كتب : ايمن قحف

قال لي رجل حكيم ذات يوم ..وأضطر ..لتلطيف العبارة حرصآ على الأخلاقيات العامّة:(كل  العالم  فاسدين وحقيرين بس أنا اللي انمسكت)!

اليوم من يتابع الإعلام العام والخاص والسوشال ميديا يشهد الأجواء الأحتفالية بضرب (أوكار الفساد) فقد عرفنا اليوم من وأين يذهب قوت الشعب!

لاأعرف السيدة التي أصبحت اليوم عدو الشعب والدولة ورمز الفساد ..لكنني وبحسب خبرتي في هذا البلد أكاد أشبهها بالمواطن الفقير الذي أقيم عليه الحد من أجل خمسين ليرة منذ سنوات .

لاأريد أن أبرر فالقضية موصوفة وهناك ارتكاب فاضح يستحق عليه كل من شارك أن يلقى المساءلة المسلكية والقانونية ،ولكن أريد أن ألفت النظر إلى أمرين فقط :

أولهما عدم المبالغة وتضخيم القضية لأنها تتعلق بستة آلاف كيلو غرام من السكر ،ولو افترضنا أن منفعة السيدة المذكورة  هي مابين السعر الحر والمدعوم هي في حدّها الأعلى بحدود الألف  ليرة سورية ، اي الفارق ست او تسع ملايين ليرة قدتكون حصتها منها مليون ليرة ربما ، نظراً لافتراض  وجود شركاء في القصة ، اي قيمة وليمة في مطعم فاخر او دخول مشفى او سعر طقم رجالي  فاخر او موبايل متوسط هدية لموظف فاسد ..

وكما بالغ جمهور السوشيال ميديا بمليارات وزير التربية الأسبق الذي خمد الحديث عتها ،سيعرف قريبآ أن الطبل في دوما والعرس في حرستا .

ثانيآ علاج هذا النوع من الفساد غير ممكن ففي ظل الإصرار على سياسة الدعم التي لايعرف أحد حجمها بسبب مقصود ولكن هناك إجماع أنها بمئات المليارات .

ماذا يصل للمواطن المستحق للدعم منها ؟تقريبآ لاشيئ فحلقات الفساد تلتهم كتلة الدعم ويشقى المواطن ويذل للحصول على المواد المدعومة من خبز أو محروقات ومقنن تمويني .

ختامآ نشدُّ على أيدي الجميع في مكافحة الفساد مهما بلغ حجمه ،لكن في ظل سياسة الدعم الحالية لن يتوقف الفساد أبدآ ،والحقيقة البسيطة تقول حيثما يوجد أكثر من سعر لمنتج واحد في السوق يحصل الفساد .

سيريانديز