فريال أبو فخر

 

منذ إطلاق حملة إحياء التراث الشعبي من قبل وزارة الثقافة والتي كان من إحدى نتائجها إحداث " مكتب التراث الشعبي " في مديرية ثقافة السويداء والمحافظات الأخرى ، ساهم الباحثون باللجنة التراثية التابعة لوزارة الثقافة - التي أخذت على عاتقها مهمة دراسة الفلكلور وتوثيقه - بالكثير من الأعمال والجمع بكافة المجالات كأعضاء باللجنة ، ولكن كل هذا على نفقتهم الخاصة ، وهذا ما أكده لموقعنا مدير الثقافة بالسويداء الدكتور ثائر زين الدين وأضاف : قامت وزارة الثقافة بتشكيل لجنة لجمع التراث الشعبي اللامادي للمرة الأولى برئاسة السيد علي أحمد منصورة المحافظ الأسبق للسويداء ، وعضوية نخبة من الباحثين في مجال التراث الشعبي بناء على اقتراح مديرية الثقافة ، ثم قامت اللجنة بتعديل تشكيل اللجنة بالقرار رقم 1800 /وتاريخ 15/12/2009 بعد تسلم محافظ السويداء الدكتور مالك محمد علي لمهامه ، وقد قام أعضاء اللجنة بشكل طوعي وباندفاع ذاتي وعلى نفقتهم الخاصة وحباً بالتراث الشعبي ، بإنجاز كتب على درجة كبيرة من الأهمية جمعوا فيها أجناسا مختلفة من التراث الشعبي وصدرت عن وزارة الثقافة بناء على اقتسام هذه المهام والموضوعات بين أعضاء اللجنة ، كما قام السادة رؤساء المراكز الثقافية بجمع الكثير من مكونات التراث الشعبي اللامادي وأحدثنا قسماً للتراث الشعبي بدأ يشرف على هذه العملية وتصنيفها في وثائق خاصة ، وتم إحداث متحف للتراث الشعبي المادي في المركز الثقافي في شهبا ، وافتتاح معرض للتراث الشعبي المادي في مديرية الثقافة بالسويداء ، وأقيمت ندوة لتراث المنطقة الجنوبية من سورية ، وتابعت مديرية الثقافة موضوع المعارض الشخصية والخاصة في بيوت الناس وأرشفتها ووثقت محتوياتها وأرسلتها إلى وزارة الثقافة ، وكل هذه الأعمال التي نقوم بها بحاجة للكثير من الإمكانيات المادية والمعنوية من قبل الوزارة .

ومن ناحية أخرى تسعى جمعية العاديات لحماية التراث اللامادّي عبر لجنة متخصصة هي ( لجنة التراث ) والتي تقوم بأنشطة وفعاليات كثيرة لإحياء تراثنا الشعبي، ولكن هذه الجمعية تواجه الكثير من الصعوبات التي تحول دون تحقيق الهدف من هذه الحملة .

رئيس لجنة التراث بجمعية العاديات الشاعر بشار أبو حمدان قال : تقوم لجنة التراث بجمع الشعر الشعبي وتوثيقه وتبويبه وفرزه ، وجمع المقتنيات التراثية والزراعية والصناعية ، بالإضافة إلى إنشاء فرقة تراثية فلكلورية لتقديم التراث بشكل صحيح وأصيل بدون أية إدخالات حديثة مثل ( الجوفية ، دبكة المجوز ، الحاشية ، قصيدة الفن ) ، والمشاركة بالمناسبات ( الأفراح المهرجانات الأعياد ) لتعريف الجيل الصاعد على تراث آباءه وأجداده ، بالإضافة إلى إقامة المحاضرات التراثية والأمسيات الشعبية الغنائية الغنية بقصص الآباء والأجداد ، ولكن هناك صعوبات مادية كثيرة تواجه عمل لجنة التراث ومثال على ذلك : لقد تبرع أحد الفنانين باللباس الشعبي للفرقة الشعبية التابعة للجمعية ، ولكن لغاية هذا الوقت تحتاج الفرقة إلى مكملات للباس الشعبي مثلاً ، وبالنسبة للجمعية لا يوجد أي إمكانيات لدعمها إلا من خلال إمكانياتها المادية المحدودة ( رسوم الأعضاء ، تبرعات ) تصوري عندما نشارك بالمناسبات المختلفة فإن التنقل يكون على نفقة أعضاء هذه الفرقة في كثير من الأحيان ، ولأنني أحب التراث وأرغب بإحيائه فإنني أقوم الآن بجهد فردي وعلى نفقتي الخاصة بالتحضير لمعرض لجمع بيارق الثورة السورية ضد الفرنسيين وإقامة المعارض التراثية التاريخية والصور القديمة والوثائق . فالجمعية لا تستطيع أن تمول معرضاً بقيمة 5 آلاف ليرة سورية ، ومن هنا أتساءل وأستغرب كيف سنقوم بإحياء تراثنا بظل كل هذه الصعوبات ؟!!.

المخرج تيسير العباس مهتم بالتراث قال : نحن بحاجة لمركز لحفظ وجمع التراث والمقتنيات التراثية لحمايتها من التلف والانقراض ، كما أننا بحاجة إلى وسائل لتقل القطع التي نجمعها وكاميرات تصوير ، ورصد مبلغ معين من قبل الوزارة لجمع المقتنيات لإقامة معرض دائم ، لأن هناك كثير من المقتنيات مهددة بالانقراض ولهذا يجب الحفاظ عليها ضمن هذا المعرض الدائم ، بالإضافة إلى أننا نجد الكثير من المشقة والتعب والحذر عندما نقوم بجمع ونقل المقتنيات في المعارض المؤقتة لأن هناك الكثير منها حساسة جداً ومعرضة للإنكسار في أي وقت والأفضل إقامة معرض دائم .

كلمة أخيرة

يحكم على حضارة أية أمة من خلال تراثها وآثارها ، وإذا كان المجتمع غزير التراث فإن هذا يدل على عظمته وتاريخه ، لأن التراث بمفهومه العام لم يتكون نتاج مرحلة زمنية قصيرة ، وإنما جاء نتيجة تراكم معرفي وزمني ، وقد توارثته الشعوب من جيل إلى جيل ، ومن هنا وجب الحفاظ عليه ، والاهتمام به ، ودعم إحياءه لأنهيعكس نمط تفكير وحياة وعادات وتقاليد وحضارة وتاريخ وعراقة شعوبنا ، فهل من مجيب ؟!!..