بينما يشهد العديد من المحافظات زيادة كبيرة في عدد ساعات التقنين، تشهد محافظة دمشق ووزارة السياحة حراكاً ملموساً تحضيراً لكأس العالم الذي تكثر معه أعداد المرتادين إلى المنشآت السياحية والمقاهي والندوات، الأمر الذي يتطلب معه اتخاذ إجراءات صحية احترازية وضبط أي مخالفة للتدابير أو الإعلان عن تقديم خدمات ورسوم خاصة بالمونديال.
هذا وبدأ عدد من صفحات التواصل الاجتماعي بالترويج لحضور مباريات كأس العالم، مع طرح عروض خاصة للمرتادين، الأمر الذي دفع بالمعنيين في الوزارة والمحافظة لتشديد الرقابة طول شهر المونديال على صعيد الرقابة على الأطعمة والمشروبات المقدمة وخاصة من خارج المقاهي إضافة إلى الرقابة على أسعار الخدمات داخل المنشآت السياحية.
وبين مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق الدكتور قحطان إبراهيم أن هناك استنفاراً في المديرية على صعيد الرقابة على المقاهي الشعبية وإجراء الكشوف عليها بين المباريات وفيما بعدها إضافة إلى الرقابة على المحال في العاصمة.
وأكد إبراهيم أنه سيكون هناك رقابة أكبر على المقاهي وخاصة التي تتضمن تأمين أغذية ومأكولات لمرتاديها من خارج المقهى عبر الطلبات، الأمر الذي يتطلب الرقابة عليها بشكل أكبر، ناهيك عن التشدد على المشروبات المقدمة والأراكيل والمعسل والخراطيم المخصصة للأراكيل.
وأضاف: خلال هذا الشهر ستكثر أعداد المرتادين والتجمعات في المقاهي والمنشآت السياحية أيضا، ما يكثر معها الطلبات الخاصة بالأطعمة من خارج المقاهي، مؤكداً التوجيه على جميع المراقبين بالتشدد على الإجراءات الصحية على صعيد منشأ المعسل داخل المقاهي والمشروبات، وطريقة غسل الصحون وآلية العمل داخل المطابخ وتحضير الخدمات المقدمة.
وكشف مدير الشؤون الصحية عن تشديد الرقابة على المحال والمقاهي الشعبية التي تتضمن تقديم الأراكيل لمن هم دون الـ 18 عاماً، مبيناً أنه لا تهاون مع هذا الموضوع، وأي مخالفة لهذا الأمر تغلق المنشأة والمقهى بشكل فوري.
ونوه ابراهيم بوجود تنسيق بين المحافظة وزارة السياحة على صعيد الرقابة الصحية بما في ذلك الإجراءات المتخذة على صعيد مرض الكوليرا، علما أن التدابير معلنة وهناك متابعة لتطبيقها في مختلف المحال والمقاهي والمنتديات بدمشق حفاظاً على سلامة المواطنين والمرتادين، مع الاستعداد لاستقبال جميع الشكاوى الواردة ومتابعها.
في السياق أصدرت وزارة السياحة تعميماً (حصلت «الوطن» على نسخة منه) طلبت بموجبه من مديريات السياحة بالمحافظات، بالتعميم على أصحاب ومستثمري المنشآت السياحية كافة الالتزام بتقديم أفضل الخدمات والسعي لرفع جودة المنتج السياحي، مع التقيد بعدم تقاضي أي بدلات خدمات غير مسعرة من مديرية السياحة المختصة ولاسيما (خدمة حضور مباراة) وتحت أي مسميات، علماً أن هذه المخالفة تعتبر تقاضي أجور لقاء خدمات غير قابلة للتسعير ما يعد مخالفة للقانون رقم 23 لعام 2022 وتستوجب اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وفي تصريح لـ«الوطن» أوضح مدير الجودة والرقابة السياحية في وزارة السياحة زياد البلخي أن أي خدمات إضافية في المنشآت تقدم بشكل طبيعي مجاناً، لا يمكن أن تتحول إلى خدمات مأجورة، ولاسيما الخدمات الخاصة مثل مناسبة انطلاق كأس العالم، مضيفاً: لا يوجد شيء اسمه «بدل خدمة دخول مباراة»، ولا يعتمد غير الخدمات التي يتم تسعيرها وتعتمد من مديريات السياحة.
وأكد البلخي أن أي تسعير لأي خدمات ستقدمها المنشأة تخضع لموافقات واعتمادية مديرية السياحة في المحافظة، مشيراً إلى اتخاذ إجراءات وعقوبات قاسية بحق المخالفين للتعليمات الصادرة وذلك حسب نوع المخالفة، مشدداً على تقديم خدمات واضحة بسعر معلن.
وأضاف مدير الجودة والرقابة السياحية: نعتبر هذه الفترة هي فرصة للترويج لعمل المنشأة ونشاطاً إيجابي، بحيث لا يتم خلاله تقديم أي خدمات إضافية خاصة بالمونديال الهدف منها تقاضي أجور زائدة، مشدداً على ضرورة الانضباط والمساحة المخصصة للمنشأة وشروط التهوية، مع ضرورة حصول المنشأة السياحية على الموافقات الخاصة بتقديم منتجات التبغ والتدخين فيها، وأي مخالفة يتم ضبطها تتخذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها، علما أنه يمنع تقديم الأراكيل في المطـاعم لمن هم دون الـ18 عاماً.