الأربعاء 2012-06-13 17:47:10 |
يحكى أن |
سؤال باتريك سيل عام 1980 يتجدّد اليوم.. هل الصراع على سوريا ام مع سوريا ؟.. الروس والايرانيّون والسوريّون سيردّون بحربٍ شاملة |
الاحداث في الشمال ليست بريئة ولا يمكن فصلها عن السياق العام لما يخطط لسوريا وللمنطقة وهي اكبر من عمليات قنص وخطف متبادل وحتى من اللاعبين المحليين، ومن خلال ما يجري في الشمال يتجدد السؤال الذي طرحه الصحافي البريطاني باتريك سيل عام 1980 عن مضمون الصراع «هل هو على سوريا ام مع سوريا»، بمعنى «هل الصراع على موقع سوريا او ثوابت سوريا» وفي هذا المجال هناك انقسام كبير وتباين ونقاشات حتى ما بين المسؤولين في الرد على هذا السؤال المركزي والاساسي. وفي هذا السياق، هناك وجهة نظر تقول ان الصراع لا زال مع سوريا وعلى ثوابتها القومية والوطنية منذ وصول الرئيس الراحل حافظ الاسد الى الحكم، وبان سوريا وحتى ما بعد زوال الاتحاد السوفياتي بقيت المشاكس للسياسة الاميركية، وتمكنت من خلال تحالفها مع ايران وحماس وحزب الله من افشال ما يريده ويخطط له الاميركيون للمنطقة، وبالتالي ليس صحيحا ما كان يقال عن خيوط اميركية سورية من تحت الطاولة، وبان الاميركيين لا يمكن ان يختلفوا مع السوريين، وان النظام السوري حاجة اميركية للمنطقة. وتضيف المعلومات، ان التوافق الاميركي - السوري حصل في حرب الخليج الاولى عبر مشاركة القوات السورية بعملية غزو العراق، وكان لهذا الموقف السوري ثمنه عبر تسليم اميركي بالدور السوري في لبنان حتى عام 2000، وبدأ هذا التفاهم بالسقوط جراء الدعم السوري اللامحدود للمقاومة في لبنان وطرد المحتل الاسرائيلي، وهذا ما ساهم بوضع المدماك الاول للانتفاضة في فلسطين وبداية تبدل جذري في مسار الصراع العربي الاسرائيلي، وجاء الدعم السوري للمقاومة العراقية ليقطع كل خيوط التواصل الاميركي مع دمشق وترجم ذلك بمطالب كولن باول الذي حملها للمسؤولين السوريين عام2003 ورفضها الرئيس الاسد ومن هنا بدأ الفراق، وهناك من يؤكد بان المسؤولين الاميركيين نقلوا رسائل للمسؤولين السوريين باننا سندفعكم الثمن غاليا، جراء دعمكم للمقاومة العراقية وللخسائر التي وقعت في الجيش الاميركي وانسحابنا من العراق. ومنذ ذلك الحين بدأ الدعم الاميركي للمعارضة السورية عبر المال والسلاح لتنظيم صفوفها، وكل مايجري في سوريا هو بتوقيت اميركي مباشر، لكن اللعبة تبدلت جراء الموقف الحازم لروسيا والصين بالاضافة الى صمود النظام وتماسك الجيش السوري واجهزة الحكم، وهذا ما اطال امد الازمة التي تزامنت مع الانتخابات الرئاسية الاميركية وظهورالارباك في الموقف الاميركي لجهة الامساك بالتعامل مع الملف السوري. وهناك معلومات تقول ان المسؤولين الروس حذروا السوريين من وجود موقف اميركي حاسم ضد النظام في بدايات عام 2007 وان التنسيق الروسي السوري لمواجهة ما يجري حاليا بدأ من ذلك التاريخ، وبدأت الاستعدادات للمواجهة منذ ذلك الحين، وهذا اكبر رد على المشككين بفراق روسي سوري حاليا، حيث روسيا شريك اساسي في المواجهة. وبالتالي هناك قناعة عند العديد من المسؤولين السوريين والعرب وحلفاء سوريا ان الحرب الحالية هي على ثوابت سوريا. اما المنطق الاخر الذي يقول بان الحرب الحالية هي على سوريا وموقعها الجغرافي وخطوط النفط وكميات النفط الهائلة غير المكتشفة في ادلب ودير الزور ودرعا، وأصحاب هذا المنطق يؤكدون بانه ليس صدفة ان تبدأ المواجهات في هذه المناطق، وان الاساس