الثلاثاء 2012-07-31 19:45:45 |
يحكى أن |
مع تهاوي جعل حلب منطقة عازلة و«بنغازي» سورية.. الحرب الإرهابية مستمره |
مع تهاوي جعل حلب منطقة عازلة و«بنغازي» سورية يستنفد الغرب كل سيناريوهات التآمر مصادر دبلوماسية ترجِّح استمرار الحرب الإرهابية مع استبعاد العدوان بدا واضحاً أن الحرب الكونية التي يشنها أصحاب المخطط التآمري لم تترك أي وسيلة إلا وجرى اللجوء إليها في سبيل إسقاط سورية، وأخذها إلى الموقع الذي يتلاءم مع مشروع الشرق الأوسط الجديد الأميركي ـ «الإسرائيلي». وتشير المعطيات والمعلومات إلى أن الحلف الأميركي ـ الغربي ـ الخليجي تعرّض لسلسلة واسعة من النكسات منذ عام وأربعة أشهر، وما زال حتى الآن يضع كل إمكاناته وأوراقه لإحداث نقلة نوعية في مخططه، ولهذا لجأ إلى كل الأساليب باستثناء التدخل العسكري المباشر وهو ما يمكن ملاحظته في سلسلة واسعة من السيناريوهات التي اعتمدت خلال فترة الأزمة السورية وأبرزها: ـ ضخ كل أنواع المرتزقة والمسلحين من عشرات البلدان مع دعم هائل من المال والسلاح لم يحدث مثيل له في أي مشروع دولي منذ عشرات السنين وحتى اليوم، فكان أن قدمت كل من السعودية وقطر عشرات مليارات الدولارات لشراء الذمم قبل شراء السلاح والتمويل للمسلحين. ـ جمع أكثر من نصف دول العالم في تجمّع ما يسمى «أصدقاء سورية» لاستخدام هذه المؤتمرات وغيرها من اللقاءات والاجتماعات لتوحيد ما يسمى «المعارضة السورية» وتأمين كل أنواع الرشى المالية والمعنوية لها في هذه الدول. ـ حصول عشرات بل مئات الاجتماعات السرية بين دوائر الاستخبارات الأميركية والغربية والتركية والخليجية و»الإسرائيلية» لإعداد سيناريوهات التآمر ضد سورية بكل الأشكال والأنواع، والتي كان آخرها التفجير الإرهابي الذي حصل في مقر الأمن القومي في دمشق وذهب ضحيته أربعة من أبرز القادة العسكريين، وكان هدفه إرباك القيادة وإحداث انشقاقات داخل الجيش للسيطرة على دمشق أو معظم أحيائها تمهيداً لإسقاط الدولة والنظام. ـ حصول أكثر من محاولة خلال الأشهر الأخيرة للسيطرة على إحدى المناطق أو المدن الكبرى، وهو ما جرى سابقاً في جبل الزاوية وبعدها في حمص وما يحصل اليوم في حلب وريفها، هو الحلقة الأكثر وضوحاً في سياق المخطط الغربي ـ الأميركي لإقامة ما يسمى منطقة عازلة مع تركيا لكي تكون قاعدة للتآمر على سورية. ـ اللجوء إلى استخدام كل المؤسسات الإقليمية والدولية في الحرب الأميركية ـ الغربية ضد سورية، بدءاً من الجامعة العربية إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل متفرعات الأمم المتحدة في سبيل تطويق سورية والسعي لإسقاطها. ـ اللجوء إلى كل أشكال وأنواع الإرهاب من قبل المجموعات المسلحة المدعومة مالياً وعسكرياً ولوجستياً من هذا الحلف، وهو الأمر الذي يمكن ملاحظته في آلاف الأحداث الأمنية التي حصلت خلال الأشهر السابقة من ارتكاب المجازر لإلصاقها بالسلطات إلى حرب الاغتيالات للكوادر المختلفة، إلى التفجيرات في المناطق السكنية إلى خطف المدنيين وغيرهم إلى ممارسة كل أنواع الاستنزاف للدولة بأجهزتها المختلفة. ورغم كل هذا الحشد الكوني في الحرب ضد سورية وكل أشكال الإرهاب والضغط والابتزاز لم يستطع هذا المخطط أن يسقط سورية أو يضعف من عزيمة شعبها وجيشها وقيادتها في مواجهة هذه المؤامرة، بل إنه وكلما اشتد التآمر كما يقول مصدر دبلوماسي مطلع كلما بدا التصميم أقوى وأشد على مواجهة مخطط وضع المنطقة وليس سورية تحت هيمنة المشروع الأميركي ـ «الإسرائيلي»، وبالتالي السعي لضرب قوى المقاومة لما تمثله سورية من موقع القلب بين هذه القوى. لكن السؤال، ما هي الاحتمالات المقبلة على مستوى الصراع الدائر حول سورية وما هي السيناريوهات المتوقعة؟ في تأكيد المصادر أن مخطط فصل حلب وجعلها منطقة عازلة بات في حكم الساقط، كما فشل قبل أيام إسقاط العاصمة، لكن المصادر تعتقد أن أصحاب المخطط التآمري سيحاولون من جديد ترتيب مزيد من سيناريوهات التآمر، ولذلك فالأشهر القليلة المقبلة مرشحة لارتفاع حالات الضغط والتحشيد الأميركي ـ الغربي والخليجي للمسلحين من كل الأنواع، بما في ذلك «القاعدة» وتوابعها سعياً وراء استنزاف سورية وإحداث مفاجآت على الأرض، لكن سورية ستكون جاهزة وفق ما قاله وزير خارجيتها وليد المعلم في اليومين الماضيين للرد على كل أنواع التآمر والإرهاب. لكن السؤال الأكثر إلحاحاً يبقى هل تلجأ الإدارة الأميركية وحلفاؤها إلى التدخل العسكري المباشر؟ في معلومات المصادر الدبلوماسية، واشنطن ومن معها رغم محاولات التهويل أحياناً أعجز من أن تقوم بالعدوان لاعتبارات داخلية تتعلق بهذا الحلف أيضاً، ولاعتبارات تتعلق بقوة سورية وحلفائها ثانياً، وأيضاً بإدراك هذا الحلف بأن أي عدوان ضد سورية لن تقف حدوده ضمن الجغرافيا السورية بل سيتعداها إلى كل دول المنطقة من الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة أي «إسرائيل» وحتى إلى حلفائها في الخليج الذين سيدفعون في هكذا وضع أثماناً باهظة خصوصاً أن إيران لن تبقى مكتوفة الأيدي كما أن روسيا هي أيضاً ستجد نفسها محرجة لأن إسقاط سورية سيفتح الأبواب أمام استهدافها وليس فقط حرمانها من المنفذ الوحيد لها في المتوسط وهي قاعدة طرطوس.
|
|