تسلمت وزارة الثقافة اليوم تمثالاً برونزياً لعالم الآثار والباحث الشهيد خالد الأسعد قدمته رابطة المحاربين القدماء في روسيا كهدية تذكارية تخليداً لذكرى شخصية قدمت الكثير لآثار سورية وحضارتها.
ووصفت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة في حكومة تسيير الأعمال خلال تصريح صحفي هذه المبادرة التي تمت بالتنسيق مع اتحاد الكتاب الروس بأنها تجسيد لعمق علاقات الصداقة والتعاون بين الشعبين والقيادتين والجيشين في الجمهورية العربية السورية وروسيا الاتحادية.
وأضافت “إن هذا الحدث رمزي بدلالاته وأبعاده فالأسعد هو رمز لكل شهداء سورية وهو بطل عانى الكثير من وحشية المجرمين القتلة الذين أرادوا سلب الوطن هويته الثقافية وتشويه سمعته وذاكرته وأكبر دليل على ذلك هو ما ارتكبوه من جرائم في تدمر بحق التراث المادي السوري والأثري” مشيرة إلى أن العبارة التي حفرت على التمثال بأن نخل سورية لا ينحني تمثل كل أبناء هذه البلاد وشهدائها حيث سيشغل التمثال مكاناً يليق به في متحف تدمر.
بدوره قال الأدميرال اليافي كافلش كازلوف من رابطة المحاربين القدماء “إن فكرة تقديم هذا التمثال تبلورت لدى الرابطة بعد استشهاد العالم الأسعد وهو واحد من كثيرين استشهدوا في سورية دفاعاً عن تراثها” معتبراً أن هذا التمثال تعبير عن صمود الشعب السوري في مواجهة الإرهاب والذي سيكون حافزاً للأجيال الشابة في تعلم دروس الوطنية والمحافظة على التراث.
وأوضح أناتول بيرغيسكي سكرتير اتحاد الكتاب الروس أن فكرة التمثال تعود لعام 2018 وتم اختيار الشهيد الأسعد لأن تضحيته هي نموذج يحتذى مشيراً إلى أن الاتحاد نسق مع المحاربين القدماء الذين شاركوا في هذه المبادرة وجاؤوا على شكل وفد كبير لزيارة سورية.
وقدم شقيق الشهيد المهندس محمود الأسعد في كلمة باسم عائلة الشهيد خلال استلام التمثال كل الشكر والامتنان للوفد الروسي على ما قدموه تقديراً للتراث الإنساني في سورية وكل المحبة والتقدير للذين أنجزوا هذا العمل المميز من أبناء روسيا الاتحادية.
وخاطب محمود أخاه الشهيد بالقول “أنت لم تمت بل كنت مثالاً للتضحية والفداء وبذلت دمك للحفاظ على مدينتك الخالدة.. يوم قتلوك وصلبوك بدأت أنت الحياة وحولت قاتليك إلى موتى ورحلت جسداً ولكنك باق بيننا”.
يذكر أن الشهيد خالد الأسعد شغل منصب مدير آثار ومتاحف تدمر وكان مديراً للجانب السوري في جميع بعثات التنقيب التي جرت في المنطقة وساهم باكتشاف العديد من أوابدها التاريخية كالشارع الطويل ومعبد بل والكثير من المدافن ونال أوسمة رفيعة من سورية وخارجها وكان يتحدث عدة لغات بالإضافة لإتقانه اللغة الآرامية وله نحو 40 مؤلفاً عن الآثار في تدمر وسورية والعالم.