السبت 2014-07-19 04:24:11 بورتريه
النقابات الصحية تؤسس شركة لإدارة النفقات الطبية.. والحلقي يفتتحها... د. فاديا ديب عضو مجلس الشعب ونقيب اطباء الاسنان لـ « بورصات وأسواق»: التأمين ملعبنا والربح كبير للناس أولاً وللأطباء والصيادلة والمتقاعدين

حاورها: أيمن قحف
يبدو إحداث شركة لإدارة النفقات الطبية من قبل النقابات المعنية بالصحة خطوة في الاتجاه الصحيح لتحقيق نشاط اقتصادي مؤثر في السوق لخدمة صناديق النقابات وبنفس الوقت تقديم خدمة منافسة ومتميزة في سوق يحمل الكثير من الثغرات والعيوب التي يعاني منها المواطن.
وليس سراً أن للدكتورة فاديا ديب نقيبة أطباء الأسنان في سورية،وعضو مجلس الشعب أياديها البيضاء في اطلاق هذه المبادرة،بل وغيرها..
منذ أول لقاء،وربما قبله،بدت لي الدكتورة فاديا ديب شخصية خلاقة مبادرة غير تقليدية ،ووجدت بعد لقاءات عديدة أنها قادرة على إقناع المحيط بكفاءة عالية بمبادراتها وأفكارها،وفي هذا الحوار الذي خصصناه للشركة الوليدة واقتصاديان أطياء الأسنان تأكد لي هذا الانطباع الذي يبشر بنمط جديد كفؤ وفعال في أداء النقابات السورية..
كيف خطر ببالكم؟
في البداية دكتورة ما الذي خطر في بالكم عندما طرحتم مشروع إدارة النفقات بالتعاون مع النقابات الزميلة الأخرى؟؟

فلنقل أننا من عام 2005 عندما بدأ التأمين في سوريا كان يخطر في أذهاننا كيف سندخل هذا السوق وخصوصاً أن التأمين يعتمد على اليد البشرية التي تقوم بتقديم الخدمة ونحن كنقابات نقوم بتقديم الخدمة للمواطنين وبالتالي لنا دور بالعملية الخدمية شئنا أم أبينا والنقابات بشكل عام تملك صناديق هي صناديق خزانات التقاعد هذه الصناديق عائداتها عادةً إما أن تكون من الرسوم التي يدفعها الأعضاء أو من المشاريع الاستثمارية التي ممكن أن تقوم فيها هذه الخزانة لتحقيق واردات، طبعا قبل الأحداث كان هناك العديد من الأفكار بالنسبة لمشاريع كبيرة جداً كنا سنقدم عليها بشكل تشاركي ودائماً العمل الجماعي يشكل كتلة هامة من رأس المال ويعطي قوة إدارة هذا المشروع، فكان لدينا مشروع هو المدن الطبية وكان لدينا قطعة من الأرض في منطقة يعفور كانت ستكون البداية من هناك، لكن الأحداث في سوريا غيرت اتجاه البوصلة.
في الأشهر الأولى من الأحداث أصبنا بحالة من الذهول وتوقفنا عن أي مشروع كنا ننتظر ربما تنتهي أو كيف ستستمر ولكن بعد مرور العام كان لابد من التحرك , حيث ازداد عدد المتقاعدين في صناديق النقابة وأصبح هناك كتلة رواتب شهرية تتجاوز ال 14 مليون ليرة شهرياً يجب أن تدفع لهؤلاء المتقاعدين، وشهرياً هناك ستون طلب تقاعدي يجب أن يستوفي كامل الشروط، وبالتالي عليك أنت كنقابة أن تتخذ الموافقة ضمن القانون لكن اذا تمت الموافقة على كل هذه الطلبات تفلس الصناديق!
