الثلاثاء 2013-06-04 17:46:48 أخبار اليوم
روسيا: استخدام القوة في سورية محكوم بالفشل وتصدير الأسلحة للمعارضة خائب.. نأمل ألا يكون أكلة البشر بين ممثلي المعارضة في مؤتمر جنيف
أكدت روسيا أن محاولات التأثير على الوضع في سورية بالتدخل العسكري المباشر لن تعود بأي نتائج وهي محكوم عليها بالفشل مشيرة في الوقت نفسه إلى أن موعد عقد المؤتمر الدولي يمكن أن يجري تحديده بعد الاتفاق على قائمة المشاركين فيه، مشددة على رفضها نشر أسلحة دول أجنبية على أراضي البلدان المجاورة لسورية وأن ما يحدث هو حقن منطقة خطيرة بأسلحة أجنبية.

فقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن محاولات التأثير على الوضع في سورية بالتدخل العسكري المباشر لن تعود بأي نتائج وهي محكوم عليها بالفشل وستسفر حتما عن عواقب إنسانية ثقيلة الوطأة.

واعرب بوتين خلال مؤتمر صحفي عقب انتهاء أعمال قمة روسيا والاتحاد الأوروبي في مدينة يكاتيرينبورغ الروسية اليوم عن خيبة أمل روسيا إزاء قرار الاتحاد الأوربي برفع الحظر عن إرسال الأسلحة إلى المجموعات المسلحة في سورية مشيرا إلى أن بلاده أعطت تقييمها لهذا القرار الذي اتخذه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي قائلا " لن أخفي أن هذا الأمر أثار خيبة أملنا".

وجدد بوتين تأكيده أن صادرات الأسلحة الروسية إلى سورية تجرى على أساس عقود شفافة معترف بها دوليا وهى لا تنتهك أي مبادئ دولية ويتم تنفيذها بما يتطابق حصرا وبالكامل مع قواعد القانون الدولي.

وأضاف إن العقد حول تصدير مجمعات صاروخية مضادة للجو إلى سورية من طراز اس 300 لم ينفذ بعد مشيرا إلى أن هذا العقد جرى توقيعه قبل عدة سنوات.

وقال بوتين "إن منظومة اس 300 تعتبر بالفعل من أفضل المجمعات الصاروخية المضادة للجو في العالم إن لم تكن أفضلها على الإطلاق وهذا سلاح جدي طبعا ونحن لا نريد خرق التوازن في المنطقة".

وأشار بوتين إلى أن روسيا والاتحاد الأوروبي اتفقا على تنسيق الجهود بصورة وثيقة لمعالجة القضايا الدولية الملحة.

واضاف الرئيس الروسي "لقد اتفقنا على تنسيق الجهود المشتركة بصورة أكبر من أجل النجاح في عقد مؤتمر جنيف حول سورية وكذلك في القضايا الدولية الملحة الأخرى" لافتا إلى أن الاتفاق تم ضمن إطار الأمم المتحدة وبمبادرة من بريطانيا على معاهدة دولية حول عدم ارسال أسلحة الى تشكيلات غير حكومية.

وأوضح بوتين أن روسيا تنطلق من أن جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ستنضم إلى هذه المعاهدة وأن تبدأ منذ اليوم بالتقيد بالقواعد والمبادئ التي اقترحها البريطانيون لافتا في الوقت نفسه إلى أنه تم ضمن إطار الاتحاد الأوروبي أيضا اتخاذ وثيقة تحظر إرسال أسلحة إلى مناطق النزاع في العالم.

وأعرب الرئيس بوتين عن أمله في ألا يكون "أكلة البشر" بين ممثلي "المعارضة السورية" إلى المؤتمر المزمع عقده في جنيف حول سورية مذكرا بأن قنوات التلفزة عرضت منذ وقت قريب أعضاء في هذه المعارضة المسلحة وهم ينتزعون الأعضاء الداخلية لقتلاهم ويأكلونها.

وأكد بوتين ضرورة عدم وجود أشخاص من هذه الشاكلة بين المشاركين في المؤتمر الدولي حول سورية لأنه سيصعب في حالة العكس ضمان أمن المشاركين الروس في المؤتمر وسيكون من الصعب أيضا المشاركة في العمل مع مثل هؤلاء.

كما أوضح بوتين أن عدم وجود إرادة حسنة لدى المعارضة المسلحة في سورية وعدم وجود برنامج موحد لديهم إضافة لاستحالة تحديد قوام المشاركين من جانبهم كلها قضايا تعرقل عقد المؤتمر الدولي حول سورية معربا عن أمله في حل جميع هذه المسائل وبما أمكن من السرعة.

وقال بوتين "إن موسكو وبروكسل تتشاطران الموقف إزاء ضرورة عقد المؤتمر الدولي حول سورية جنيف 2 وهذا ما يوحدنا مع زملائنا الأوروبيين".

كما أشار بوتين إلى أن روسيا التزمت من جانبها طوعا بإقناع القيادة السورية بالمشاركة في هذا المؤتمر وأن القيادة السورية اعلنت رسميا عن موافقتها على المشاركة.

من جهته أعرب هيرمان فان رومبوي رئيس المجلس الأوروبي في كلمته الافتتاحية خلال القمة عن ثقته بأنه لابديل للحل السياسي للأزمة في سورية معلنا أن الاتحاد الأوروبي " سيعزز التعاون مع روسيا بشأن حل الأزمة في سورية ".

وأعرب رومبوي عن ترحيب الدول الأوروبية بالتوافق الروسي الأمريكي على عقد المؤتمر الدولي حول سورية في جنيف على أساس بيان جنيف الصادر في الثلاثين من حزيران الفائت.

