الخميس 2007-03-08 04:24:32 أخبار النفط والطاقة
الزعيم: بالنفط تجاوزت سورية أزمة 1986

لعب النفط دورا هاما في تعزيز منعة سورية اقتصاديا وسياسيا ما جعلها تستكين الى الريع النفطي واضعف حافز تطوير قطاعات انتاجية هامة)

بهذا التمهيد قدم الدكتور عصام الزعيم لمحاضرة السياسات البترولية في سورية التي قدمها الدكتور زياد ايوب عربش وعقب عليها الدكتور ابراهيم حداد في ندوة الثلاثاء الاقتصادي التي عقدت في المركز الثقافي بالمزة.‏

الدكتور زياد عربش تناول الطاقة في سورية (نفط- غاز- كهرباء) على عدة مستويات منها ان النفط يمثل 18% من الناتج الاجمالي المحلي و60 في المئة من عوائد التصدير ويمول 50% من المستوردات ويشكل 40% من الموازنة لكن المحاضر يرى ان الدور الايجابي للنفط الذي لعبه منذ اكثر من ستة عشر عاما نتيجة لزيادة الانتاج والكميات المصدرة هذا الدور الايجابي بدأ بالتلاشي ليتحول (مع ازدياد الاستهلاك وانخفاض الانتاج الى عجز سيتنامى في المستقبل في الوقت الذي يتوجب على سورية تنويع اقتصادها باعادة هيكلة القطاع الصناعي والاعتماد على الانشطة الانتاجية والخدمية غير الريعية وفي هذا السياق يؤكد عربش على ما ذهب اليه الزعيم من ان النفط ساعد في تجاوز ازمة سورية المالية عام .1986‏

لغة الارقام ونزيف القطع الاجنبي‏

يبلغ الاحتياطي الجيولوجي المؤكد حوالي 23,9 مليار برميل غالبيته يتركز في شمال شرق سورية ويقول (ان الاحتياطي السوري القابل للانتاج يبلغ 6,8 مليار برميل انتجنا منه (من بداية الانتاج وحتى الآن نحو 3,8 مليار برميل وعليه تكون كمية الاحتياطي المتبقي القابل للانتاج 3 مليارات برميل فقط لا غير مع كمية انتاج يومية تقدر بنحو 425 الف برميل في اليوم يطرح منها 233 الف برميل يوميا للاستهلاك المحلي).‏

مع ملاحظة هامة ان انتاج الشركة السورية للنفط يقترب يوميا من 240 الف برميل.‏

اما التكرير فتضطلع به مصفاتا حمص وبانياس بطاقة تكريرية 245 الف برميل في اليوم ولاحظ المحاضر ان مصفاة حمص تعاني من تقادم تكنولوجي كما ان مصفاة بانياس فتحتاج الى تطوير في بنية المنتجات المخرجة وعدم زيادة الطاقة التكريرية (يؤدي حاليا الى استيراد كميات كبيرة من المازوت حيث يبلغ الانتاج المحلي من هذه المادة حوالي 4 مليون طن بينما فاق الاستهلاك الكلي لهذه المادة مستوى 7 مليون طن ما يشكل نزيفا للقطع الاجنبي وخسارة القيم المضافة).‏

ارتفع مستوى الاستهلاك من 153 الف برميل يوميا عام 1990 الى 233 الف برميل في عام 2005 وضرب مثلا ان اعداد السيارات المتزايدة في الشوارع السورية يعني نهاية حقبة البنزين الفائض للتصدير.‏

فقد ارتفعت معدلات استهلاك المازوت في قطاعي النقل والتدفئة. ويرى الدكتور عربش ان ثمة مرحلتين الاولى فترة النمو المستمر وتبدأ من العام الحالي وتنهي في 2010 يعقبها فترة استقرار تبدأ من 2011 وتنهي في 2015 وافترض للفترة الاولى استمرار ارتفاع معدلات النمو نتيجة لزيادة الاسطول البري.‏