وأما بالنسبة لباقي المشاريع الاستثمارية كمعامل معاجين الأسنان والمضامض الفموية توقفت جميعها نتيجة تدهور الظروف الأمنية لجأنا إلى فكرة بأنه يجب البدء اليوم بمشروع إدارة النفقات الطبية وخصوصاً أن المشاكل التي كانت ترد إلينا من الأطباء كانت تزداد حيناً بعد آخر نتيجة العلاقة الغير متكاملة بينهم وبين شركات إدارة النفقات الطبية من سوء تحصيل الأموال بالإضافة إلى سوء في آليات الربط بين مزود الخدمة وشركة الإدارة بالإضافة إلى عراقيل أخرى بما يخص المواطن الذي يحمل بطاقة تأمين ولا يستطيع إلا اختيار عدد محدد من الأطباء الذين تم التعاقد معهم بهذه الشركات، وبالتالي هذه المشكلة تؤدي إلى سوء توزيع الربح والدخل أيضاً ومن المشاكل التي يواجهها المواطن الذي يحمل بطاقة التأمين أنه فرض عليه طبيب معين ربما يكون غير مقتنع به بالأصل بالإضافة إلى مشاكل أخرى يليها العامل الاقتصادي المتدهور ووضع حالات صناديق الخزانة قمنا بدراسة الجدول الاقتصادي ووجدنا أنه لدينا أموال وهذه الأموال موجودة في البنوك بالليرة السورية وموجودة بدون استثمار في ظل الوضع الاقتصادي الراهن الذي ربما يبتلع التضخم ويجب اليوم أن نتصرف بسرعة لذلك كان لابد من الدخول على خط إدارة نفقات التأمين لكونه ملعبنا وبدأنا بالمشروع في بادئ الأمر على أن نكون أربعة نقابات ونفتح المجال أمام باقي النقابات الأخرى ولكن بعض النقابات ترددت ودرسنا الجدول الاقتصادي ووجدنا بأن الأرباح تبدأ بشكل جيد جداً بعد السنة الثانية وقد ترفد خزانات التقاعد بأرقام رائعة يمكن أن تؤدي إلى رفع نسبة الراتب التقاعدي، وتم عرقلة هذا المشروع بالبداية نتيجة انك بسوق والسوق تنافسية وأنت اليوم تدخل كشركة خاصة ولكن أموالك أموال عامة.
تحركنا كان يجب أن يكون مدروساً ولكن يجب أن ننافس ونفرض وجودنا في هذا السوق مثلنا مثل أي شركة عملاقة موجودة لها أساس ولها مشروع بالعالم أيضا بعد سنة ونصف من دراسة هذا المشروع ومن إغلاق كامل الثغرات الموجودة التي حاولت عرقلتنا أخذنا إذن المزاولة ومنذ أيام تم افتتاح الشركة وأصبحنا الشركة السابعة في السوق المحلية لكننا الشركة الوطنية الوحيدة التي أموالها أموال وطنية لديها فروع في العالم , الشركات الأخرى شركات ذات اسم عالمي وقيمة هامة لكن نحن اليوم دخلنا ولدينا تحد كبير بسد الثغرات وإغلاق هذه الأبواب وسنعطي صورة حسنة عن شركات إدارة النفقات بالإضافة إلى أننا سنحقق عائدات مالية هامة تعود بالخير للأطباء بالإضافة إلى تقديم خدمة صحية تعود بالنفع للمواطن
ماذا عن الإدارة والتعاون؟
كيف ستدار الشركة كمجلس إدارة وكإدارة تنفيذية؟
** نحن في بادئ الأمر وقعنا عقد دعم فني وإداري مع أحد شركات إدارة النفقات الطبية بعدما طرحنا فكرتنا لباقي الشركات يجب أن نقوم بتدريب كادر خاص بالعملية التأمينية وطبعاً بدأنا بتدريب موظفين كان عندهم خبرة تأمينية ودربناهم ثلاثة أشهر بدؤوا بمهامهم وسيطور أداؤهم بإتباع دورات خارجية وسنرسل موظفينا إلى دورات خارجية عند الحاجة اليوم الإدارة بين مدير لديه خبرة بالعمل التأميني بشكل جيد جداً.
مجلس الإدارة يتشكل طبعاً من النقابات الثلاث بصفتنا الاعتبارية طبعاً كل سنة تدور الرئاسة السنة في بداية العام الماضي كانت رئاسة مجلس الإدارة لنقيب الأطباء الدكتور عبد القادر الحسن في هذا العام أنا، السنة القادمة نقيب الصيادلة سيصبح رئيس مجلس الإدارة، بحيث يقدم الكل أفكاره ويصبها خلال الفترة التي يستلم فيها المجلس. الفكرة من تدوير مجلس الإدارة أن يشعر الجميع بأن هذه الشركة لنا جميعاً -خبرات لكل رئيس مجلس إدارة سيصبح بها يصبح لدينا تبادل خبرات الثغرات التي لاحظناها بالسنة الأولى حاولنا سدها هذه السنة ربما السنة القادمة تظهر لهذه السنة ثغرات جديدة نقوم بسدها أيضا السنة القادمة.