وأشار رئيس المجلس الأوروبي إلى تشابه وجهتي النظر الروسية والأوروبية حول أفغانستان وكوريا الديمقراطية.

ولفت رئيس المجلس الأوروبي إلى تحقيق الجانبين الأوروبي والروسي " تقدما كبيرا في الاتفاق على معاهدة رئيسية جديدة " للتعاون الثنائي موضحا أن هذا التقدم يشكل أساسا متينا لتطوير التعاون الثنائي بينهما.

ودعا رئيس المجلس الأوروبي إلى تطوير التعاون مع المنظمة الاقتصادية الأوروآسيوية والتي أعلن " إننا نعترف بها ".

وكان الرئيس الروسي بحث خلال لقائه أمس رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو الأزمة في سورية إضافة إلى الوضع الاقتصادي في روسيا موضحا أن اللقاء شكل انطلاقا لقمة الاتحاد الاوروبي والاتحاد الروسي.

وبدأت في مدينة يكاتيرينبورغ الروسية في وقت سابق اليوم المناقشات الرئيسية لأعمال القمة الموسعة الحادية والثلاثين لروسيا-الاتحاد الأوروبي التي تهدف إلى بحث مجموعة من المسائل المتعلقة بالعلاقات الثنائية والقضايا الدولية الملحة التي تتصدرها الأزمة في سورية.

لافروف: موعد المؤتمر الدولي حول سورية يجري تحديده بعد الاتفاق على قائمة المشاركين فيه

في سياق آخر أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موعد عقد المؤتمر الدولي حول سورية يمكن أن يجرى تحديده بعد الاتفاق على قائمة المشاركين فيه.

وقال لافروف للصحفيين اليوم في يكاترينبورغ: أولا الجوهر ثم المواعيد أي أنه يجب أن نفهم أولا أن لدينا توافقا في الأراء بشأن لائحة المدعوين كى تتم دعوة جميع الأطراف السورية وكي يمثل جميع اللاعبين الإقليميين والدوليين الذين لديهم تأثير على الوضع في سورية وبعد ذلك سوف يتم تحديد مواعيد إجراء المؤتمر.

وردا على سؤال حول توقعات موسكو من المشاورات حول سورية في الخامس من حزيران الجاري قال لافروف "إننا ننتظر الاتفاق على سبل تحقيق مبادرة الدعوة للمؤتمر وعلى أن يجري كل شيء بنزاهة".

وكانت الأمم المتحدة أعلنت من جانبها الأسبوع الماضي في بيان أن ممثلين عن الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة سيعقدون اجتماعا تمهيديا في الخامس من حزيران الجاري في جنيف يتمحور حول التحضير للمؤتمر الدولي حول سورية الذي أتى بمبادرة أميركية روسية.

إلى ذلك بحث الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع المدير السياسي لوزارة الخارجية البريطانية سايمون غاس الأزمة في سورية على ضوء المبادرة الروسية الأمريكية لعقد المؤتمر الدولي حول سورية.

وقالت الخارجية الروسية في بيان لها.. "جرى خلال اللقاء اليوم في موسكو تبادل مسهب للآراء حول المسائل الملحة المطروحة على جدول أعمال الشرق الأوسط مع التركيز بصورة خاصة على سورية ارتباطا بالمبادرة الروسية الأمريكية لعقد مؤتمر دولي حول التسوية السلمية للازمة فيها طبقا لأحكام بيان جنيف الصادر في الثلاثين من شهر حزيران من العام الماضي".

يشار إلى أن الأمم المتحدة أعلنت نهاية الشهر الماضي أن اجتماعا تمهيديا للمؤتمر الدولي حول سورية سيعقد في جنيف في الخامس من الشهر الحالي.

وكان وزير الخارجية الروسي ونظيره الأمريكي جون كيري عقدا منذ مطلع الشهر الماضي عدة اجتماعات في إطار التهيئة لعقد المؤتمر الدولي حول الأزمة في سورية.

موسكو ترفض نشر أسلحة دول أجنبية على أراضي البلدان المجاورة لسورية

من جهة أخرى أكد ألكسندر لوكاشيفيتش المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية رفض بلاده نشر أسلحة دول أجنبية على أراضي البلدان المجاورة لسورية معتبرا أن "ما يحدث هو حقن منطقة خطيرة بأسلحة أجنبية".

وقال لوكاشيفيتش في تصريح صحفي له اليوم في موسكو.. "إنني أذكر أنه جرى في مطلع هذا العام نشر مثل هذه الصواريخ في تركيا وهي مشابهة في خصائصها التكتيكية والتقنية لمنظومات الصواريخ إس 300 كما توجد هناك في قواعد جوية طائرات مقاتلة أجنبية ولقد عبرنا عن موقفنا تجاه ذلك عدة مرات بأن ما يحدث هو حقن منطقة خطيرة بأسلحة أجنبية".

وأضاف لوكاشيفيتش.. "أن نشر هذه الأسلحة على مقربة من سورية التي تأججت فيها خلال أكثر من عامين نيران الصراع المدمر الذي تحاول روسيا جنبا إلى جنب مع الشركاء الأمريكيين وقفه مقترحة عقد مؤتمر دولي للسلام في أقرب وقت ممكن".

وأوضح لوكاشيفيتش أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين بساكي أكدت له في وقت سابق أن وصول المقاتلات الأمريكية إف 16 ومنظومات صواريخ باتريوت إلى الأردن يهدف للمشاركة في المناورات العسكرية المشتركة وفي حال طلبت الحكومة الأردنية إبقاء هذه الأسلحة لديها فيمكن أن تبقى في هذا البلد "نظرا للعلاقات التحالفية الوثيقة بين الولايات المتحدة والأردن وللوضع في المنطقة ولتصاعد العنف على الحدود الأردنية".
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024