الخميس 2015-05-22 21:33:42 محليات
سورية لم تسجل أي إصابة جديدة بشلل الأطفال .. لا أوبئة ولا جائحات
يازجي: نصّدر الدواء لـ 58 دولة.. وخروج 33 مشفى و692 مركزاً من الخدمة

سيريانديز – عمار الياسين

بين وزير الصحة الدكتور نزار يازجي أنه لم يسجل في سورية أية إصابة جديدة بمرض شلل الأطفال منذ كانون الثاني 2014 بعد أن اعتمدت وزارة الصحة بالتعاون مع منظمتي الصحة العالمية واليونيسف استراتيجية صارمة للتصدي لهذا المرض من خلال إقامة حملات تلقيح شهرية منذ بداية ظهور الوباء، مضيفا في سياقه: انخفضت وفيات الأطفال دون الخمس سنوات من 164 لكل ألف ولادة حية في عام 1970م إلى 21,4 في عام 2009م، كما انخفضت وفيات الأطفال دون السنة من 132 لكل ألف ولادة حية عام 1970م إلى 17,9 في عام 2009م، وانخفضت وفيات الأمهات من 482 لكل مئة ألف ولادة عام 1970م إلى 52 عام 2009م.

وبحضور وزراء الصحة و رؤساء وفود 194 دولة في العالم تابعت جمعية الصحة العالمية أعمال دورتها الثامنة والستين في مقر الأمم المتحدة بجنيف، وواصل وزراء الصحة المشاركين في أعمال الجمعية إلقاء كلماتهم حول الواقع الصحي في بلادهم و التقدم المحزر في مجال حفظ الصحة والتصدي للأمراض والجائحات وجهود وزارات الصحة في بلادهم فيما يخص الأهداف الإنمائية للألفية وتعزيز الصحة طيلة العمر والتصدي للمخاطر الصحية المتزايدة من أمراض وفاشيات في ضوء ارتفاع تكاليف العلاج، وكذلك حالة عدم الاستقرار التي تشهدها بعض الأقاليم في العالم .

وألقى الدكتور نزار يازجي وزير الصحة رئيس وفد الجمهورية العربية السورية المشارك في أعمال جمعية الصحة العالمية كلمة خلال جلسة الجمعية المنعقدة قبل ظهر أمس فقال: اليوم حقق القطاع الصحي في سورية قبل الأزمة التي تمر بها بلادي تطوراً ملحوظاً فحققت سورية تحسناً واضحاً في المؤشرات الصحية وخاصة في مجال صحة الأم والطفل، إذ لامس التقدم المحرز بهذه الجوانب الأهداف الإنمائية للألفية بشكل كبير وأشير هنا بعجالة إلى بعض المؤشرات الصحية المحققة في سورية حتى العام 2009.

ونوه الدكتور يازجي إلى تحقيق اكتفاءً ذاتياً بالأدوية المنتجة محلياً حيث بلغ عدد معامل الأدوية الوطنية 70 معملاً تغطي 93% من احتياجات السوق المحلية من الدواء مع تصدير إلى 58 دولة، واقتصر الاستيراد على بعض الأدوية النوعية و اللقاحات، كل ذلك ساهم في ارتفاع العمر المتوقع للحياة من 56 عام 1970م إلى 71.5 عام 2009.

وبين أن الحرب الكونية التي تتعرض لها البلاد والتي دخلت عامها الخامس قد أثرت بشكل كبير على القطاع الصحي، حيث قامت المجموعات الإرهابية المسلحة باستهداف المؤسسات الصحية من مشاف ومراكز صحية، ووصل عدد المشافي التي خرجت عن الخدمة نتيجة ذلك / 33 / مشفى من أصل 133 مشفى عام في حين بلغ عدد المراكز الصحية المستهدفة / 692 / مركزاً صحياً من أصل 1994 كانت تقدم أفضل خدمات الرعاية الصحية الأولية، هذا بالإضافة إلى جرح / 142 / من الأطر الطبية و استشهاد / 202 / من خيرة كوادرنا الطبية، ولم تسلم القوافل الإغاثية التي تقوم بإيصال المساعدات الطبية من إجرام هذه المجموعات التخريبية المدعومة والممولة من الخارج، وكان آخر هذه الأعمال استهداف قافلة لمساعدات طبية كانت تحمل أجهزة وجلسات غسيل كلية مقدمة من منظمة الصحة العالمية للمرضى المتضررين المقيمين في مدينة دوما بريف دمشق حيث استشهدت شابة من متطوعي منظمة الهلال الأحمر في المنطقة و جرح آخرون تصادف وجودهم في المكان عند سقوط قذيفة هاون أطلقتها فصائل إرهابية في المنطقة .

