الثلاثاء 2015-01-20 21:30:20 **المرصد**
نحن والاسعار والحكومة.. !!

رسام محمد :
سمعت أحد المواطنين يقول مبتهلا بعد رفع سعر المازوت والخبز والغاز «إلهي يحرسا من العين ويديم علينا الحكومة »مستذكراً قول الشاعر والكاتب الكبير محمد الماغوط في مسرحية «غربة»
فقلت له محاولة التبرير: هذه أزمة ونحن في حالة حرب، فقال: أجل هو كذلك، ولكن بعد مرور أربع سنوات اكتشفت أن هذه الأزمة تصيب «ناس دون ناس» والحرب تأخذ من ناس يستحقون وتعطي لناس لا يستحقون، فقد بدأنا نشعر أن الوطن لناس دون غيرهم.
وأعقب قائلا قبل زيادة الأسعار المباركة والمفاجئة كنا نقول أن الدولة هي الأم الحنون و تمنحنا الكثير من خلال الدعم وإن كان باهتا، وفي أسوأ الأحوال لا تسرقنا ومن سرقنا هم أخوة لنا في الوطن، حينما كانوا يشترون المواد بسعرها الرسمي من الدولة، ويحتكرونها ومن ثم يبيعونا اياها بأسعار مضاعفة .
و أنهى كلامه بأنيناً يثقب الإذن والقلب والروح، فالمواطن إما أن يسرق أو يموت جوعا وبردا ولا يستطيع أحد أن يلوم رجلا مهما فعل عندما يرى أولاده يرتجفون بردا أو يتضورون جوعا.
نحن أعتدنا على الصفعات، ولكننا كنا نطمح لعقلنة هذه الصفعات، ونقبل بتلقيها لكن على مراحل ودفعات، وبحنو الأم ودفئها، مع زيادة الأسعار كنا بحاجة الى زيادة مضاعفة للرواتب والأجور، وحكومتنا الرشيدة العتيدة اختارت أسوأ توقيت لتتحفنا بهذا القرار.
كيف للمواطن أن يستطع الصمود في وجه ارتفاع الأسعار الذي لا يرحم ؟
ماذا نقول للشاب الذي تواجهه متطلبات الحياة الكثيرة وأصبح أكبر طموح لديه  أن يؤمن أجور المواصلات وقوت يومه. والامر الأخطر من كل ذلك ولا أعتقد أن  الحكومة غافلة عنه أن البرد والجوع إضافة الى الفلتان الأمني  يؤدي  إلى ارتفاع معدلات الجريمة والسرقة والهجرة وتضاؤل المحبة والرحمة.
فيا أيها الوزراء :
ألم يكن بالإمكان أفضل مما كان ؟
يا أيها السادة وياأصحاب المعالي أطفئوا مكيفات بيوتكم وسياراتكم قليلا وانزلو الى الحارات والملاجئ والمدارس وانظرو الى ما يحدث فيها ..هو الموت يزحف وأمراض تتفشى وأصبح في وطني لونان الأسود والأحمر
فماذا تنتظرون؟ الشارع لا ثقة له بما تقولون والجميع يقول «لو كانت هذه الزيادة في الأسعار سيصحبها وفرة في المواد لحمدنا الله وشكرنا الحكومة »
ولكن الأسعار تضاعفت اعتبارا من اليوم، فالمواطن دفع اليوم أجرة الباص مئة ليرة بفارق الضعف عن أمس .
البارحة  ولأول وهلة خلت أنه  الأول من نيسان وأن الحكومة تمازحنا بعيد الكذب ولكن تذكرت أن بيننا وبين نيسان شتاءا لا نعرف كيف ستمضي أيامه وساعات برده وجليده ولا حلول تلوح في الأفق فما عسانا فاعلون سوى الدعاء
"الهي يحرسا من العين ويديم علينا الحكومة "
 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024