سيريانديز-يسرى جنيدي
الطبيعة مصدر إلهامه الاول ، هي الرحم الذي ولد منه فنه، تحمل في طياتها الكثير من الألغاز والأسئلة، قام بترجمتها إلى لوحات تحاكي العقل والروح، لوحات تنقلك الى عالمه الخاص، تنصهر فيه مع الطبيعة لكي يتسنى لك فهمها وإدراكها.
عالم يثير لديك سؤالا أزليا، كيف كان البدء؟
انه الفنان التشكيلي والناقد عمار زينب حسن.. كان لسيريانديز اللقاء معه:
كيف انتقلت من الرسم الى الكتابة التشكيلية؟
هذه قصة لم تكن لتخطر على بالي حتى طلب مدير تحرير إحدى الجرائد التي كنت أعرض رسوم الكاريكاتير من خلالها، وأكتب فيها محليات وقضايا متفرقه تهم المواطن، فكان التحدي هو أن أقوم بالكتابة في مجال الفن التشكيلي ونقده، لكني قبلت التحدي وتفرغت للقراءة في هذا الخصوص لعدة شهور، وبعدها بدأت رحلة وعي الفن انطلاقا من فهم ماهيته، فالمصادفة هي من لعبت هذا الدور.
بدأت رحلتك مع الفن التشكيلي برسم الكاريكاتير، هل تحدثنا عن هذه الرحلة؟
ربما امتلاكي الحس النقدي الداخلي ورغبتي بتسجيل اعتراض على الظلم ومحاولتي كشف بعض صور الزيف في حياتنا اليومية، هو من قاد إلى هذا النوع من الفن، وكانت بدايتي معه في مطلع التسعينيات، حيث كانت أول عروض الكاريكاتير في جامعة دمشق و كلية التربية تحديدا، وعلى الرغم من أنه مهد بداية انطلاقتي في نشر الكاريكاتير في عدد من الصحف المحلية إلا أن ذاك المعرض كان بدائيا في سويته الفنية لكن نبرته النقديه عالية. ثم توالت المشاركات في مطلع الألفية الثانية. ومع توسع أثر الحاسوب في مجال الفن، أحببت الخوض في هذا المجال لإغناء تجربتي وعدم عزلها عن تطورات الفن؛ فتلقيت دورات تصميم على البرامج الغرافيكية، كانت لي نقله نوعية عام 2002تجلت من خلال مشاركتي العرض مع" نضال خليل" في كلية الإعلام، عقبها عرض في ثقافي المزة، وبعد وصولي الى مستوى وأسلوبية مقنعة، توقفت عن العرض من أجل التفرغ للكتابة التشكيلية.
درست علم نفس هل ساعدتك دراستك في الرسم أو النقد أو ربما الاثنين معا؟
لا شك بأن أية دراسة أو خبرة هي أساس أو قيمة مضافة لأي عمل نقوم به، وكما أن من سمات شخصيتي الميل للنقد وتشخيص الزيف، كذلك اكتشفت ميلي لتحليل الأشياء، من هنا اجتمعت دراستي مع ميولي لتدعيم عدد من نقاط القوة في القراءة النقدية وتنميتها، ولكني اليوم أنسى ما تعلمت وأتعلم من جديد مع كل لوحة أراها وكل فنان أفهمه، وهذا يتجسد بوضوح بالطبيعة التي أرسمها، والتي لا تنتمي إلى ذاكرة معروفة، بل هي محاولة دائمة للعودة إلى نقاء ما قبل المعرفة، إلى بدء لا أعرفه... لكننى أسعى لوعيه من خلال اللوحة.
كيف صقل عمار زينب حسن موهبته ؟
بالرسم
هل هناك مدرسة فنية معينة تنتمي لها ؟
كل المعارف والتقنيات والأدوات هي اليوم ملك الرسام وبوسعه الاستفادة منها، كما أنها قد تصبح قيودا وحدودا، ما من شيىء نهائي، أنا لا أضع العربة قبل الحصان، أحاول الغرق فيما أرسم ولا يهمني إلا التعرف إلى هذه الأم التي اسمها الطبيعه، فكيف كان شكلي داخل رحمها لا أعرف، إلا أنني اليوم أرسم معالم هذا الرحم.
أول معرض تشكيلي فردي كان منذ عدة أشهر تحت تسمية(بدء) ما الرسالة التي أردت إيصالها؟
أشعر أنني تسرعت قليلا في العرض، وصلت إلى مرحلة لم أعد فيها أحمل رسائل الى أحد، أنا أتعرف الى جمال الطبيعة البدئية، إلى نقطة الصفر وما بعدها، عبر اللوحة وكيف أفعل حقا هذا لا أعرف، بالنسبة لشخص ترسمه الطبيعه البدئية أو" هكذا أعتقد" سيكون من الصعب عليه الحديث عن رسالة.
* برأيك الفن التشكيلي في سورية هو فن نخبوي؟
الفن هو بوابة وعي والوعي الجمالي يعني وعي الحياة والخوف عليها والسلام معها، كما السلام والمحبة للإنسان والوطن والشجر والحجر وبقية الكائنات، الفن هو ارتقاء انساني يشمل الجميع، وعندما نقول فن نخبوي يعني إسقاط الجمهور من المعادلة وهذا خطير، لأننا نجعل الفن ذا اتجاه عامودي، والحقيقة بحسب ما اعتقده أن الفن أفقي أو هكذا يجب أن يكون، الفن جماهيري بحسب تولستوي لأن فن النخبة مزيف بحسب تولستوي أيضا في كتابة" ما هو الفن".
* كيف أثرت الأزمة السورية على الفن والفنانين؟ لقد
كشفت زيف فنية الكثيرين ومشروعية فنهم ومدى انتمائهم للفن وللوطن، أما الفن فلا خوف عليه هو وطن من السلام والجمال لا يصل إليه إلا الأنقياء والمسكونون بالمحبة.
* ما جديد الفنان عمار زينب حسن ؟
ليس جديدي سوى:
كيف أعود الى القديم جداً حيث عوالم البدايات.