سيريانديز – مجد عبيسي
عقد اليوم صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية اجتماعه السنوي مع شركائه بمكون برامج الشباب بهدف تقييم إنجازات العام المنصرم ووضع الخطط المشتركة للعام الذي يليه، وتبادل الخبرات والنقاط التي تحتاج لدعم والأخطاء الملاحظة للوقوف عليها وتلافيها.
بدأ الاجتماع بكلمة لممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان (كارين دادوريان) حيث أكد أن برنامج الشباب له مكانة خاصة في سورية، واجتماع شركاء مكون الشباب سيتم تقسيمه على يومين، يتم من خلاله التركيز والاهتمام بدعم الشباب لأن لديهم فرصاً لا متناهية لتحقيق السلام والاندماج في المجتمعات، ورأى دادوريان أنه عبر برامج الصندوق والشركاء الداعمين أنهم نعطون الشباب أملاً بحيث يمكنوهم من امتلاك المهارات اللازمة ليكونوا فعالين ويربطوا مستقبلهم ببناء سورية.
كما أضاف أنه تم تطوير إطار عمل للمراهقين والشباب بالتعاون مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة والذي سيتم اعتماده قريباً ليكون ضمن نطاق العمل.
وأضاف أنه قد تم إطلاق استراتيجية الأمم المتحدة للشباب في أيلول من العام الفائت 2018 والتي تضم مقومات عديدة مثل برامج التقوية والحماية والصحة وعدة مكونات أخرى سيتم استعراضها ضمن الاجتماع. وأشار إلى قرار الأمم المتحدة 22/50 المتعلق بالشباب والذي يدعم الأفكار لتبينها وبنائها ما أمكن.
وأشار إلى نقطة مهمة وهي أنه سيتم ربط عمل العمل باستراتيجية الأمم المتحدة للسكان من عام 2018 حتى 2021، والتي تضم ثلاثة أصفار: الصفر الأول هو صفر وفيات الأمهات، والذي يعد ضروري جداً بحكم انتشار الزواج المبكر كأحد أهم المسببات.
الصفر الثاني يتعلق بتنظيم الأسرة والذي هو صفر عدم تلبية الاحتياجات الخاصة بتنظيم الأسرة والذي يعد مهما جداً في ظروف كالتي مرت بها سورية والذي يؤدي إلى تكرار عدد الولادات وبالتالي إلى الوفيات كون أعمارهم صغيرة.
أما الصفر الثالث فيرتبط هذا المسعى بعدم وجود حالات من العنف القائم على النوع الاجتماعي والذي انتشر في الفترة الأخيرة والهدف منه أن يعيش الجميع بكرامة.
وأكد أخيراً على العمل على إشراك الشباب في كل مراحل التخطيط والتنفيذ للمشروعات والبرامج وإتاحة دور أكبر لهم في جميع المراحل.
هذا وقد تم في اجتماع اليوم استعراض نتائج دراسة الجمعيات الأهلية مع الحضور، والمبادرات الشبابية المجتمعية، إضافة إلى توضيح ماهية المراكز الصديقة للشباب، والتأكيد على تدعيم فكرة التماسك المجتمعي في جميع البرامج والمشاريع.
وقد أوضح خبير التطوير والتدريب (نواف زيدان) أن Unfpa شريكة مع عدة شركات، وطبيعة الشراكة والتنسيق هي سبب النجاح، وقد تم التركيز على الشباب لأنهم عماد المستقبل، وسورية نحو 60% من سكانها هم بسن الشباب، فإذا لم نؤمن فرص عمل لجميع الشباب فستكون قنبلة موقوتة، وفي الأزمة زاد الطين بلة وزادت البطالة، وللأسف لا يوجد إحصاءات حديثة رسمية لهذه المشكلة، ولكن ارتأينا أنه يجب أن نجد الحلول.
منذ 2003 ونحن نعمل على إنشاء مشروعات ونمنح قروض للشباب، وخلال الأزمة كنا نركز على توجيه الجهات لإعادة إحياء المؤسسات التي تضررت جراء الحرب، وقد أجرينا استبيان ودراسة على 11 جمعية تغطي عدة محافظات وهي دمشق وريفها وحلب وحمص وحماه والقامشلي، كانت نتائج الاستبيان أن عدد قليل من له استراتيجة واضحة معمولة كوثيقة، والبعض لديهم قسم خاص ضمن سياساتهم خاص بالشباب. بينما المشكلات التي توضحت بنتائج الاستبيان في المحافظات الخمسة كانت تتلخص بالبطالة، تأمين الموارد المالية، صعوبة متابعة التعليم بسبب ارتفاع التكاليف وصعوبة التنقل، قلة الكادر التعليمي الفعال، صعوبة الحصول على تدريب مهني فعال، التلكؤ في تعليم الفتيات ضمن بعض المناطق، مشكلة في تنقل الذكور لأماكن فرص العمل مما زاد بالبطالة، عدم تلاؤم مخرجات النظام التعليمي مع سوق العمل، ونسبة 80% ممن تخرجوا لم يعملوا بما درسوه في سنوات الجامعة.
هذا وقد تم مناقشة عدة نقاط أخرى للعمل الناظم للجمعيات مع التأكيد على تلافيها، وأخيراً تناول بعض التوصيات كتنفيذ ندوات لتعريف القائمين على الجمعيات والمشاريع بأهداف صندوق الأمم المتحدة للسكان، تنفيذ دورة تدريبية للجمعيات الشريكة عن الإدارة الاستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي للمنظمات الشريكة، مع أفضلية أن يطلب الصندوق من الجمعيات الاستراتيجية وخطة عملها لسنة قادمة قبل التمويل ومخرجات وأثر المشروعات المنفذة، تقييم نتائج المشروعات وتحديد جهات لقياس الأثر، وأخيراً دعم المراكز الصديقة للشباب أكثر.