الأحد 2015-03-29 19:45:28 بورتريه
مدير عام الهيئة العامة للاستشعار عن بعد: سورية ستكون أولاً في المنطقة فضائياً واستشعارياً بعد 3 سنوات

دمشق - سيريانديز

يعد مدير عام الهيئة العامة للاستشعار عن بعد الدكتور أسامة عمار بأن تكون سورية بعد ثلاث سنوات الرقم واحد في المنطقة فضائيا واستشعاريا، وباستكمال البرنامج الفضائي السورية.

الدكتور عمار يشرح في حديث مطول مع الفضائية السورية آلية عمل الهيئة العامة للاستشعار عن بعد وأهم مشاريعها وخططها المستقبلية، ويتحدث عن بناء محطة استقبال معطيات فضائية متطورة جدا وهي من المحطات الأحدث من نوعها في العالم وعن بناء أجزاء من مكونات أقمار صناعية.

مدير عام الهيئة العامة للاستشعار عن بعد متفائل بإنجازات ستتحقق خلال سنوات قليلة قادمة تضع سورية في مصاف الدول المتقدمة فضائيا.

وفي ما يلي النص الكامل للحديث:

أولا ماذا نعني بالاستشعار عن بعد ما هو؟

الاستشعار عن بعد بالعموم هو الاحساس بالشيء دون تماس مباشر أما على وجه الخصوص وبما يعني اختصاصنا فهو دراسة الأرض عن طريق صور الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية كل مكونات الأرض بدءا من الغلاف الغازي مروراً بسطح الأرض وكل ما يحتويه من معالم سطحية وانتهاء بباطن الأرض وما تحويه من بنيات وطبقات وثروات.

-إذا تحدتنا بشكل أوسع عن المجالات التي يبحثها الاستشعار عن بعد والعلوم التي يجب أن تكون موجودة من أجل إقامة هيئة قائمة بذاتها للاستشعار عن بعد؟

عندما نتحدث عن مراقبة الأرض عن بعد فهذا يعني امتلاك الأدوات التي تمكننا من الحصول على المعطيات الخاصة بالأرض من ارتفاعات مختلفة ومهمة الاستشعار عن بعد تبدأ من امتلاك الصورة الفضائية والصورة الفضائية هي تسجيل أمين ودقيق لكل ما هو على سطح الأرض وما يمكن أن ينعكس من باطن الأرض على سطح الأرض عن طريق مؤشرات مختلفة، الصورة الفضائية تخضع لمراحل بدءا من صناعتها وانتهاء بتفسيرها حيث تلتقط الصورة وترسل إلى محطات الاستقبال الأرضية وتتحول إلى مادة رقمية يمكن أن تتم معالجتها لاستنباط معطيات مختلفة وتختلف طرق المعالجة باختلاف الأهداف التي يتم دراستها للحصول على معطيات فالتطبيقات الزراعية لها معالجات والتطبيقات المائية لها معالجات والتطبيقات المساحية المختلفة لها معالجات، وبالنتيجة نصل إلى وضع خرائط غرضية مكانية توصف مظاهر الأرض بدقة وما تحت الأرض وأيضا يمكن أن تتضمن دراسات عن الغلاف الغازي ومكوناته وتركيبه والأرصاد الجوية جزء من هذه الاهتمامات. طبعا هناك مؤسسات مختصة بالأرصاد الجوية تعمل فيها المعطيات الأرضية مع المعطيات الفضائية، إذاً نحن نبدأ بالصورة وننتهي بخرائط غرضية حسب المادة المراد دراستها.

-من المهم أن نتعرف على الشهادات العلمية التي يجب أن تكون موجودة من أجل الاستفادة من الهيئة العامة للاستشعار عن بعد بأكبر قدر ممكن؟

طالما أننا نتحدث عن هذا المجال الواسع من المكونات بدءا من الغلاف الغازي مرورا بسطح الأرض ووصولا إلى الأعماق فعلم الأرصاد الجوية حاضر في الاستشعار عن بعد الأرض تحتوي العديد من القسمات كالأراضي الزراعية والغابات والمحاصيل والمسطحات المائية والأنهار وطبقات الأرض المختلفة الجيولوجية، وما هو على الأرض من منشآت عمرانية، كل هذه الاختصاصات لها فروع في الجامعات تدرسها ويمكن لعلم الاستشعار عن بعد أن يستقطب كل هذه الاختصاصات كل حسب مجال عمله.

