سيريانديز – آية قحف
بين مدير عام الآثار والمتاحف في سورية الدكتور محمود حمود أنه ضمن اجتماعات اليونسكو بدورتها ال 40 العادية المقامة على مستوى وزراء الثقافة في باريس ، طرح ما تعرضت له مواقعنا الأثرية وتراث سورية الثقافي بوضعه الراهن ولا سيما المناطق التي ما زالت تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية في الشمال والشمال الشرقي ، مشيرا إلى أن هذه المواقع تعرضت للنهب والاستنزاف لذلك تتوجه سورية للعالم بكل منظماته الثقافية بما في ذلك كل الحكومات المتحضرة للحفاظ على هذا التاريخ ، منوهاً بعرضه وضع سورية الثقافي الر اهن على اليونسكو لتزيد الدعم للحفاظ على الإرث الثقافي وذلك لأنه حتى الآن مشاركتها متواضعة ومحدودة لأنها محكومة بالقرار السياسي ، ولكن بعض أعضائها فوجئوا بالوثائق المقدمة لأنهم لم يكونوا على علم حقيقي بما حصل .
وأشار حمود إلى أن المديرية العامة للآثار والمتاحف استطاعت إنقاذ قسم من آثار تدمر ولكن لجان الجرد التي انتهت من عملها مؤخرا خرجت إلى أن هناك 3254 قطعة أثرية مفقودة ، عدا عما حصل في معبد بل وقوس النصر والأبنية الأربعة فكل ذلك تم تدميره ، مستنكراً عمليات التنقيب غير الشرعية من قبل الجماعات الإرهابية التي هربت كثيرا من الآثار للخارج ، منوهاُ بأن تدمر لم يكتشف من آثارها إلا القليل ، بالإضافة إلى أن متحف بصرى الشام بعد عمليات الجرد تبين فقدان حوالي 1000 قطعة أثرية منه .
وذكر حمود بأن المناطق التي بقيت تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية مثل غربي حلب وشمال غربي حلب تعرضت للدمار والتنقيبات غير الشرعية فهناك 700 منطقة منسية نهبت آثارها في سبيل المتاجرة بها ، منوهاً بأن عفرين مازالت تتعرض آثارها للتدمير وذلك بتغطية ومشاركة من الجيش التركي ، مشيراً إلى أن الحكومة السورية طالبت اليونيسكو بتوجيه بيان إلى الحكومة التركية للإجابة على الوثائق التي تثبت مشاركتها في هذه الأفعال .
وأما عن الاستراتيجية المتبعة لحماية الآثار، لفت حمود بانه منذ بداية الحرب قامت مديرية الآثار بإخلاء المتاحف ووضع القطع الآثرية في أماكن آمنة ، ومع عودة الأمان إلى بعض المناطق أعادت المديرية افتتاح هذه المتاحف كما حدث في دمشق وحلب .
ونوه حمود بأنه كان في سورية حوال 140 بعثة أثرية قبل الحرب ، ( 100 منها أجنبية ) ، وهذه البعثات توقفت جميعها ماعدا بعثة واحدة تعمل في التنقيب والترميم في قلعة المرقب ، وخلال الحر ب انتقلت للعمل في قلعة الحصن ، وايقاف عمل البعثات يعود للوضع الأمني وضعف التمويل ، كاشفاً عن توقيع سورية اتفاقيات جديدة مع الجانب التشيكي ومتحف براف للتنقيب في تل الشاميات في اللاذقية ، بالإضافة للتوقيع مع الجانب الإيطالي كبعثة سورية إيطالية مشتركة للتنقيب في غوطة دمشق في تل الصالحية الأثري .