ناقش صيادلة سورية في مؤتمرهم الثاني والثلاثين التحديات التي يواجهها الصيادلة في ظل الظروف الراهنة وسبل تجاوزها إضافة لمقترحات تطوير المهنة والعمل النقابي ورفع المستوى الاقتصادي للصيدلي عبر إطلاق مشاريع استثمارية جديدة تدعم موارد النقابة وخزانة التقاعد.
كما دعا الصيادلة في المؤتمر الذي عقد تحت عنوان "قدر سورية أن تصيبها الملمات ولكن قدرها أيضا أن تكون عزيزة قوية مقاومة ومنتصرة" إلى إلغاء خدمة الريف بشكل مؤقت مراعاة للظروف الراهنة ورفع شريحة الربح للصيدلاني ومساعدة الصيادلة المتضررين وتأجيل الرسوم النقابية ولاسيما للصيادلة الجدد والمتضررين".
وطالبوا بتشميل الصيادلة بمشروع التأمين الصحي وتحديث القوانين والأنظمة الخاصة بالعمل النقابي والتأكيد على دور النقابة المركزي في منح وسحب تراخيص الصيادلة في مختلف المنشآت الصحية والعمل مع وزارة الصحة لمراقبة محلات التجميل التي تبيع الأدوية الهرمونية دون ضوابط أو خبرة علمية.
وأكدت مداخلاتهم على ضرورة تأمين فرص عمل للصيادلة المتضررين بالتنسيق مع وزارتي الصحة والتعليم العالي والعمل على منع المستودعات من أي زيادة على الفواتير المقدمة من الصيادلة ورفع رواتب الصيادلة المتعاقدين مع وزارة الصحة وباقي الوزارات.
ولفت الصيادلة إلى أهمية وجود آلية واضحة لبيع الأدوية في صيدليات المشافي وضرورة تطبيق القوانين والأنظمة في هذه الصيدليات والعمل على معالجة وضع صيدليات المعلمين والعمال في كل المحافظات وإلزامها بالترخيص لصيدلاني أصولا كمدير فني والسعي لأتمتة العمل النقابي بين الفروع والنقابة المركزية.
ودعت المداخلات الى الحصول على موافقة وزارة الصحة بوضع لصاقة النقابة على كل الأدوية كونها تعطي الأمان لاستخدامها من قبل المواطنين وتمنع دخول الأدوية المزورة والمجهولة المنشأ.
واقترح الصيادلة إقامة ندوات ومحاضرات تعليمية لاطلاع الصيادلة على آخر مستجدات المهنة ورفع سويتهم العلمية وتنشيط العلاقة مع كليات الصيدلة لزيادة الخبرات المتبادلة وإطلاعهم على آخر القوانين والمستجدات الفنية.
الهلال يؤكد الدور الهام المنوط بنقابة الصيادلة في بناء سورية المستقبل إلى جانب مختلف القطاعات والنقابات والمنظمات الشعبية والمهنية
وأكد الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال الهلال خلال افتتاح المؤتمر على الدور الفاعل لنقابة الصيادلة وما قدمته من جهود وتضحيات خلال الظروف الراهنة ولاسيما أنها تعرضت كغيرها لأعمال التخريب والتدمير للعديد من مواقع العمل من قبل قوى الظلام والإجرام.
ولفت الهلال إلى الدور الهام المنوط بالنقابة في بناء سورية المستقبل الى جانب مختلف القطاعات والنقابات والمنظمات الشعبية والمهنية معربا عن أمله في الخروج بتوصيات وقرارات عن المؤتمر تخدم القطاع الصحي والمواطنين.
وأشار الهلال الى ارتقاء وعي الشعب السوري في ظل ما تعيشه البلاد وإدراكه حقيقة الأمور وجوهر القضايا الاساسية الملحة مؤكدا أهمية الاستحقاق الرئاسي القادم والمشاركة فيه كونه سيحدد مستقبل البلد ويعبر عن قوة وصمود الشعب السوري والدولة السورية في وجه اشرس هجمة تتعرض لها ورفضهم للفكر التكفيري الوهابي الظلامي الدخيل والبعيد عن عاداتهم وقيمهم وأخلاقهم.