-بالنسبة للهيئة العامة للاستشعار عن بعد في سورية هل يمكن أن نأخذ فكرة عنها وقد تحدثنا في المقدمة عن بعض تاريخها؟

كما ذكرت أحدثت الهيئة العامة للاستشعار عن بعد في ثمانينيات القرن الماضي بالتحديد في عام 1986بالمرسوم التشريعي رقم 8 وكان إحداث الهيئة إيذانا بدخول سورية عصر الفضاء وبدأت الهيئة بإعداد كوادرها منذ ذلك الحين وأيضا بإجراء الدراسات التطبيقية بالطرق المختلفة والتي تتعلق بكل هذه المظاهر التي تحدثنا عنها خدمة لمؤسسات الدولة المختلفة وكان الجانب الاستشعاري هو الجانب الطاغي وبعلم الاستشعار هناك فرعان، فرع الاستشعار عن بعد وهو مادة الصورة ومنتجات الصورة والفرع الآخر هو فرع الفضاء تقانات الفضاء، التقانات التي توصل الأجسام الفضائية إلى مداراتها وتقوم بتأمين حركتها وإدارتها ومن عام 1986 إلى العام المنصرم كان اهتمام الهيئة بالمجال الاستشعاري كما ذكرت العديد من الدراسات لمختلف مؤسسات الدولة إضافة إلى تطوير المخابر وإعداد الإخصائيين، وفي العام الماضي صدر المرسوم 23 أضاف مهام إلى مهام الهيئة العامة للاستشعار عن بعد حيث تم لحظ الجانب الذي كان غائبا في مهام الهيئة وهو تقانات الفضاء والهيئة اليوم هي عبارة عن هيئتين مصغرتين جزء يعنى بالاستشعار عن بعد وجزء بتقانات الفضاء ثم أحدثنا مركزين، مركز الاستشعار عن بعد ومركز تقانات الفضاء.

والجديد هو ما يتعلق بتقانات الفضاء أما القديم الجديد هو الاستفادة من تقانات الفضاء في تنفيذ وتطبيق مشاريع ودراسات لمختلف مؤسسات الدولة، وهذه العملية مستمرة ومتطورة أما الجديد الذي بدأناه من الألف ونأمل أن يصل إلى الياء هو مركز تقانات الفضاء بكل ما يعنيه من علوم تعنى بتأمين المادة الأولية الأساسية للهيئة وهي الحصول على صورة فضائية بشكل ذاتي.

-ما الذي دفعكم للذهاب باتجاه تقانات الفضاء، هناك الكثير من المعلومات التي يمكن إضافتها للمواطن في سورية ليتعرف على جديدكم اليوم في تقانات الفضاء؟

في الاستشعار عن بعد مادة العمل الأساسي هي الصورة الفضائية ومن يمتلك هذه الأداة يمتلك كل مكونات العمل، الصورة الفضائية تملكها الجهات المالكة لصورة الفضاء، القنوات الفضائية الصناعية ووسائل إيصال هذه الأقمار إلى المدارات وعملية التحكم بالأقمار الصناعية نحن من تاريخ إحداث الهيئة وحتى فترة قصيرة كنا مستهلكين لهذه التقانات كنا نشتري المادة الأولية وهي الصورة وكنا ندفع مبالغ كبيرة جدا للحصول على هذه الصورة وأيضا لم تكن عملية الحصول على الصورة متاحة لا بالزمن ولا بالشكل ولا بالنوعية رغم أحيانا وجود الاعتمادات التي تغطي عملية شراء هذه الصورة وعملية الشراء ليست متاحة بشكل دائم فكان لابد من التفكير بمصدر دائم للحصول على الصورة الفضائية ما يؤمن متطلبات العمل بشكل لحظي ومباشر وآني وبالشكل الذي نرغبه والذي يخدم بشكل مباشر مشاريعنا أيضا لتوفير مبالغ طائلة كانت تدفع للحصول على الصور الفضائية ولم تكن تلبي الغرض المطلوب بشكل كامل الصورة التي كنا نحصل عليها هذا من جانب والجانب الآخر هو جانب علمي تقني يتعلق بمكانات الدول التي تمتلك منظومات فضاء كلنا يعرف أن تقانات الفضاء تمتلكها الدول المتقدمة ومن يمتلك الفضاء يمتلك الكثير من المقومات ومن يمتلك مقومات الفضاء يضع بلده بقوة على سلم حتى التصنيف السياسي للدول وتقانات الفضاء تتطلب مهارات وتتطلب كمونا علميا وهو متوفر بجزء كبير في سورية ويمكن أن يبنى لنستكمل كل متطلبات هذا الكمون لبناء برنامج فضاء سوري، فكرنا بتوظيف هذا الكمون وتطويره لامتلاك هذه التقانة لتأمين المادة الأولية ولوضع بصمة لسورية في مجال الفضاء.

