الإثنين 2013-12-02 20:33:30 |
رئيس التحرير |
إعادة الإعمار..حلم يبدأ من باعة البطيخ ولا ينتهي بـ «اللجنة العليا»! |
كتب أيمن قحف انتهى موسم الصيف وبدأ باعة"البطيخ والصبار" يبحثون عن عمل.. شددت الدولة قبضتها تجاه سوق الصرف السوداء والتي دخل فيها نصف سكان سورية بيعاً وشراء واستفادة من الفروقات وبدأ هؤلاء الـ"نصف سكان سورية"يبحثون عن عمل.. دمرت الكثير من المصانع وبدأ عمالها وأصحابها يبحثون عن عمل.. تدهورت التجارة وتراجع نشاط التجار من حيتانها إلى"أصحاب بسطاتها"،وهم يبحثون عن عمل.. ما زالت الجامعات والمعاهد تخرج المزيد من البشر إلى سوق العمل.. وما زال المتسربون من المدارس والجامعات يبحثون عن العمل.. بارت الأراضي،وهناك فلاحون يبحثون عن عمل.. توقفت حركة البناء والإعمار و من يقتاتون منها يبحثون اليوم عن عمل!! وما زال الدكتور وائل الحلقي يصدر يومياً قرارات صرف من الخدمة للعاملين في الدولة لمكافحة"الفساد الإداري والمالي"وهؤلاء صاروا بالآلاف وسيبحثون عن عمل!! معظم وزارات الدولة تجد نفسها في حالة من البطالة المقنعة في ظل الأزمة،والوزراء والكوادر أيضاً "يبحثون عن عمل"!! القائمة مستمرة،ومعظم هؤلاء يفكرون في أمر واحد:إعادة الإعمار،سيعملون في إعادة الإعمار!! الحكومة"متيقظة"..شكلت لجنة عليا لإعادة الإعمار يرأسها نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات المهندس عمر غلاونجي،التعليمات صارمة بعدم القيام بأي مبادرات أو أنشطة تتعلق بملف إعادة الإعمار بدون العودة للجنة،حتى وزير الإدارة المحلية المهندس عمر غلاونجي لا يستطيع أن يتصرف دون العودة لنائب الخدمات رئيس اللجنة!! سوق إعادة الإعمار مزدهر جداً،ولو طرح أحد ما اليوم أسهماً لإعادة الإعمار في سورية لـ"طحش "مؤشر بورصة دمشق على داو جونز وناسداك! الدمار في سورية كبير كبير،و ملف إعادة الإعمار هائل ويحتاج فعلاً لمشروع بحجم"المرحوم مارشال"!!رغم حساسية البعض من التسمية... نعيش اليوم عصر تنازع صلاحيات وإطلاق مبادرات،والجميع ينتظر نهاية الأزمة ليساهم في الإعمار ويأخذ حصة من الكعك التي ستكفي نصف شركات الكرة الأرضية! بالطبع فوجئ البعض في مفاصل قيادية بأن جميع أدبيات إعادة الإعمار المطروحة تبدأ من البند"رابعاً"!!! لم يفكر أحد بخطوات ثلاث تسبق الإعمار وهي التخطيط العمراني وهل الفكرة في إعادة بناء ما تهدم بنفس المكان والمواصفات؟ ومسألة إزالة الركام والأنقاض، وماذا سنفعل بها؟! ذهب وفد إلى الصين لبحث الأمر من مبدأ"هوشة عرب"دون تحضير ولا أعلم ماذا أنجزوا!! ذهب وفد اقتصادي لروسيا لبحث التبادل التجاري فإذا كل هم الشركات الروسية"إعادة الإعمار"! زرت العديد من البلدان الأوروبية والتقيت بعض كبار رجال الأعمال المغتربين..الجميع يحضر نفسه لمرحلة إعادة الإعمار! شركات المعارض"العاطلة عن العمل"تحضر منذ اليوم لمعارض متخصصة لإعادة الإعمار وشركات المؤتمرات تحذو حذوها! أعرف أن تكرار الجملة يوجع الرأس..لكن الأمر فعلاً"يوجع الرأس"!! أعتقد أن ملف إعادة الإعمار "أكبر من لجنة"،وأوسع من أن يحصر بشخص،إنه مشروع وطن بأكمله،والحكومة بجميع أعضائها هم لجنة إعادة إعمار لأنه يشمل كل التفاصيل،والقطاع الخاص هو الشريك الرئيس للحكومة في هذا الملف. لا بد من إدارة مؤسساتية محكمة لهذا الملف،تتسم بالمشاركة وليس البيروقراطية. التفكير بأنانية سيشكل عرقلة لجهود الكثير من الجهات والأفراد،والرؤية الشخصية للأمور من قبل أي شخص أو جهة ستضيع علينا زمناً نحن بحاجته لنعيد بناء الوطن.. كل من ذكرتهم سابقاً شركاء في إعادة البناء ومن حقهم أن يشاركوا.. كل مواطن سوري من حقه أن يفكر بسيناريوهات المستقبل وأن يشارك في صياغتها والعمل في مكوناتها.. نحن ننتقل إلى حالة ديمقراطية تشاركية،ونجاحها يبدأ من ملف إعادة الإعمار. صياغة قوانين جديدة للاستثمار والأعمال ضرورية،قطاعات التخطيط والتمويل والتأمين والتدريب مهمة جداً،و لندخل مرحلة ينشغل الناس فيها بالعمل بدل الصراعات الدامية!
|
|