سجل مشروع «الجدارة القيادية» الذي أطلقته وزارة التنمية الإدارية منذ سنوات فشلاً كبيراً.. فهي من خلال هذا المشروع لم تتمكن من إظهار قيادي جدير واحد.. لنكتشف أن كل هذا المشروع كان مضيعة للوقت وهدراً للمال.. ندوات ودورات ومؤتمرات، تنقّل بين المحافظات، كل هذا حصل، لكن الحاصل كان خسارة بامتياز…
اليوم نحن أمام مشروع آخر للتنمية الإدارية يتجلى في إقامة دورات للأطر القيادية كمشروع بديل عن «الجدارة القيادية»، المشروع مازال في أوله وقد يكون من المبكر الحكم عليه أو التنبؤ بنتائجه.. ولأننا لا نريد الحديث عن هذا البرنامج.. ولكيلا نتهم بوضع العصي في العجلات، فإننا نتنحى جانباً وندعه لنهاياته.. وعسى أن تكون إيجابية.. لكن لدينا سؤال واحد فقط يتعلق بالعمر الزمني للمتدرب، وعدد سنوات الخدمة، والشريحة العمرية التي يفترض أن تتوجه إليها هذه الدورات.. وهنا ما دمنا نتحدث عن أطر قيادية فإننا نفترض أن تكون موجهة لأعمار لا تزيد على الخمسين عاماً.. حتى يبقى لدى هذه الشريحة عشر سنوات يمكن أن تقدم فيها خلاصة ما تعلمته في هذه الدورة للجهة العامة التي تعمل فيها.. فماذا يمكن أن يقدم شخص وصل إلى الستين عاماً.. ويفترض أنه يتقاعد من الخدمة بين يوم وآخر، وحتى لو تم تمديد خدمته عاماً أو عامين.. كيف سيوصل حاصل هذه الدورة إلى مؤسسته.. وهنا لا نوجه هذا الكلام إلى شخص بعينه، بل هو سؤال لوزارة التنمية الإدارية فقط حتى لا تلحق الأطر القيادية بالجدارة القيادية .. لأن الفشل الثاني ليس فأل خير…!!!؟