-إذاً الاستقلالية كانت هدفاً من أهداف الهيئة العمة للاستشعار عن بعد من أجل أن يكون العمل متكاملا بدون مد اليد لجهات أخرى للحصول على تقانات تساعد بالوصول لمعلومات تخص الفضاء الجيولوجي لدينا في سورية، مالذي ساعدكم اليوم للوصول إلى هذا المنجز؟

أولا هناك إرادة حقيقية لدى الحكومة لتطوير المؤسسات الوطنية ونحن نعرف بأن هناك حرب شعواء تشن على سورية ولكن الحكومة رغم ظروف الحرب كانت تدافع بيد عن الوطن وبيد أخرى تبني وتطور مؤسساتها وعملية التطوير هي عملية حاضرة ودائمة ومستمرة في عمل الحكومة، هناك جانب علمي لامتلاك علم التقانة وأيضا هناك جانب اقتصادي وعلى سبيل المثال نحن بدأنا برنامج الفضاء السوري وأنهينا الجزء الأول المرحلة الأولى من هذا البرنامج بامتلاك محطة معطيات مستقبل فضائي متطورة كانت كلفة إنشاء هذه المحطة تعادل في عام واحد ما كنا ننفقه على شراء الصورة الفضائية والتي كانت تغطي جزءا واحدا من الاحتياجات إذا من ناحية اقتصادية نحن وفرنا مبالغ طائلة وأصبح لدينا مصدر دخل دائم للحصول على الصور الفضائية وثانيا هذه الصور لم تكن متاحة حيث كنا نحجز صورا لمنطقة في سورية فيقال إن المتوافر هو جزء لسنوات قد لا تفي بالغرض المطلوب بينما الآن نحن نمتلك الإمكانية لتصوير أي جزء في سورية في أي وقت نريد خدمة لمشاريعنا المختلفة، إذاً العامل العلمي والعامل الاقتصادي كما ذكرت هناك جانب سيادي والدول التي تمتلك الفضاء تمتلك مقومات مهمة تضعها على سلم متقدم بين الدول.

-نركز على مراحل برنامج الفضاء السوري ماهي أهم المراحل في تنفيذه والاستمرارية في العمل فيه؟

في مرسوم رقم23 لعام 2007 هذه مهام أضيفت لعمل الهيئة عمليا هذا المرسوم أعطى الهيئة مهام وكالة فضاء ويتضمن المرسوم أن الهيئة مكلفة بإقامة منظومة علمية متكاملة من ضمنها تصنيع مكونات الفضاء المختلفة كمحطات استقبال أرضية وتوابع صنعية وكل المنظومات التي تخدم هذا المجال إذا نحن نتحدث عن برنامج طويل المدى وفيه خطوات عدة عندما نبدأ بصناعة الفضاء لا بد بداية من وجود محطة استقبال معطيات وهذه العملية تؤدي إلى حصولنا على معلومة من الفضاء فلابد من وعاء للحصول على هذه المعلومة وهي محطة استقبال المعطيات الفضائية وهذه محطة لازمة ولكنها غير كافية في السنوات الأخيرة وتزامنت مع سنوات الحرب على سورية، فقمنا ببناء محطة استقبال معطيات فضائية متطورة جدا هي من المحطات الأحدث من نوعها في العالم، هذه المحطة مهيأة لاستقبال المعطيات من مختلف التوابع والمرحلة الأولى انتهت بانتهاء بناء المحطة وتشغيلها وبدء الحصول على معطيات فضائية الآن من أقمار صديقة، إذا هذه المحطة مهيأة لاستقبال المعطيات من أقمار صديقة ومن أقمار أخرى تبرمج قد تكون أقمارا تابعة للهيئة العامة، أقمار سورية.

