الخميس 2013-07-04 13:05:32 تحقيقات
ألبان منتجة من النشاء والسبيداج!!.. الغلاء يسحق ثلاثي الانتاج (الفلاح، الموزع، المستهلك)
نور ملحم
افترشت أم خالد تحت أشعة الشمس الحارقة بسطتها الصغيرة المكونة من علب مملوءة باللبنة و الجبنة وأخذت تنادي بصوتها الممزوج بين الحزن و الأسى " يا بلاش الكيلو اليوم صار 200 ليرة يا بلاش " حال الخالة أم خالد كحال الكثير من الفلاحات اللواتي قدمن من الأرياف وتمركزن على أرصفة زقاق الجن وسوق الخضار وتحت جسر الثورة... رغم الظروف القاسية والطرق الغير أمنة ولكنهن يردن جني ما يقوت أطفالهن الصغار في أخر النهار.
تقول أم خالد لـ (سيريانديز) أنه خلال السنوات الماضية كانت الظروف أفضل بكثير من حيث بيع الكميات والأسعار والأصناف حتى أن الربح كان مضاعفاً لأن المبيع يكون من المنتج إلى المواطن مباشرة حيث كنا نجني أضعاف التكلفة لعدم وجود الوسيط بيننا، ولكن ضمن هذه الظروف تغير الوضع وارتفعت الأسعار إلى الأضعاف، وهذا الأمر أثر بشكل كبير، فالمواطن كان في الماضي يشتري أكثر من كيلو ومن جميع أنواع الأجبان البلدية والمشللة والصفراء وبالحبة سوداء وغيرها ،أما اليوم فأصبح يكتفي بصنف واحد، إضافة إلى ذلك تراجعت نسبة إنتاجنا إلى النصف تقريباً، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار حيث بلغ سعر كغ الحليب من الفلاح بـ70 ليرة واللبن بـ90ليرة، وسعر كغ اللبنة بين 200-250 حسب نوعيتها وسعر كغ الجبنة البلدية بين 275-350 ليرة و الجبنة البلدية المغلية بين 450-500 ليرة والشلل الحموية بـ400ليرة والجبنة العكاوية بـ300 ليرة، والجبنة الأفراري بين 250-300 ليرة، وكل من الجبنة رول وحلوم طبق بـ350 ليرة، والجبنة بحبة البركة بـ320 ليرة.. كما أن مشتقات حليب الغنم تبقى أغلى من منتجات الأبقار .
لا علاقة بين الدولار والحليب
من جهة أخرى يتحدث عبد الهادي صاحب مركز الهادي لتوزيع الأجبان والألبان قائلاً: الأرياف السورية تمتلك ثروة حيوانية كبيرة وهي داعمة للاقتصاد السوري ولكن رغم أن الإنتاج محلي إلا أن موجة ارتفاع الأسعار حطت بظلالها على الحليب ومشتقاته، ويعود ذلك لعدة أسباب ليست لها علاقة بسعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية كما يقال ويردد.
يرى عبد الهادي أن تكاليف الإنتاج التصنيعية ارتفعت وهو ما أدى إلى زيادة طبيعية لأسعار الحليب ومشتقاته، والسبب يعود إلى دورة الإنتاج التي زادت تكاليفه حسب توزيع العمل بالعملية الإنتاجية والتي تقسم كالآتي: ﺒﻨﺩ ﺍﻷﺠﻭﺭ،ﻭﺒﻨﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻠﺯﻤاﺕ ﺍﻟﺴﻠﻌﻴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﻤل ﺍﻟﺨﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻭﺍﻟﻭﻗﻭﺩ ﻭﺍﻟﺯﻴﻭﺕ ﻭﻤﻭﺍﺩ التعبئة ﻭالتغليف، فضلاً ﻋﻥ ﺒﻨﺩ المصاريف ﺍﻟﺨﺩﻤﻴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﻤل ﻤﺼﺎﺭﻴﻑ ﺍﻟﺼﻴﺎﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘل و الإنارة ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ، ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺒﻨﺩ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘﺤﻭﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﻤل استهلاك المباني ﻭ ﺍﻟﻌﺩﺩ والأدوات والآلات ﻭﺍﻟﻤﻌﺩﺍﺕ.

الكمية التي تصلنا قليلة
أما أصحاب محلات الأجبان و الألبان فقد كان جوابهم جاهز عن سبب ارتفاع الأسعار الألبان بشكل غير معقول مكرراً السيناريو الممل وهو أن السعر يحدد بحسب العرض والطلب، كما أن مادة الحليب التي تصل قليلة فالموزع لا يقوم بإحضار إلا نصف الكمية المطلوبة في العادة مما أدى إلى خلق نوع من الأزمة وذلك بسبب نقص الإنتاج في الأرياف نتيجة الأوضاع الغير آمنة وارتفاع أجور النقل وارتفاع أسعار الأعلاف، وتخوف الفلاحين من ترك أبقارهم وأغنامهم في المراعي كان له دور كبير في ارتفاع الأسعار، إضافة إلى فقدان العديد من أنواع الحليب المجفف من الأسواق مما أدى إلى لجوء العائلات التي كانت تستخدم هذه الأنواع إلى شراء حليب البقر أو الغنم .
المواطن يشتكي ويتذمر
وفي الوقت الذي يبرر كل من الفلاح والموزع والتاجر سبب ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته يشتكي المواطن ويتذمر لعدم تحرك الجهات المعنية لتعيد أسعار الألبان والأجبان والحليب إلى ما كانت عليه قبل الزيادات الأخيرة، وما زالت تغض أنظارها عن الزيادات غير المبررة لكل السلع.. متأملين ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﺘﺨﻔﻴﺽ ﺃﺴﻌﺎﺭ ﻤﺴﺘﻠﺯﻤﺎﺕ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ، و ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺭﻗﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺴﻭﺍﻕ، ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻌﺭﻀﻬﺎ ﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺠﻭﺩﺓ ﺃﻗل ﻭﺒﺄﺴﻌﺎﺭ ﺘﻘل ﻋـﻥ ﺃﺴﻌﺎﺭ ﺍﻟﺘﻜﻠﻔﺔ، وهو ما نلمحه في سوق البرامكة على سبيل المثال حيث يقوم أحد الموزعين بتوزيع مادة (اللبنة) التي تصنع من (النشاء)، وقد تم في فترات سابقة ضبط عينات تحوي مادة (السبيداج) التي تضاف إلى الدهان..إضافة إلى ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺭﻗﺎﺒﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎﻨﻊ ﺍﻷﻟﺒﺎﻥ ﻟﻀﺒﻁ ﺍﻟﺠﻭﺩﺓ، بسبب وجود الكثير من حالات الغش بمادة الحليب واللبن وذلك بهدف مضاعفة الكمية وكسب ربح فقط.
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024