الغاز نقطة الارتكاز في الطاقة‏

ابتداء من عام 1995 تعاظم موقع الغاز حيث زاد انتاجية من 2 مليون م3 الى حوالي 22 مليون م3 في اليوم حاليا وتمتلك سورية من الغاز احتياطيا جيولوجيا مؤكدا يقدر ب 680 مليار م3 اما الاحتياطي القابل للانتاج فيبلغ 396 مليار م3 وانتجنا منه حتى الآن 101 مليار م3 والاحتياطي المتبقي والقابل للانتاج يصل الى 295 مليار م3 ومستوى الاستهلاك الداخلي الحالي يبلغ 22 مليون م3 في اليوم.‏

وبلغت المحاضر الانتباه الى ان نضوب الاحتياطي المتوقع لاهم الحقول النفطية يقود الى (معرفة المكانة التي يمكن للغاز ان يحتلها في السنوات المقبلة).‏

نتنج وزارة الكهرباء ما نسبته 87% من مجمل الطاقة المولدة وتليها وزارة الري بنسبة 10 في المئة اما وزارة النفط فنسبتها تبلغ 3% ويتم انتاج الكهرباء من عدة انواع من المحطات العنفات المائية والعنفات الكهرحرارية ويبلغ الانتاج الاجمالي لسورية وفقا لاحصائيات 2005 /34935/ جيفا واط ساعي بزيادة قدرها 9% عن عام 2004 .‏

ورصد الدكتور عربش بان المعدل الوسطي لنمو الطلب على الكهرباء بلغت بين اعوام 2000-2005 نحو 6,2 في المئة متجاوزا بذلك معدلي النمو السكاني والاقتصادي ومثلما نعاني من تهريب فاضح للمازوت الى خارج سورية نعاني ايضا من فاقد في الكهرباء يصل الى نحو 27% في المئة.‏

تفاءلوا بالنفط تجدوه‏

الدكتور ابراهيم حداد وزير النفط السابق اشاع في تعقيبه على المحاضرة تفاؤلا في ارجاء القاعة من خلال عرضه لدراسة انجزت اواخر العام الماضي تظهر ان هناك قطر (خط) يمتد من دجلة شمالا وحتى القنيطرة جنوبا هو مؤمل جدا ومعظم الاكتشافات التي تمت في الشمال ظهرت على هذا الخط والدكتور حداد كان يتحدث بلسان الوزير فيقول: اعلنا اتفقنا مع شركة.‏

وزير الماس المتفائل‏

احد الحاضرين قال للدكتور حداد ارجو ان يكون تفاؤلك في محله لانك يوما وعدتنا بوجود الماس في سورية واردف هذا المهندس الكهربائي ان السياسة تطغى على الابحاث عندنا وان المحاضرة زادته يأسا على يأس ويا صفية ما فيش فايدة على حد تعبيره.‏

وحضر الندوة ثلاثة وزراء (سابقين) الزعيم وحداد وغسان طيارة الذي تحدث في مداخلته عن ان تطور انتاج الغاز لم يرافقه تطور في استهلاكه لان التكنولوجيا لم تدخل عندنا بشكل واسع وغمز وزير الصناعة السابق من قناة (الكهرباء) بان احدث شبكة كهربائية في سورية عمرها 25 عاما وكان طيارة يخاطب حداد بالسيد الوزير.‏

الدكتور الياس نجمة لم يتفق مع منهج المحاضرة وقال انه استمع الى محاضرة بترولية- فنية وليس كما توقع بترولية- اقتصادية وتساءل عن غياب بعض المحاور عن المحاضرة من قبيل ما هي سياسات الانتاج لدينا هل هي سياسات الانتاتج الاعظمي التي قيل منها انها هدرت كميات كبيرة من الاحتياطي وتساءل الدكتور نجمة هل السياسات النفطية الحالية حكيمة وهل سياسات التصدير موفقة وهل يمكن ان تلجأ الحكومة الى رفع الدعم عن المشتقات النفطية ونحن نعاني من التضخم.‏

يا مواطن رشد‏

الدكتور حيان سلمان استغرب في مداخلته الهدر والفاقد الكبيرين في قطاع الكهرباء واستغرب اكثر من مطالبة المواطن بالترشيد .‏

واضاف الدكتور سلمان ان وزير النفط (حداد) اتحفنا منذ عامين بان النفط يتراجع ثم بعدها عاد الحديث على ان الانتاج يتزايد والآن نقول ان النفط يهرب هل هذه الاخبار للالتفاف على موضوع الدعم.‏

 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024