بهدف دعم السياحة الثقافية نظمت كلية السياحة بجامعة دمشق اليوم ندوة علمية حوارية تحت عنوان (التراث الثقافي في سورية… بداية الاستيطان وتوظيفه سياحياً) وذلك بالتعاون مع مؤسسة (أرض الشام) التنموية.
وأكد عميد كلية السياحة الدكتور رسلان خضور أن الكلية تسعى إلى إثراء معارف الطلاب بالجوانب العملية التي تتعلق بالقطاع السياحي مبيناً أهمية الندوة من حيث تسليط الضوء على التراث الثقافي السوري واكتشافاته خلال مئة العام الماضية وكيفية توظيف المواقع الأثرية والتاريخية سياحياً.
ولفت باسل الدنيا رئيس مجلس أمناء مؤسسة أرض الشام الى أن لدى المؤسسة مجلة علمية محكمة تعتمد الطرق والأساليب العالمية بالتحكيم العلمي، وأن هدف الندوة الإضاءة على أول الأبحاث التي نشرتها والذي يحمل عنوان (بداية الاستيطان في سورية.. ومئة عام من الأبحاث) للدكتور حسام غازي الأستاذ في قسم الآثار بكلية الآداب بجامعة دمشق وعرضها على الأساتذة والطلاب ذوي الاختصاص.
وتناول الدكتور غازي خلال العرض الذي قدمه المكتشفات الأثرية الحديثة في سورية التي تم العثور عليها منذ عام 2004 وحتى الوقت الحالي حيث أثبتت التنقيبات والاكتشافات الأثرية الحديثة وجود مدن ومواقع في سورية هي الأقدم في العالم موضحاً أهمية الندوة في تسليط الضوء على هذه الاكتشافات لإدراجها ضمن المشهد الثقافي السوري، وإبراز الهوية الثقافية والحضارية لسورية.
وتحدث الباحث التاريخي والمدير الأسبق للآثار والمتاحف في سورية الدكتور بسام جاموس عن المواقع التاريخية والأثرية في سورية المسجلة على لائحة التراث العالمي مؤكداً أهمية توظيف هذه المواقع سياحياً وإعداد دراسات اقتصادية لتنفيذ مشاريع السياحة الثقافية والشعبية والدينية.
وأشار الدكتور أحمد دياب الأستاذ بقسم الآثار في جامعة دمشق إلى التعديات التي تعرضت لها الآثار السورية خلال فترة الأزمة داعياً إلى إحداث ميثاق وطني لعمل الآثار في المرحلة القادمة، وضرورة تضمين المناهج في المدارس والجامعات معلومات عن الآثار في سورية والتوعية بأهميتها التاريخية والحضارية.
وتطرقت الدكتورة لينا محسن من قسم التاريخ في جامعة دمشق إلى محطات من تاريخ سورية القديم والمراحل التاريخية للتنقيب الأثري في سورية ومحاولات استغلال بعض البعثات التي عملت في التنقيب عن الآثار في تشويه الحقائق التاريخية.
تخللت الندوة أسئلة ومداخلات من أساتذة وطلاب الكلية تركزت حول أهمية الإضاءة على تاريخ سورية عبر العصور واستثمار المواقع والمقاصد التاريخية والأثرية وتوظيفها سياحياً، وعقد المزيد من الندوات التخصصية في هذا المجال لإتاحة الفرصة للطلاب من مختلف التخصصات للمشاركة فيها.