أما المرحلة الثانية فهي عملية امتلاك توابع صنعية، نحن الآن وقعنا عقوداً لتشغيل وامتلاك عملية التابع الصنعي السوري الأول ونقصد به القمر الصناعي، وقعنا عقدا لبناء وإطلاق وتشغيل القمر الصناعي الأول مع محطة تحكم وقيادة وأخذنا الأرض المخصصة وهناك معطيات لإقامة محطات التحكم والقيادة، في هذه المرحلة نبدأ بها تصنيع مكونات الفضاء، وسيتدرب العاملون في الهيئة بالتوازي مع عقد بناء وتشغيل وإطلاق التابع الفضائي الصنعي على البدء بتكوين صنع مكونات الأقمار الصنعية وهي قضية ممكنة عندما بدأنا بمشروع بناء محطة استقبال معطيات فضائية كان في الهيئة الجانب المتعلق بتفسير وقراءة الصورة هو الجانب الطاغي لم يكن لدينا فنيون يعملون بمجال تقانة كمحطات والأقمار الصناعية، أخذنا مهندسين من مختلف الجهات وقمنا بتدريب هؤلاء المهندسين على هذه الصناعة من بدايتها وواكبوا عملية بناء المحطة وتجميعها وتركيبها وقاموا بتشغيلها بأنفسهم والآن لدينا فنيون في الهيئة يقومون بمجال عمل محطة الاستقبال وتشغيلها وإدارتها بكفاءة لا تقل عن الكفاءة التي يقوم بها نظرائهم في وكالات الفضاء المختلفة وهي شهادة قيلت لنا بالحرف من وكالة الفضاء الروسية وهي الوكالة رقم واحد في العالم في هذا المجال بأن العاملين في الهيئة العامة للاستشعار عن بعد في المحطة الفضائية لا يقلون كفاءة عن العاملين لدى نظرائهم في مثل هذه الأنواع من الأعمال، وفي المرحلة القادمة سيتم تدريب الفنيين السوريين على تصنيع الأقمار الصناعية، طبعا هذا الأمر يمر بمراحل هناك بعض المكونات غير المعقدة والتي يمكن الحد منها، هناك منظومات الطاقة ومنظومات التحكم وبعض المكونات يمكن شراؤها من شركات متخصصة ويمكن تجميعها وكل المكونات لا تحتاج إلى صناعة ونحن بمراحل تصنيع القمر الصناعي بهذه المكونات التي ستكون متاحة للفنيين السوريين ويمكن من خلال الجيل الثاني من الأقمار الصناعية أن نكمل المكونات المتطورة بالتعاون مع الدول الصديقة، وعملية امتلاك القمر الصناعي هي عملية مستمرة والقمر الصناعي له عمر وتتراوح مدة عمل القمر الصناعي بين الخمس سنوات إلى سبع سنوات أي عندما نفكر بامتلاك الجيل الأول من الأقمار الصناعية يجب أن نبدأ بالتفكير أيضا بالمراحل المستقبلية، حيث سنقوم بتطوير إمكانيات العاملين لكي نزيد نسبة مساهمتهم في تصنيع التوابع الصنعية لدى كل جيل للوصول إلى تصنيع كامل للأقمار الصناعية في سورية ونعمل على توطين هذه التقانة لتفيد سورية ويمكن أن تستفيد منها الجهات الأخرى التي يمكن أن توظف هذه الخبرات لصالحها وقد يكون بشكل تجاري أو تعاون علمي أو اقتصادي أيضا

موضوع المحطات الاستقبال بحاجة إلى صيانة وتطوير وهذا ما ندرب عليه الكادر الوطني في الهيئة العامة للاستشعار عن بعد.

