهم؛ انسجاماً مع الأميركيين، فيما الفرنسيون غير مهتمين بالوضع السوري، ويفضّلون حل أزمة منطقة اليورو على أي شيء آخر.
في ظل هذه المعطيات التي تترافق مع ثبات الموقف السوري خلافاً لتوقعات العديد من “المستشارين”، وجدت هذه الدول نفسها معنية بالسعي لتفريغ مبادرة أنان، بالتواطؤ مع ما يسمى “المجلس الوطني”، الذي انتقل من فنادق اسطنبول إلى فنادق روما لإجراء انتخابات رئاسته، التي تمكّن فيها برهان غليون من النفاذ برئاسة إضافية بضغط أوروبي، بعد أن فشل “الإخوان” في تسويق جورج صبرا، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التعيين.
وأتت “مسرحية” الانتخابات، كما وصفها أحد المعارضين، لتغطي على موقف لافت اتخذه مجلس إسطنبول، والقاضي برفض المشاركة في المؤتمر الذي دعت إليه الجامعة العربية، والذي كان مقرراً الأربعاء والخميس في القاهرة، بسبب “عيب برتوكولي”، فالجامعة لم توجّه الدعوات إلى المجلس، بل إلى أفراد، وهذا يعني بنظر قيادة هذا المجلس عدم اعتراف بشرعيته كممثل للمعارضة، فيما تكشف أوساط أخرى أن المجلس تهرّب من الاجتماع للهرب من استحقاق هام، هو تأليف وفد يحاور النظام، لأن هذه الخطوة من شأنها إظهار عدم جدية هؤلاء في الوصول إلى حل للأزمة، على قاعدة أن المطلوب “قتل الناطور لا أكل العنب”، وهو ما قد يساهم في المزيد من تعرية موقف هذه المعارضة أمام الرأي العام السوري والعربي.
وتشير هذه الأوساط إلى أن المعارضين الذين كانوا يمنّون النفس بأن لا يتعاون النظام مع المبعوث الدولي، فيتحمل وحده مسؤولية الفشل، وجدوا أنفسهم أمام نظام يسهّل ويساعد، فكان عليهم اتخاذ القرار بفضح حقيقة موقفهم الرافض للحلول، أو الانخراط في عملية حوار تفضح حقيقتهم أكثر، فاختاروا أسهل الحلول.. وهو الهرب!
|
|