الأحد 2024-08-25 15:29:08 **المرصد**
الدكتور خليل عجمي ورأي ثمين حول (حرب) التطبيقات
الدكتور خليل عجمي ورأي ثمين حول (حرب) التطبيقات
كتب: الدكتور خليل عجمي
اعتقلت السلطات الفرنسية البارحة الفرنسي الروسي الأصل "بافل دوروف" مؤسس "تطبيق تلغرام" وذلك عند هبوطه بطائرته في مطار بورجيه.. وادعى الفرنسيون أن الاعتقال نتيجة فتح "تلغرام" الباب أمام الاستخدام غير المضبوط للتشفير والعملات الرقمية مما سهّلَ حسب القضاء الفرنسي، كل أنواع تجارة الممنوعات، وجعله التطبيق الأول لمختلف أنماط التجارة غير المشروعة.. 
لكن المعتقد أن هذه العملية ليست إلا جزءاً من الصراع المحتدم بين الغرب وروسيا والذي انتقل منذ زمنٍ طويل إلى العالم الرقمي بهدف الاستحواذ على البيانات.. وتعزيز الاختراق الاجتماعي والسياسي للدول..
ومع أن "دوروف" أعلن أكثر من مرة أنه ترك روسيا حفاظاً على خصوصية البيانات الخاصة بتطبيقه من الضغط الذي كان يتعرض له من السلطات الروسية.. إلا أن الأوروبيين عبروا دوماً عن شكوكهم في ارتباط تطبيق "تلغرام" بالمنظومة الأمنية الروسية واستخدامه من قبلها للوصول إلى الكثير من المعلومات التي تحتاجها وخصوصاً بعد أن أصبح عدد مستخدميه يقدَر بمئات الملايين.. وهي شكوك لا تبتعد كثيراً عما يتم اتهام الغرب فيه من استخدام تطبيقات مجانية سبقت تيلغرام مثل فيسبوك وواتساب وإنستغرام لنفس الأهداف..
في خضم هذا الصراع.. نتساءل كعرب عن مكاننا في مثل هذه الحروب الرقمية وسط استمتاعنا المطلق بأن نكون مستهلكين للتكنولوجيا..
ورغم أن العديد من الدول العربية كمصر ودول الخليج قد بدأت تعي خطورة ما يحدث على أمنها القومي.. وباتت تسعى لتأمين تمويلٍ سخي لبناء تطبيقات ذات طبيعة اجتماعية أو إعلامية تخدم أهداف اقتصادية وسياسية.. إلا أنها تبقى مبادرات قاصرة تنقصها الرؤية الواضحة ولا تمتلك أي فعالية حقيقية في مواجهة الماكينات الهائلة التي يمتلكها الغرب أولاً ومن ثم الصين وروسيا تالياً..
في المحصلة نحن كمجتمعات نمتلك الإمكانات لكننا بحاجة إلى الاستراتيجيات الطموحة والخطط الحقيقية والتمويل السخي إضافةً إلى الوعي بحجم الأثر الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي الذي يمكن أن تحدثه مثل هذه التطبيقات على سيرورة ونمو مجتمعاتنا اقتصادياً واجتماعياً..
حتى ذلك الحين لا نملك إلا أن نقول.. "دقوا المهابيج" !
 
كتب: الدكتور خليل عجمي
رئيس الجامعة الافتراضية - عبر صفحته الشخصية
 
 
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024