كتب أيمن قحف
ينتهي عام 2021 على هذا البلد وهذا الشعب أسوأ مما بدأ به ، بل وأسوأ من الأعوام التي سبقته..
في هذا العام خسرنا أهم شيء : الأمل !!
كان الشعب السوري يحمل معه عاماً بعد عام بعض الأمل والتفاؤل ، اليوم فرغت جعبة الشعب وما يعيشه من شح في كل شيء ، حتى أصبحت السياسة الاقتصادية العامة معنية بـ :ادارة الشح بدلاً من إدارة البلد والوفرة والموارد المادية والبشرية!!
ضغوطات الحياة وشح الموارد وفقدان المواد والقرارات التي تدهم أجواء التشاؤم وعياب السياسات الاقتصادية الواضحة وحلول أزمات البلد جعلتنا أقرب إلى العودة لعصر (سكان الكهوف ) منها إلى مواطني القرن 21!
بل أعتقد أن سكن الكهوف حالياً والعودة للحياة البدائية تعطي راحة نفسية أفضل نظراً لمحدودية سقف التوقعات في الحياة ..
وفي الحقيقة فإن نمطنا الاقتصادي أقرب للأنماط البدائية سواء عصر (المشاع ) وهو ما نراه في تعامل البعض مع المال العام وأملاك الدولة وغياب أي سلطات حتى القبلية ..
وهو يشبه عصر الاقطاع والعبودية بحسب ما نراه من تعامل مع العمال والفلاحين والطبقات المنتجة واعطاءهم أقل مما يسد الرمق ثمن محاصيل أو رواتب وأجور !!
وهو عصر رأسمالي بامتياز لجهة مساوئ الرأسمالية فقط أما حسناتها التي بنت الحضارة الغربية وأنتجت في النهاية الثورة الصناعية والرفاهية وحقوق الانسان فليس معمولاً بها لدينا !
وبنفس الوقت ما زلنا دولة اشتراكية يحكمها حزب البعث العربي الاشتراكي ويتولى أعضاؤه جميع المناصب العليا في الحكومة ومجلس الشعب والمحافظين وغالبية الوزراء وقادة النقابات والمنظمات ، وعلى نفس المبدأ الرأسمالي أخذنا كل مساوئ الاشتراكية وتركنا ميزٍاتها التي بنت في مرحلة ما دولاً عظمى وشعوب مكتفية!
بالنسبة لي ، ما زلت متفائلاً بأن هذا البلد وهذا الشعب لا يكسر ولا يعصر ، وسينهض من جديد ، ولا منة لأحد عليه ، ولكن أدعو الله أن تكون حكوماتنا تشبه هذا الشعب العظيم في جيناته النبيلة وقدرته على الانتاج والحياة ، وأن تؤمن بقدرات البلد وموارده البشرية والمادية وأن تجترح الحلول كما يفعل السوري عادة ، وأن ندير البلد كما يليق بعقلية الوفرة لا الندرة .