كيف يمكننا تخيل نهاية تنفيذ هذا المشروع؟ 

نهاية هذا المشروع كمراحل تنفيذية طبعا هناك مراحل تطويرية دائمة وتنتهي مراحل امتلاكنا لبرنامج فضاء متكامل عندما نصل إلى إمكانية إيصال الأجسام إلى الفضاء وهذا طبعا برنامج طموح ولكن الآن نتحدث عن محطات فضائية ومحطات تحكم وعن بناء أجزاء من مكونات أقمار صناعية ثم زيادة نسبة هذه الأجزاء إلى امتلاك تقانة الأقمار الصناعية بشكل كامل. والمرحلة التي تليها هي مرحلة صعبة وتتطلب إمكانية ولكن العلم يتطور باستمرار ولا شيء مستحيل أمام العقل السوري.

-متى سنرى قمرا صناعيا يسبح في الفضاء وهو من صنع سوريين؟

المرحلة الأولى بدأت بتوقيع العقد مع الجانب الروسي، نحن نتعاون مع وكالة الفضاء الروسية في برنامج الفضاء السوري، وعملية بناء الجيل الأول من الأقمار الصناعية القمر الأول شام سات تستغرق ثلاث سنوات نأمل في نهاية السنوات الثلاث أن يطلق القمر الصناعي السوري الأول إلى الفضاء وعمر القمر سبع سنوات خلال هذه الفترة كما ذكرت الفنيون السوريون سيتدربون في الجيل الأول والجيل الثاني، في السبع السنوات الثانية سنقوم بتصنيع أجزاء من مكونات القمر الصناعي السوري الثاني والمرحلة الثالثة والتي هي ستزيد نسبة المكونات من مساهمة الفنيين السوريين الاقمار الصناعية أي أننا نتحدث عن نحو ثلاث مراحل من الأقمار الصناعية بعدها يمكن أن نقول إننا نستطيع أن نوطد هذه التقانة بشكل كامل في سورية.

-المشروعات التي تتبناها الهيئة ومنها مشاريع تخص الجيولوجيا والمجال العمراني وأيضا البيئة في سورية ما هي أبرز المشروعات التي تقومون بتنفيذها حاليا وإعطاء المعلومات الكافية عنها؟

نحن في الهيئة لدينا نوعان من الدراسات والمشاريع هناك مشاريع ودراسات تطلب من مؤسسات الدولة المختلفة وهناك دراسات وبحوث تقوم بها الهيئة بشكل ذاتي بتطوير مقدراتها لوضع حلول لمشاكل تتعلق باستخدام مشاكل تقنيات الاستشعار عن بعد في سورية والزبون الأساسي للهيئة العامة هي مؤسسات الدولة ونحن نخدم الجهات الحكومية ووزارات ومؤسسات وهيئات مختلفة وهذه الهيئات نقسمها إلى نمطين هناك نمط من المؤسسات الخدمية التي لاتعمل بالجانب التقني البحت للكلمة هذه المؤسسات قد تحتاج بعض الدراسات نقوم في الهيئة بإجراء هذه الدراسات بشكل كامل مفتاح باليد ونعطيهم النتائج سواء كانت تقارير علمية أو خرائط غرضية، وهناك مؤسسات ووزارات وجهات وهيئات لديها كوادر فنية هي هيئات متخصصة علمية أو وزارات علمية لديها أخصائيون وفنيون ويعملون في مجال عمل الوزارة أو المؤسسة هذه المؤسسات نحن ندعمها بتقانات الاستشعار عن بعد هناك دائما طرق تقليدية لدراسة أي ظاهرة وهناك طرق متطورة، الاستشعار عن بعد هو العلم الذي يخفض الوقت والجهد والتكاليف ومهمة الهيئة هي توظيف هذه التقانة لدى مؤسسات الدولة المختلفة مع هذه الجهات نعمل بمنطق المشاركة لديكم أخصائيون جيدون ومتخصصون في مجال عملهم ولدينا تقانات الاستشعار والبرمجيات والأخصائيين العاملين في هذه المجالات بامتزاج هذه التقانات وتضافر جهود هؤلاء الاخصائيين نقوم بإجراء عمل ودراسات مميزة تخدم هذه الجهات حيث نبدأ بتدريب الفنيين لديهم على تقانات الاستشعار عن بعد والتقانات الرافدة كقراءة الصورة الفضائية وتفسيرها والتقانات الرافدة لمنظومة المعلومات الجغرافية وتحديد المواقع الشامل وهناك مراحل تدريب مختلفة ونقوم بتشكيل فرق عمل مشتركة مع هذه المؤسسات لتنفيذ هذه المشاريع والدراسات وهناك كم هائل من الدراسات لا يمكن للهيئة أن تكون متعهد لكل الدراسات المكانية في سورية ولكنها يمكن أن تكون موظف لهذه التقانات عن طريق تدريب الفنيين لدى هذه المؤسسات لامتلاكهم من قبل هذه الجهات وهي أكثر مهام الهيئة والمشاريع هي مشاريع مختلفة لدينا نحن شريك كبير مثلا هو وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي ولدينا برنامج طموح وكبير لمسح الموارد الطبيعية، هذا المشروع له سنوات.. الأراضي الزراعية واستعمالات الاراضي والمحاصيل كل هذه العناصر ومراقبة الغلة وهناك مشاريع لها علاقة بحصاد المياه ولدينا مشاريع مع وزارة النفط والثروة المعدنية ومع وزارة الري أيضا ونحن نتهيأ لتوقيع سبعة مشاريع دفعة واحدة هذا العام مع وزارة الموارد المائية وأيضا نحن شريك مع وزارة البيئة والإدارة المحلية والمحافظات وكل الجهات التي تتعاطى بالمعطيات المكانية هي شريك الهيئة العامة للاستشعار عن بعد بشكل أو بآخر، ولدينا العديد من الدراسات والمشاريع تنفذ مع هذه الجهات ولدينا الآن مشاريع عمل قائمة نسعى لتوقيع هذه المشاريع والبدء من جديد مع هذه الجهات.

