|
اعتبرت أوساط قريبة من دمشق أن الحكومة السورية قد سجّلت جملة نقاط لمصلحته هذا الأسبوع في أزمة باتت أقرب إلى معركة كسب النقاط محلّياً وعربيّاً وإقليميّاً ودوليّاً، وأولى هذه النقاط: فشل دعوة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى مؤتمر لتوحيد المعارضة السوريّة، بالإضافة الى المعلومات الكثيرة التي تتناقلها وسائل الإعلام عن خلافات عنيفة داخل "المجلس الوطني السوري" المعارض، حيث تتصاعد الاتّهامات المتبادلة بين مكوّناته وشخصيّاته الى درجة أنّ رئيسه الدكتور برهان غليون قد أعلن صراحة استعداده للاستقالة لحظة الاتّفاق على بديل منه في رئاسة المجلس.
النقطة الثانية: تصاعد أصوات عربية ودولية تحذّر من الأخطار التي تنطوي على وجود تنظيم "القاعدة" في سوريا ولبنان، إلى درجة أنّ وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا قد أقرّ صراحة بوجود بصمات "القاعدة" في التفجيرات التي وقعت أخيراً في سوريا، ناهيك عن تداعيات لبنانية بدأت باحتجاز السفينة "لطف الله 2" التي تحمل من الأسرار ما يفوق حجم الأسلحة التي كانت تنقلها.
النقطة الثالثة:العريضة التي وقّعها عدد لا يستهان به من شخصيّات قطرية بينها أفراد من عائلة آل ثاني نفسها، وهي تطالب باستقالة الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وتسليم الإمارة الى شقيقه عبد العزيز، ما يشير إلى أنّ الكأس التي حاول حكّام قطر أن يجرِّعوها لحكّام آخرين لم تعد بعيدة عنهم، على حدّ تعبير الأوساط القريبة من دمشق.
النقطة الرابعة: التطوّرات التي شهدتها طرابلس ومحاولة بعض الساسة اللبنانيّين المعارضين لها الإيحاء بأنّ حلفاء النظام السوري يقفون وراءها. فهذه الاتّهامات إذا كانت صحيحة تفترض بهؤلاء أن يلجؤوا إلى التهدئة في طرابلس بدلاً من التصعيد والتحريض الذي بلغ درجات قياسية.
النقطة الخامسة: تصريحات رئيس فريق المراقبين الدوليّين الجنرال النروجي روبرت مود التي أكّد فيها أنّ الحكومة السورية "تبدي تعاوناً كبيراً" مع هذا الفريق، خصوصاً بعد الانفجار الذي تعرّضت له بعثته في خان شيخون في ريف إدلب واحتجاز المعارضة المسلّحة لعناصرها، لتضطرّ إلى إطلاقهم لاحقاً.
أمّا النقطة الأخيرة والأكثر أهمّية: المواقف التي أطلقها رئيس الحكومة الروسية ديمتري ميدفيديف عشيّة مغادرته موسكو إلى الولايات المتّحدة الأميركية لحضور قمّة الثماني في كمب ديفيد وقمّة العشرين في شيكاغو، فهذه المواقف لم تكتفِ برفض أيّ قرار حول سوريا وإيران يخرج عن إطار القرارات الدولية، بل إنّها لوّحت بحرب كبرى في المنطقة قد تتحوّل حرباً نووية، الأمر الذي يدرك حكّام الغرب وبعض الدول الإقليمية خطورته، وقد يتّخذون منه مبرّراً لتحوّلات في موقفهم من الأزمة السورية.