الجمعة 2024-08-30 16:24:24 |
**المرصد** |
قاسم زيتون يدعو لتطبيق السوق المفتوح بكل أدواته |
|
"قصة المئة دولار للقادمين السوريين من خارج البلاد" .
لم يعد موضع خلاف بعدم قانونية فرض صرف مئة دولار بالعملة السورية على كل سوري يدخل الأراضي السورية قادماً من الخارج ولم يعد موضع خلاف بأن هذا الاجراء عمل غير اخلاقي بحق السوريين لأنه بالعادة يفرض بحق الأجانب الذين يدخلون إلى غير بلدانهم ومع ذلك تعامل السوريون مع هذا الاجراء بتجاهل لحقوقهم لكونه لا يقدم ولا يؤخر من حيث المبدأ ما دام ذلك يصب في صالح الخزينة العامة كما روج اصحاب القرار لكن ان يصبح هذا الاجراء مشكلة صعبة التنفيذ امام المصرف التجاري السوري الذي أنيط به تنفيذ هذا القرار فهذا لم يكن بالحسبان .
هل يمكن لمصرف بحجم المصرف التجاري ان يعجز عن ايجاد آلية سهلة تريح المواطن بدل من وقوفه بطوابير في المطار ليعود ويخترع حلاً للمشكلة يزيد في معاناة القادمين السوريين إلى بلدهم عن طريق منحهم شيك بالمبلغ بدلاً من كاش بالعملة السورية وعليهم ان يراجعوا فروع المصرف لقبض قيمة الشيك وكلنا يعلم ما معنى هذا الاجراء . اليس بمقدور المصرف التجاري تهيئة هذه القيمة المعروفة مسبقاً برزم معدودة وجاهزة للتسليم بثواني .
لندع قضية المئة دولار جانباً ونعود إلى اصل المشكلة . فقد فرض هذا الاجراء بدافع دعم الخزينة من القطع الاجنبي ولنتصور معاً كم من الوسائل امامنا لنحصل على اضعاف المبلغ المحصل من اتباع هذه الاجراءات المضحكة .هل فكرنا بالطرق اللازمة لتشجيع عودة الاموال المهاجرة او وقف هجرة هذه الاموال حتى الآن . ماذا حصل بقضية محاورة التجار والصناعيين للعودة إلى القطر وحل مشاكلهم .
ان استمرار تطبيق السياسات النقدية من حيث حظر التعامل بالقطع الاجنبي لكفيل ان يفوت على الخزينة السورية كل يوم اضعاف ما نحصله من تطبيق قرار المئة دولار سنوياً .
الم يعلم الفريق الاقتصادي في الحكومة السورية انه آن الاوان لتطبيق السوق المفتوح وبكل أدواته بل اصبح هو الطريق الوحيد المتاح ولا طريق غيره وان التأخير في ذلك هو عبث و مضيعة للوقت .
السؤال الموجه للحكومة
هل تستطيعون العودة إلى الاقتصاد الاشتراكي بعد ان فقدت الدولة وبإرادتها السيطرة على كل وسائل الانتاج وأدوات التجارة .
هل تستطيعون اليوم تطبيق اقتصاد السوق الاجتماعي والذي لم يبقى من اجتماعيته إلى اسمه بعد ان تم الإطاحة بالطبقة المتوسطة ورفع الدعم بكل اشكاله .
انتم بارادتكم اخترتم نهج السوق المفتوح ولا يعتبر ذلك خطيئة بل التردد في التطبيق هو الخطأ الأكبر.
نحن لا نطلب منكم مواجهة الشعب السوري بالحقيقة أو الحوار ما نطلبه منكم ان تواجهوا انفسكم ولو لمرة واحدة لتجدوا انه مع التكرار فقد كذبتم كذبة وصدقتوها وقد حان الوقت لتخرجوا انفسكم من الحالة التي انسقتم اليها عبر سنوات عديدة .
|
|