الذي يحرك الاحداث الاخيرة يعود الى هذا العامل وهذا ما يفسر التطرف القطري والتركي غير المبرر ضد النظام جراء موقفه الرافض لوصول الغازالقطري الى تركيا ومنه الى اوروبا التي ستتحرر عندئذ من حاجتها الماسة، الى الغاز الروسي، وبالتالي خسارة الروس لنفوذهم في اوروبا ولموارد اقتصادية هائلة، وهذا ما يفسر التمسك الروسي بكل حبة تراب من سوريا وعدم تقسيمها. وتضيف المعلومات، ان هذا الاستنتاج والذي يقول اصحابه بان الحكم مرهون على صحته بتطورات الاسابيع القادمة وما ستسفر عنه نتائج المحادثات، والمنحى الدولي بزيادة عدد المراقبين ونشر قوات دولية في سوريا واقامة خطوط فصل بين النظام والمعارضة عبر تكريس خطوط تماس واشتباكات يومية، وهذا الاتجاه يؤكد صحة خيار القائلين بان الحرب على سوريا وموقعها سيتصاعد عبر دخول اطراف دولية الى الداخل السوري لاستغلال الغاز الذي يقال انه في حال اكتشافه ستكون سوريا ثاني دولة مصدرة له بعد روسيا، وكذلك التحكم بخطوط الغاز الدولية والوصول الى المياه الدافئة، وبالحدود التركية والعراقية والاردنية واللبنانية وصولا الى روسيا واوروبا وافغانستان حيث المنطقة الاكثر سخونة في العالم. ويؤكد اصحاب هذا «الخيار» ان حديث الدول الاجنبية عن الحرب الاهلية والحرب الطائفية يمكن ان يكون مقدمة لنشر القوات الدولية واقامة خطوط تماس وتكريس التقسيم ويقول اصحاب هذا الخيار ايضا ان ما يعيق تنفيذ هذا المخطط هو الموقف الروسي الحاسم بالاضافة الى ان النظام السوري سيواجه هذا المخطط «عليّ وعلى اعدائي يا رب»، وستسقط كل الخطوط الحمراء، وستقع المواجهة الشاملة لان النظام ومهما كانت النتائج وبدعم روسي وايراني لن يسمحوا بوصول اللعبة الدولية الى هذا الحد، علما ان مواجهة الاحتمال الاول قائمة حاليا ولن يتم التراجع عنها. ولذلك تقول المعلومات، ان ما يجري في الشمال اللبناني ليس بريئا، وان منطق البعض لجهة المطالبة بنشر قوات دولية في الشمال وعلى الحدود السورية اللبنانية سيتصاعد كمقدمة لتوسيع انتشار هذه القوات الى الداخل السوري وتكون القوات الدولية في الشمال قاعدة للقوات الدولية في سوريا، على ان يكون الانتشار فقط في الشمال، وليس في البقاع لان مجرد انتشار القوات الدولية في البقاع سيؤدي الى جبهة جديدة بين المقاومة وايران مع هذه القوات وبالتالي الاكتفاء بانتشار القوات الدولية في الشمال. وتضيف المعلومات، ان هذا الاتجاه يرفضه، الروس ايضا وكل القوى اللبنانية والدولة اللبنانية والجيش وبالتالي سيدخل لبنان في مواجهة مع المجتمع الدولي ومن هنا فان المطالبة بحكومة حيادية ربما لتغطية هذا الانتشار، وهذا ما يفسر رفض الدول الكبرى لحكومة ميقاتي. لعبة كبيرة يلعبها البعض في لبنان وستغرق هذا البلد في بحر من الدماء والدموع وسيكون لبنان الخاسر الاول فيها، لانها ستكون البداية لمواجهة شاملة في المنطقة، اذا حاولت الدول الكبيرة تبني نشر القوات الدولية في الشــمال كمرحلة اولى ورـبما في كل لبنان في مرحلة لاحقة، وعندها ستطرح المقايضة سلاح الشمال مقابل سلاح المقاومة، وعلى القوات الدولية سحب كل السلاح من كل لبنان... وتختم المعلومات بالقول ان البعض في شمال لبنان يقحم نفسه في لعبة كبيرة ربما عن قصد او غير قصد وربما البعض لا يدركون ابعاد ما يجري لكنها لعبة كبيرة لا ترحم والصغار يدفعون الثمن دائماً. ولن يسمح بانتشار القوات الدولية في الشمال وصولاً الى الداخل السوري مهما كانت النتائج.
|
|