بورصات وأسواق - آية قحف
أذهل الطفل (الحبيب عرسان) ابن الثمانية أعوام كل من رآه وتحدث معه ، وبشعره الأشقر الذهبي وخطواته الواثقة وانجازه اللافت استطاع جذب الأنظار إليه وجعل محيطه والوسائل الإعلامية المتنوعة تتسابق ليكون بطل الحلقات والصفحات.
الحبيب استطاع بعمر صغير تحقيق الكثير من الانجازات وأثناء لقاء بورصات وأسواق مع الطفل قال بأنه يمتلك شغفاً كبيراً بعلوم التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، ترجمه من خلال تصميم عدد من البرامج النوعية التي استفاد منها مركز بحوث الطاقة بوزارة الكهرباء، حيث تم تنفيذ برنامجين من تصميمه مؤخراً يتعلقان بأتمتة البحوث (تنظيم بيانات المكتبة الإلكترونية)، وأعمال النافذة الواحدة.
وتابع الحبيب بأنه حصل منذ بداية العام الجاري على شهادة قيادة الحاسوب ICDL المعتمدة من الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية ليكون أصغر طفل يحصل على هذه الشهادة في سورية، كما يمتلك الحبيب اهتمامات وإنجازات تتعلق بعلم الطاقة، حيث صمم نمذجة خاصة بأداء نظام توليد الكهرباء عبر المولدات المغناطيسية، وهو الآن يواصل ابتكاراته وتجاربه لينمي إبداعه .
وتابع الحبيب بأن التعليم بالنسبة لديه والتفوق أساسي ، ونظراً لقدراته المميزة رفعته وزارة التربية العام الماضي من الصف الأول للثالث بعد إجراء الاختبارات المطلوبة ، مضيفاً أنه حضر هذا العام كامل منهاج الصف الرابع بغضون أسبوعين قبل انطلاق العام الدراسي ، مشيراً إلى أنه يطمح مستقبلاً بأن يصبح رائد فضاء ويكتشف عالم النجوم والكواكب .
والد الطفل إياد عرسان أوضح أن عدداً من البرامج الحاسوبية التي صممها ابنه تم تسليمها لمدرسته ولبلدية ومحافظة درعا ولمديرية التربية للاستفادة منها، مشيراً إلى أن موهبة ابنه ظهرت منذ أن كان في سن الرابعة، حيث تميز بسرعة البديهة والحفظ والذكاء، وخاصة في مادة الرياضيات فكان لديه القدرة على إجراء عمليات حسابية متقدمة بسرعة قياسية الأمر الذي دفع أسرته لدعم قدراته بكل الإمكانيات، فأثمر ذلك عن إنجازه لتصاميم متميزة يمكن أن تستفيد منها أي جهة، كبرمجيات مساعدة لتنظيم عملها.
في سياق متصل ، أوضح مدير عام المركز الوطني لبحوث الطاقة الدكتور سنجار طعمة بأن الطفل حبيب هو طفل مميز ، وأثناء النقاش معه حول الطاقة الكهربائية وإمكانية توليدها من مصادر متعددة كان الحديث يتجاوز قدراته كطفل بل يمكن الجزم بأنه على مستوى مهندس على دراية بالمحركات وآلية عملها بالرغم من عمره الذي لا يتجاوز الـ 10 سنوات ، فكان الحديث ملفتاً من ناحية اهتمامه أو فهمه لعمل لآلية توليد الطاقة والمولدات ، مشيراً أنه بتوجيه من وزير الكهرباء ، وكون من واجبات المركز الإفادة من الأشخاص المميزين والتوجه نحو الإدارة المتميزة والابداع ، تم التوجه بالإفادة من قدراته وكرمه المركز موخراً تشجيعاً لقدراته وتحفيزه من أجل تنمية موهبته .
وتابع الدكتور طعمة بأن الطفل عرسان قدم فكرة إنشاء محرك تحريضي يعمل بواسطة المغناطيس الطبيعي ، وهي فكرة علمية صحيحة لكن صعوبتها تكمن في التطبيق، وتم تكليف أحد المهندسين المختصين بالمركز مع الطفل بإنشاء المشروع تحت إشراف أحد الدكاترة المختصين في المركز .
كما تم توجيه الطفل بالعمل بموضوع البرمجة وتقديم عدة برامج منها لإدارة البحث العلمي وتنظيم عمل المركز من ناحية البحوث وأرشفتها ، بالإضافة إلى تصميم النافذة الواحدة لناحية إدارة البيانات الجمركية الخاصة بالمركز إذ قام الطفل بتصميم نموذج ،وهو قيد الدراسة والتجريب حالياً.