النايف: وزارة الصحة تواصل عمليات إعادة تأهيل بعض المؤسسات الصحية لتعود إلى الخدمة مجددا
من جهته ذكر وزير الصحة الدكتور سعد النايف أن الوزارة ورغم التحديات التي تواجهها منذ ثلاث سنوات لا تزال تقدم الخدمات الطبية عبر مشافيها ومراكزها الصحية وتوفر الادوية النوعية كأدوية السرطان والأمراض المزمنة مجانا لجميع المواطنين.
وبين الوزير النايف أن الوزارة تواصل عمليات إعادة تأهيل بعض المؤسسات الصحية لتعود إلى الخدمة مجددا مشيرا إلى أن الوزارة أحدثت خلال الفترة الماضية عددا من المشافي والمراكز الصحية في محافظات حلب والسويداء وريف دمشق لتخفف العبء الكبير الملقى على عاتق المؤسسات القائمة وتلبي الاحتياجات المتزايدة للمرضى.
بدوره أشار نقيب صيادلة سورية الدكتور فارس الشعار الى ما شهدته مهنة الصيدلة من تغير جذري من حيث توجهها العام ومفاهيمها و تجاوزها محدودية المنظور التقليدي المتمحور حول الدواء فقط إلى آفاق جديدة أصبح الصيدلاني من خلالها الجهة الخبيرة والمرجعية المسؤولة عن تزويد المجتمع بالرعاية الصيدلانية الدوائية وشريكا فاعلا في الجهود الداعمة للصحة العامة والوقاية من الأمراض.
ولفت الشعار إلى أن 86 بالمئة من الصيادلة في سورية يزاولون مهنتهم في صيدليات المجتمع وهم بازدياد ملحوظ بينما يعمل 4بالمئة في الصناعة الدوائية في حين يعمل الباقي في المؤسسات التعليمية والمكاتب العلمية ومستودعات الادوية والتحاليل الطبية ومؤسسات الدولة.
وأشار نقيب الصيادلة إلى ضرورة وضع الخطط المستقبلية وتقديم الدراسات لتحسين واقع ومستقبل المهنة من خلال وضع خارطة صيدلانية تراعي التطور الديمغرافي والاقتصادي وتبحث في طرق جديدة للقبول في الجامعات الحكومية والخاصة وتفتح مجالات اوسع للتخصصات الصيدلانية وتعمل على زيادة أعداد الصيادلة في الصناعة الدوائية.
ودعا الشعار إلى إعادة دراسة الكثير من الأنظمة والقوانين والتشريعات وتحديثها بما يتلاءم وتطور المهنة ورفع سويتها ومكانتها وتفعيل دور الصيدلاني مع إطاء النقابة دور المشاركة الفاعلة في الاشراف والمتابعة والمحاسبة لافتا الى أن النقابة تقدمت الى الموءتمر العام بمشروع تعديل قانون التنظيم النقابي رقم /9/ لعام 1990/ ومشروع تعديل خزانة التقاعد وذلك بما يتلاءم مع دستور البلاد ليصار الى تعديل النظامين الداخلي والمالي للنقابة.
كما بين أن النقابة تقدمت بعدة مقترحات ودراسات الى وزارة الصحة تتضمن الإعفاء من خدمة الريف في ظل الأوضاع الراهنة والعمل على إعادة النظر في قانون المستودعات ودراسة رفع الراتب التقاعدي الى جانب تطلع النقابة مع وزارة الصحة ونقابتي الاطباء واطباء الأسنان الى اقامة مشروع حيوي استراتيجي يليق بمكانة سورية بكوادرها العلمية التخصصية عبر شركة الصناعات الصيدلانية المساهمة المغفلة كما تأمل من خلال تأسيس وعمل شركة الرعاية الطبية بتحسين واقع التأمين الصحي الخدمي لكل من مقدمي ومتلقي الخدمات الصحية.
حضر افتتاح المؤتمر عدد من أعضاء الجبهة الوطنية التقدمية والقيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي وأمناء فروع الحزب ورؤساء الاتحادات والنقابات والمنظمات الشعبية والمهنية وحشد من الصيادلة.