وقد زادت العقوبات الاقتصادية الأحادية الجانب المفروضة على البلاد ولاسيما المصرفية منها من معاناة القطاع الصحي فأثّرت هذه العقوبات على جهود وزارة الصحة لاستجرار اللقاحات وباقي أدوية الأمراض المناعية والوراثية و الوبائية والمزمنة كما أثرت على آلية شراء التجهيزات الطبية وقطع الغيار وغيرها من المستلزمات الطبية غير المتوفرة محلياً .

بالرغم من هذه التحديات الجسام أبرز الدكتور يازجي استمرت الحكومة ببذل قصارى الجهود لتلبية احتياجات المواطنين الصحية، وذلك من خلال تعزيز التعاون مع الدول الصديقة والمنظمات الدولية الإنسانية العاملة في الشأن الصحي ومنها منظمة الصحة العالمية، كما ضاعفت وزارة الصحة من جهودها لتعزيز أواصر التعاون مع كافة المنظمات والجمعيات الأهلية المحلية لإيصال خدمات الرعاية الصحية للمتضررين من خلال المراكز الصحية الثابتة والعيادات الطبية المتنقلة، وتمكنت الوزارة من التصدي لمرض شلل الأطفال الذي عاد إلى سورية في العام 2013 بعد أن ظلت خالية من هذا المرض منذ عام1993.

كما استمرت فرق الترصد والتقصي الوبائي بتتبع الوضع الوبائي في البلاد و نجحت في السيطرة على كافة الأمراض المعدية نتيجة الاهتمام الذي أولته الوزارة لنظام الإنذار المبكر عن الأمراض السارية والمشمولة بالتلقيح حيث لم تسجل في سورية أية أوبئة أو جائحات بالرغم من الظروف القاسية التي ولدتها الأزمة نتيجة يقظة المؤسسات الصحية والعاملين فيها .

من جهة ثانية قال الدكتور يازجي: ماتزال الأوضاع الصحية للسكان السوريين في الجولان السوري المحتل بحالة متدهورة للغاية نتيجة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية، و تجلى ذلك في انعدام خدمات الرعاية الصحية الأولية والثانوية بسبب عدم توفر المراكز الصحية المتكاملة في الجولان السوري المحتل بالرغم من دعواتنا المستمرة في المحافل الدولية ومنها جمعية الصحة العالمية لتوفير هذه الخدمات لمواطنينا في الجولان السوري المحتل، وعلى النقيض من ذلك أمعنت سلطات الاحتلال إلى توفير هذه الخدمات للمجموعات الإرهابية المسلحة التي تفر عبر خط النار لتلقي العلاج من سلطات الاحتلال ثم تقوم هذه السلطات بتسهيل عودة هؤلاء مجدداً إلى سورية لمتابعة جرائمها واستهداف المواطنين والبنى التحتية الصحية في خرق واضح للقانون الدولي تحت شعارات ومسميات واهية .

وخلص بالقول: إن الحملات الإعلامية الكاذبة التي تتعرض لها بلادي من الدول التي تدعي الإنسانية لن تثنينا عن الاستمرار في أداء واجباتنا المهنية والإنسانية لإنقاذ حياة المواطنين وتوفير متطلبات الرعاية الصحية لهم مجاناً، كما أننا لن ندخر جهداً لتوفير الرعاية الصحية للجرحى والمصابين حتى يتعافوا، وذلك بالتعاون مع جميع الجهات العامة والخاصة وجمعيات القطاع الأهلي والمنظمات الدولية العاملة في الشأن الصحي ولاسيما منظمة الصحة العالمية، وستظل سورية كما كانت على الدوام عضواً فاعلاً في جمعية الصحة العالمية تشارك في الجهود الدولية الهادفة إلى استتباب الأمن الصحي على المستوى العالمي

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024