بيروت - رسام محمد
لم يصدق الزوار العرب والأجانب واللبنانيون أن في سورية اليوم مصانع تعمل،وبهذه الجودة والجمال،فهم يظنون أن سورية قد غدت بلداً مدمراً ليس فيه حياة حتى تكون فيه صناعة!!
نجح السوريون اليوم-وفي فندق فينيسيا وسط بيروت-أن يوصلوا رسالة عن أن سورية حية قوية لا تنهزم،وهم عبر الصناعات النسيجية والألبسة التي تمتد عراقتها في أعماق التاريخ يثبتون أن الحياة مستمرة والاقتصاد يتعافى.
وعندما يملأ مصدرو الصناعات النسيجية السوريون وضيوفهم أربعة فنادق كبرى في بيروت ويشغلون العديد من الرحلات الجوية فهذا أمر له دلالات اقتصادية لا تخفى على أحد!
انطلقت اليوم في بيروت فعاليات معرض الألبسة الجاهزة “سيريا مودا 2″ لصيف 2014، بحضور 97 شركة سورية من دمشق وحلب وحمص، تُنظمه “رابطة المصدّرين للألبسة والنسيج السورية”، في فندق “فينيسيا” لثلاثة أيام، بدعم من “اتحاد المصدّرين السوريين” والحكومة السورية.
الافتتاح الرسمي تم بحضور السيد محمد ناصر السواح رئيس اتحاد المصدرين-رئيس الرابطة والسيد ايهاب اسمندر مدير عام هيئة تنمية الصادرات السورية.
تمت دعوة مستوردين ورجال أعمال وتجّاراً من أوروبا والدول العربية والخليج لتسويق منتجاتها،
وبيّن رئيس “اتحاد المصدّرين السوريين” ورئيس “الرابطة السورية لمصدّري الألبسة والنسيج” محمد السواح، إنّ معرض الألبسة الولاّدية واللانجري غير معني ببيع المفرق، بل يقتصر على عرض نماذج لبيع الجملة، وتوقيع العقود والاتفاقيات التجارية في ما يتعلق بموسم صيف 2014.
وتوقع السواح أن ينتج عن المعرض توقيع عقود بحوالي 70 مليون دولار، موضحاً أنّ الدعوات أرسلت لحوالي 600 تاجر ورجل أعمال في حوض البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا، منهم 200 تاجر ألبسة من ليبيا، إضافة إلى عشرات التجّار من أوروبا والمغرب وتونس والجزائر ومصر والسعودية واليمن ودول أخرى.
وأوضح السواح، إنّ كلفة الاستضافة مدعومة بأكثر من 70% من الرابطة والحكومة السورية، حيث يسعى الصناعيون والتجّار السوريين في ظل الأزمة، إلى أنّ يتجاوزوا الصعوبات، مؤكداً أنّ القطاع الاقتصادي السوري يشهد تحسنًا، كما أنّ صناعة الألبسة حالياً هي أفضل من السنتين السابقتين.
وأضاف رئيس إتحاد المصدرين السوريين أنه من المهم التركيز على الصناعات النسيجية الأكثر أهمية في سورية فنحن من الناحية النسبية أهم بلد منتج للجوارب عالميا ،والثاني بعد إيطاليا بموديلات ألبسة الأطفال حتى أنه في الصين يكتبون على الكثير من منجاتهم أنها موديلات سورية لضمان تسويقها في الشرق الأوسط .
وأشار السواح الى أن الواقع الصناعي والتصديري يتحسن في الآونة الاخيرة بشكل يزيد عدد العاملين والطاقات الإنتاجية مبيناًأن العديد من الصناعيين والعمال وحتى خطوط الإنتاج بدأت هجرة معاكسة في رحلة العودة الى سوريا .
وحول التوزع الجغرافي للمشاركين أوضح رئيس الإتحاد للثورة معظم الصناعات تتركز في دمشق مع التنويه الى بدأ تعافي الصناعات في مدينة حلب حيث يشارك حوالي 12%من حجم العارضين في سوريا مود.
وأكّد المشاركون في المعرض بأنّ جميع المصنوعات من الألبسة واللانجري، صُنعت في سوريا، لافتين إلى التعويل على هذا المعرض لتثبيت مشتريات التجّار والطلبيات وتوقيع عقود جديدة لشراء منتجاتهم الصيفية عن العام الجديد.
يُشار إلى أنّ المعرض السابق الذي أُقيم في بيروت أيلول الماضي، ضمّ 62 شركة سورية، واستضاف أكثر من 250 تاجراً ورجل أعمال، ونتج عنه توقيع عقود مشتريات بحوالي 50 مليون دولار.
المعرض أقيم في سوريا على مدى عشرين عاماً، وبسبب الأزمة انتقل إلى القاهرة ثم إلى السعودية، فبيروت منذ العام الماضي، وهذا المعرض الثاني فيها في أقل من أربعة أشهر.
يذكر أن المعرض يستمر حتى يوم الإثنين ..
وكان اتحاد المصدرين توقع في بيان له مؤخراً أن يزور المعرض عدد كبير من المستوردين للألبسة السورية وخاصة من ليبيا التي وجهت الدعوة لـ 200 تاجر فيها لزيارة المعرض كما تم توجيه الدعوة لنحو 300 تاجر من منطقة الخليج وإيران وتونس والعراق وغيرها من الدول، وأن يحقق معرض سيريا مودا 2 نجاحا كبيرا للصناعة السورية وخاصة مع تحسن الظروف حيث استأنفت الكثير من المصانع عملها بكامل طاقتها إضافة إلى إعادة الحياة والنشاط للورش والمعامل الصغيرة التي أصابتها الأزمة بالشلل حيث تشير المعلومات إلى أن قطاع الألبسة والنسيج شهد حركة توظيف وإعادة موظفين سابقين للعمل مع النشاط الذي بدأه القطاع و سرعة تعافيه من الأزمة.
يشار إلى أن معرض سيريا مودا 1 حقق نجاحا كبيرا واستطاع المشاركون فيه توقيع عقود توريد تجاوزت ال 50 مليون دولار ما اعتبر دعما للصناعة السورية وخاصة في ظل ما تتعرض له البلد حاليا من ظروف صعبة.