الإثنين 2024-08-26 08:44:56 رئيس التحرير
عن فيلم ( حياة الماعز ) هل أساء فعلاً لصورة المملكة؟
عن فيلم ( حياة الماعز ) هل أساء فعلاً لصورة المملكة؟

كتب: أيمن قحف_ سيريانديز

من حسن حظي أنني لم أنتظر طويلاً واستطعت حضور الفيلم الأشهر عالمياً هذه الأيام ( حياة الماعز ).. حضرته بعد أن تابعت الضجة المثارة حولة ما بين مؤيد ومعارض ، "هذا الفيلم لا يحمل إساءة لأي دولة، أو شعب، أو مجتمع، أو عرق"، بهذه العبارة ينطلق الفيلم الهندي "حياة الماعز" "حياة الماعز" وبالإنجليزية "The Goat Life”، و "أدوجيفيثام" باللغة المالايامية، التي يتحدثها سكان ولاية كيرلا في الهند حيث ينحدر بطل القصة، هو اسم الفيلم المنبثق عن رواية للكاتب الهندي بنجامين، نشرت بعنوان "أيّام الماعز" عام 2008 وتصدرت الأكثر مبيعاً حينها، تحكي قصة حقيقيّة حدثت عام 1991، حيث نجح الشاب الهندي "نجيب"، بطل الفيلم، في الحصول على فرصة عمل في السعودية كلفته 650 دولارًا، بعدما باع كل ما يملكه، ليصل إلى المملكة، وتتبدّد كل أماله، حين تعرض للخداع من رجل ادعى أنه كفيله عند وصوله إلى المطار، نقله إلى الصحراء واحتجزه هناك ليرعى الماعز والأغنام في ظروف قاسية غير إنسانية لمدة 3 سنوات، قبل رحلة هروبه.

يصور الفيلم على مدى 3 ساعات، كيف انعكس ما حصل مع "نجيب" على وضعه النفسي والذهني والجسدي، وكيف حولته التجربة المريرة إلى إنسان جديد مهشّم معنف، يعجز حتى عن التعرف على نفسه في المرآة. يجسد الفيلم مساوئ نظام الكفالة السعودي الذي كان قائما، وكيف جعل العمال الأجانب، لاسيما الأكثر ضعفاً، تحت رحمة "الكفيل" الذي سمح له القانون التحكم بكافة جوانب حياته، من المأكل والمشرب والمسكن، وحتى الحق في التنقل والسفر والانتقال في العمل، وهو ما يمثل انتهاكاً متعدد الجوانب لأبسط حقوق الإنسان والعامل. —— بعد استعراض سريع لفكرة الفيلم سأقول رأيي ببساطة ودون مواربة

: 1- أعجبني الفيلم و أنا مشاهد مدمن وهو عمل فني مؤثر .. 2- أصدق العبارة الافتتاحية حول أنه لا يقصد الإساءة لأي دولة أو عرق أو دين ، فهو يرصد واقع قائم و حالات إنسانية لطالما أبدعت الفنون في إظهارها ..

3- المملكة العربية السعودية حالياً - وبواقعية ودون تملق فأنا لم أزرها على الاطلاق - في مرحلة نهوض شامل و أصبحت أكبر من أن يشوه صورتها فيلم أو حملات كاملة ، لكننا نعي أكثر الدور الايجابي والسلبي للفن والاعلام و وسائل التواصل الاجتماعي في تحديد توجهات الرأي العام وهذا لم يغب لا عن بال صناع الفيلم ولا عن بال المشاهدين ولا السلطات السعودية التي تبذل جهوداً هائلة من خلال الاعلام وهيئة الترفيه لتحسين صورتها ..

4- الافلام كثيرة من هذا النوع ويفضل التعامل معها كنوع من الفن ووجهات النظر ، وكثيرون يذكرون الفيلم الشهير ( تيرمينال) لتوم هانكس الذي يعيش لفترة طويلة في مطار أمريكي فلا يستطيع دخول امريكا ولا العودة لبلده التي سقط النظام فيها ، وجعل العالم يكرهون سلطات الجوازات الامريكية ونظامها !

5- علينا أن لا نتجاهل البعد السياسي ، فالهند اصبحت قوة عظمى ، و رئيس وزرائها الحالي مودي متعصب للهند والهندوس ومن يدري فربما يريدون توجيه تحذير للعالم من مغبة الاساءة للعمال الهنود والشخصية الهندية ؟! 5- كسوري ، يذكرني الفيلم بفيلم ( الخوذ البيضاء ) الذي احتفى به العالم المنحاز وحصل على الاوسكار فقط لأنه يسيء لسورية رغم أنه عمل رديء مليء بالمغالطات الواقعية والتاريخية ، لكنه متقن فنياً و بنى رسائل مؤثرة لم نستطع حتى اليوم تقديم مقابل يصحح الصورة !

6- لا أفضل تحميل الفيلم أكثر والتعامل معه كعمل فني قدم صناعه قصتهم من وجهة نظرهم ، و أمامنا إما أن نحبه أو لا ، ويمكننا صناعة ما هو أفضل منه و أكثر تأثيراً إذا لم يعجبنا ولم نوافق على مضمونه .. لا أؤيد - كإعلامي- أي تقييد لحرية الرأي والابداع تحت أي مسمى .. أيمن قحف سيريانديز

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024