الإثنين 2010-04-26 10:56:22 شؤون المغتربين
في واشنطن .. أمسية سورية لعيد جلاء وحضارة أبيّة
 
زهير العمادي ـ واشنطن
 
تحدّي سوري ـ أمريكي من نوع آخر لمجريات الساعة  تحقق في واشنطن ذات عشيّة . إنه احتفال دمشق الفيحاء بعيد استقلال وتاريخ حضارة وثقافة سورية  جرى احتضانه ليل الخميس الماضي في واحدة من أعظم  رموز الحضارة  السياسية والثقافية في العاصمة الأمريكية . حفل استقبال أقامته السفارة السورية بما تجاوز ضغوط و صعوبة أجواء علاقات ثنائية،  تتراقص مرّة على أنغام وعود كلامية ونظرية و "حوارية" ، وآخرى على اهتزازات كهربات سياسية  أو "صاروخية سكودية"، و نوايا من بعض أعضاء كونغرس لا يجعلونها خفيّة ، بمثل ما هو الحال قي بيانات وتصريحات بعض مستشارين  من الخارجية.
 مئات من الحاضرين: سياسيين أمريكيين وأجانب ودبلوماسيين وأكاديميين، وأعداد كبيرة من عائلات وأفراد الجالية من الأمريكيين السوريين،  ضمهم مبنى مكتبة الكونغرس، أحد " تحف " واشنطن ، المجاور لمكاتب أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب ، الذي تحتوي قاعاته أعظم ما عرفه العالم الحديث من معارف. إنه مبنى  (توماس جيفرسون) ،  أحد مؤسسي الجمهورية  وأعظم رموز الزعامات التاريخية الأمريكية ، محرر أول دستور أمريكي سعى أن يضمن للأمريكيين حقوق الناس في الحرية والديموقراطية... والمساواة في الإنسانية.
 احتفال لسورية بعث المسّرة في نفوس المدعوين ، لأهمية  المناسبة ومكان انعقادها وإمكان إجرا"ها في أجواء سياسية غير عادية ، تعيد اليوم لذاكرتي مناسبة  سورية شبيهة ، حدثت منتصف أعوام الثمانينات في واشنطن في أجواء لم تكن أقل أهمية ، حين افتتح  السوريون والأمريكيون الرسميون  مهرجانا ثقافيا سوريا كبيرا بمتحف التاريخ الطبيعي الأمريكي هو ( من إيبلا إلى دمشق ) متجاوزين رياح خلافات سورية ـ أمريكية وكل ما كان يصدر حينها عن عاصمتي البلدين من  زمجرات عتيّة ، لطّفتها شخصية وجهود  (بشرى كنفاني ) تلك الدبلوماسية السورية ذات الهمّة الفتيّة،  التي كانت كأولئك الذين سبقوها من سفراء سوريين ، تركت بعض تراث منها عكسه احتفال الأمسية الثقافية ، ودمجه بذكرى الجلاء وتراث الوقفة السورية الأبية ، من جانب السفارة السورية.   
تحدثت محاضرة البرفسور (ناصر الرباط ) في المناسبة عن تاريخ فنون العمارة السورية وعن أول إنجيل تمت كتابته في مدينة حلب  ، كما شدا فيها صوت ( ديما أورشو) مغنية الأوبرا السورية  بأقدم لحن  في التاريخ جرت كتابته  قبل 3,400   عاما في مملكة أوغاريت الغير منسيّة. وبالطبع استبق كل هذا تلذذ المدعوين بكثير مما أبدعته أنامل السوريين من أطباق البلاد الشامية.
نقطة مضيئة في عاصمة أمريكية .. ووصال لن يصبح سهلا بين  صبح وعشيّة ؟!....
 
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024