برأيك هل سيتعاون الصيادلة والأطباء مع هذه الشركة بشكل أفضل بما أن عوائدها لهم بشكل غير مباشر؟
نحن بناءً على طلب الأطباء والضغط الذي جاءنا من الأطباء والصيادلة وبين شركات إدارة النفقات نحن كنقابات تملك الشركة ستقدم عروض أفضل للطبيب - نحن ندخل السوق بحس تنافسي وليس بحس الأمر على الطبيب نحن كنقابات قادرين أن نوجه أطباءنا مع هذه الشركات لكن لن نتصرف هكذا سنتصرف بحس التنافس وسنقدم عروضنا للأطباء لكن ما نتميز به عن باقي الشركات هو إدارة صناديق التضامن للنقابات الثلاثة ستدار من قبل هذه الشركة وبالتالي نحن ذخيرتنا في القطاع الخاص هو ستون ألف مؤمن وهذا الرقم هام جداً بالإضافة إلى أن هذه الشركات عادةً لديها نسبة اقتطاع تقتطع النقابة من كل مؤمن مبلغ محدود على النسبة التأمينية هذه النسبة تعود للنقابة اليوم النقابة تستطيع تقليص هذه النسبة للطبيب وتستطيع إعطاء مزايا كون هذه الأموال ستعود للطبيب وهي ستأخذ من الطبيب بالنهاية من هذا الكف إلى ذاك الكف.
كيف ستكون علاقتكم مع شركات التأمين الذين لديهم نشاط تأمين صحي ؟؟
**نحن طالبنا أن يكون العمل بالتساوي ولا يتم تمييزنا لأننا سندخل السوق بجودة أدائنا وليس بهيمنة لأننا نقابات فكان لدينا حديث طويل مع مدير المؤسسة العامة للتأمين وتحدثنا في هذا المجال وطلبنا منه بأن لا نعامل بالأفضل وإنما بالتساوي في توزيع الحصص والاداء لتقييم شركة التأمين وهيئة الإشراف على التأمين في أداء هذه الشركات في نهاية كل عام وتصنع علامات لتحديد الجودة والاعتمادية.
الشركة أموالها أموال عامة فالإدارة التنفيذية هل ستعامل ببيروقراطية القطاع العام أم سيسمح لها النظام الداخلي للشركة أن تتحرك بمرونة وفق قواعد السوق تماماً؟؟
** لمجلس الإدارة دور في وضع الاستراتيجيات للعمل نحن كأداء حتى في النقابات خرجنا عن البيروقراطية وتجاوزنا في العديد من المواقف في هذه الظروف القوانين الناظمة للنقابة، وربما بعدما قمنا بتعديل القانون حاولنا استدراك تلك التجاوزات التي قمنا بتجاوزها.
اليوم أنت بظرف خاص عليك أن تتجاوز بعض القوانين لكن اليوم إذا أردنا بمعاملة هذه الشركة بالبيروقراطية العادية هذا يؤدي إلى فشل هذه الشركة نتيجة العراقيل الموجودة في أي نظام داخلي فالعراقيل قد لا تكون من نظامنا قد تكون من علاقتنا مع الأخر اليوم نحن نبتعد بأدائنا بشكل عام عن هذا الروتين وهذه البيروقراطية . لدينا هدف أساسي هو تقديم الخدمة للطبيب والمؤمن عليه وجني أرباح لهذه الشركة بالتالي نحن أموالنا أموال عامة ضمن شركة لن تسعى للخوض في المجالات التي تفتح آفاقها بطريقة غير شرعية نحن سنلتزم بالقانون ولكن سنوظف هذا القانون لمصلحة هذه الشركة بحيث حقنا سنأخذه بطريقتنا ونحن كنقابات نشكل ضغط لنحصل حقنا ولا نطالب بالتمييز
قلق أم تفاؤل؟
بالأمس كان موجوداً في الافتتاح السيد رئيس مجلس الوزراء وهو طبيب ونقيب سابق والسيد وزير الصحة وهو طرف ينظر إليه كطرف مساعد لعملية التأمين الصحي وطرف آخر ينظر إليه كوزارة تضع العصي في العجلات وبحضور وزير المالية الذي لديه موقف مسبق سلبي من شركة التأمين الصحي فوجود هؤلاء الأشخاص الذين كل منهم لديه موقف مختلف يعطيكم حالة تفاؤل
أم حالة قلق؟؟
أولاً سأفسر لك تواجد هذا الطاقم الحكومي في الافتتاح أولا رئيس مجلس الوزراء كان نقيب أطباء وكان يشعر بأهمية إنشاء مقل هذه الشركة وكانت فكرة أهمية هذه الشركة تدرس عندما كان نقيب أطباء بالإضافة لكونه رئيس حكومة اليوم يشجع استثمار الأموال الوطنية داخل سورية فهذا نوع من تشجيع العملية الاستثمارية للمال الوطني في سورية بالنسبة لحضور وزير الصحة فاليوم من يملك هذه الشركة هي النقابات الطبية الثلاث وهم أجنحة وزارة الصحة وهم مقدمي هذه الخدمات فكان وزير الصحة عليه بأن يؤازر هذه النقابات بمشروعها الاستثماري حتى توجد بالخير على الأطباء الذين هم قطاعه الصحي وبالنسبة لحضور وزير المالية فهو الجهة المشرفة على التامين وهو على مسافة متساوية بكامل شركات إدارة النفقات الطبية فأيضاً عليه أن يؤازر تشجيع المشاريع الاستثمارية داخل سورية آمل أن يبحث لكم وزير المالية عن حلول لأنه ينظر بسلبية على تجربة التأمين الصحي؟ - أريد أن أقول لك بأن تجربة التأمين الصحي لم تنضج بعد في سورية ولكنها تجربة هامة ويجب أن لا ننظر إلى الوراء يجب أن نصحح الأخطاء الموجودة في هذا الملف واليوم يجب أن تجد الحكومة الآلية لتطوير هذا الملف والاستفادة من الخبرات الخارجية في تطوير أدائها . 
