الإثنين 2010-03-01 13:33:26 **المرصد**
دجاجنا بين (أفخاذ وصدور).. وأسعار لا تبعث على السرور!!
 
سيريانديز – مجد عبيسي
الأمر.. مثل بداية كل شهر، وقبل أن يرفرف المرتب ويطير في سماء الفواتير، قررت أن أمارس الطقس المعتاد.. بملء البراد، نزلت إلى سوق الخضراوات.. لأتبضع ما في ورقتي من أولويات، ابتعت خبزاً وملحاً وخضاراً بكميات صغيرة.. تمهيداً إلى الدفعة الكبيرة، هذه الدفعة تأتي عادةً بعد أن أجتاز قسم الخضار وصولاً إلى القسم الضار.. أو كما أسميه (القسم المشؤوم).. قسم محلات اللحوم، حيث تكحل عينيك بالأسعار التي تخطف الألباب والأبصار.
قرأت 1500 ليرة ثمن فخذ صغير لخروف.. فقرعت في رأسي الدفوف، وفطنت إلى مدى غبائي بعد عنائي، فلحومنا السورية الحمراء.. صارت بعيدةٌ عن أيدينا بُعد السماء، فقد استبدلوها للفقراء (أمثالنا) بلحم الجاموس.. من بلاد السيخ والمجوس!! وقالوا بأنها أفضل اللحوم.. منذ أيام بوذا وحتى اليوم!
نظرت بشرود إلى الأرض "فرشمتني" سيارة ببركة طينية.. فنظرت إلى السماء لتسقط قطرة ماء في الحدقية!!.. مسحت دمعتي واستعذت بالله.. فمالي ملجأ سواه، أجريت حسبة صغيرة في رأسي وجيبي.. لأرى هل هو عيبهم أم عيبي؟! ولم تسفر الحسبة عن نتائج.. فقررت بسرعة قبل أن أصاب (بفالج) أن أترك لحم الخرفان والنعاج.. وأتجه نحو الدجاج..
ذهبت إلى بائع الدجاج (الحي).. لأن المذبوح –غالباً- يكون مملوءاً بـ "المي"، ليقيني بأن سعر الكيلوغرام الواقف.. هو /60/ ليرة سورية دون أجرة (الناتف)، ففوجئت بأن سعره غدا /150/ ليرة سورية.. مما أدخلني بحالة من العصبية، فسألت البائع: لماذا وكيف؟ أسعارك باتت كحد السيف؟!!
فقال: يقولون إن ارتفاع أسعار الضميمة.. وراء هذه الأسعار اللئيمة!!
قلت: بل أصحاب المداجن يحتاجون إلى (شتيمة).. لأن الوزارة عادت وعدلت من سعر الضميمة!!
قال: ربما القضية أنه بعد ارتفاع سعر ضميمة الذرة.. هرب 80% من المربين خارج الدائرة؟!.. وبعد عودة أسعار ضميمة الذرة.. عاد فقط 20% إلى الدائرة؟!
قلت: بل قل إن عشوائية قرارات الوزارة المعنية.. هي وراء هذه القضية!
وبعد أخذ ورد.. وشد ومد، قررت أن أحل الأمور.. بأن أكتفي فقط بالأفخاذ والصدور..
قلت: بكم هذه (الأفخاذ) يا حبيب؟.. وتلعثم قليلاً قبل أن يجيب: بـ /180/ ليرة يا حبيب
عدت بذاكرتي عدة أيام .. لأتذكر كيف كان سعر الكيلو /125/ ليرة.. "يا سلام"..
قلت: وبكم هذه (الصدور) يا حبيب؟.. وتلعثم طويلاً قبل أن يجيب: بـ /285/ ليرة يا حبيب..
تذكرت كيف كانت بـ /170/ ليرة قبل أيام.. والله حرام.. واحتسبت أمري عند العلي الحسيب..
وأحسست بحاجة للذهاب إلى الطبيب..!!
واعترتني حالة من الهلوسة وأصوات في رأسي تسأل وتجيب.
هل يا ترى مصير دجاجنا بات مثل خرافنا؟!
وهل سيستوردوا لنا بدل دجاجنا السوري (كريم الشمائل).. غرباناً ويدّعون أنها أفضل البدائل؟!
للأسف.. فلحومنا المحلية باتت كلها في ارتفاع.. ولم يبق سوى لحم المواطن مباحاً للناس الجياع!!
وأخيراً عدت إلى رشدي وعهدي.. فقد تذكرت مثلاً جميلاً من أمثال جدي..
وهو المثل القائل: (إذا فاتك اللحم الضاني.. عليك بالحمصاني).. ودمتم.
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024