أريد أن أسألك باقتصاديات النقابة واقتصاديات طب الأسنان أنت استلمت بوضع الأزمة كيف تتحدثين عن الوضع المالي الحالي للنقابة؟

**كانت عائدات النقابة ترد من خلال المؤتمرات العلمية والمعارض التي تقام الدورات التدريبية غالباً وهناك للنقابة مبان ومقرات يتم تأجيرها تعود بالربح لخزانات التقاعد، في فترة الأزمة توقفت كل هذه النشاطات أنا استلمت قبل الأزمة بسنة تقريبا وأسسنا شركة الرعاية السنية وحاولنا الدخول في موضوع تصنيع المضامغ الفموية والمعاجين وفراشي طب الأسنان والدخول إلى السوق في هذا النوع من الاستثمار لكن الأزمة غيرت اتجاه البوصلة باتجاه مشاريع أخرى كشركة الرعاية التي قمنا بتأسيسها وقمنا باستيراد مواد طب الأسنان كي نوفرها في السوق ولكي تعود بدخل قليل إلى الخزانات.
المؤتمرات العلمية وخصوصا الدولية التي تستقطب الخبرات الأجنبية من الخارج فنحن كمنظومة علمية لا نقدر أن نكرر أنفسنا يجب علينا أن نتبادل العلم وخصوصا طب الأسنان في سورية هي من أكثر الدول التي تخرج طبيب يفتخر فيه عالميا هذه المشاريع تمت عرقلتها واليوم بدأنا باتجاه آخر باتجاه شركات استثمارية شركات إدارة النفقات الطبية، شركة الرعاية السنية واستيراد مواد طب الأسنان بالإضافة إلى مقراتنا التي كانت موجودة في بعض المحافظات مثل حلب والرقة أصيبت بضرر لكن اليوم سندخل بمشروع استثماري تتم دراسته هو عبارة عن ورشات مولات متحركة لديها ورشات عمل تشغل وتنتج وتبيع وهناك مشاريع على مستوى إنشاء مستوصفات ومراكز طب أسنان في كل المحافظات تنطلق منها الفروع الغاية منها توظيف أطباء الأسنان بعيداً عن إلقاء العاتق على الحكومة خصوصاً أطباء الأسنان الذين تهجروا من عياداتهم وليس لديهم مورد آخر هذه المراكز والمستوصفات ستدر دخل على الفرع والنقابة بدأنا بالمراكز التخصصية وهي مشروع علمي ومشروع التعليم والتدريب المستمر الذي هو مكمل لما كنا نقوم به سابقا(مؤتمرات دولية)سنبدأ بالمشروع في مركز في دمشق سيكون مركز تأهيل وتدريب أطباء الأسنان ويستطيعون بعد الاتفاقية التي عقدناها مع وزارة الصحة والتدريب وفق منهاج علمي أكاديمي أن يخضعوا للامتحان ويحصلوا على شهادة الاختصاص هذا المركز سيدر دخل وعائد على الخزانة وسيرفدها بمواد هامة جداً اقتصاديات طبيب الأسنان نحن في فترة أزمة غالبا أصبح الاهتمام بالأسنان ثانوي لدى المواطنين فجعل المواطن لا يهتم بأسنانه إلا في حالة اسعافية
كيف انعكس هذا على مستوى دخل أطباء الأسنان؟
تأذى الدخل الفردي كثيرا نتيجة ارتفاع أسعار مواد طب الأسنان والعيادات تضررت وخصوصاً أن العيادات السنية تكلف الملايين فطبيب الأسنان ليس كالطبيب البشري لا يمكنه بسهولة نقل عيادته بالإضافة إلى سعر صرف الدولار بالسوق المحلية والواقع المعيشي للمواطن فأصبح وضع المواطن السوري سيء لذلك لم يعد يرتاد العيادة السنية مما قلل دخل العيادة بالنسبة للطبيب نأمل ان ينحسن الوضع الاقتصادي فيما بعد وان لا تكون الحالات التي تتم معالجتها هي حالات اسعافية فقط..

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024