-كيفية تواصل الهيئة مع الجهات الحكومية هل هي إلزامية أم كيفية أو حسب الإدارات؟

نحن لدينا اتفاقيات عمل مع أغلب مؤسسات الدولة ووزاراتها ونحن الجهة المكلفة بحكم مرسوم الإحداث وبحكم طبيعة العمل والدراسات المتعلقة بالاستشعار عن بعد بكل هذه الجهات فنحن في خططنا السنوية ما يصل إلينا من طلبات  لتنفيذ دراسات ومشاريع ندرجه ضمن مخطط سنوية الهيئة إضافة للدراسات والمشاريع البحثية ونقوم بتنفيذ هذه المشاريع إما بشكل مستقل للجهات التي لا تمتلك الإمكانيات الفنية أو بشكل مشترك للجهات التي لديها أخصائيين هذه العملية غير مأجورة والهيئة تأخذ موازنتها من الدولة وبالتالي تقدم خدماتها المجانية للدولة ونحن اتخذنا قراراً منذ فترة بإتاحة جميع المعطيات الفضائية لكل جهات الحومة مجانا ليس من المهم أن نوفر نحن لشراء الصور الفضائية ولكن يجب أن نجعل هذه الصور متاحة لكل جهات الدولة التي تطلبها ولكن من قبل إلى حد ما كانت مأجورة وعندما نطلب من مؤسسة حكومية أجور دراسات تذهب بالمحصلة للخزينة العامة نكون قد حرمنا هذه المؤسسة من استثماراتها ونحن لم نقم بالاستفادة منها القضية المادية ليست مهمة طالما نحن من الدولة وللدولة والهيئة تمول من موارد الدولة أهم شيء إتاحة هذه الخدمة وهي موجودة بالأساس كانت بمرسوم الهيئة القديم الهيئة هي المسؤولة عن تداول المعطيات الفضائية من يذهب باتجاه الحصيلة يعتبر أن الهيئة يحب أن تقوم بكل شيء بأجرة وبدون أجرة ولكن نحن أعدنا تفسير المرسوم بأن التداول هو إتاحة المطلوب والمعطيات لكل جهات الدولة تطلب بكتاب بسيط معطيات الاستشعار عن بعد توضع هذه المعطيات لتصرف هذه الجهات مجانا ويمكن لها أن تستفيد منها كيفما تشاء خاصة أن هذه المعطيات رقمية يعني عندما أعطيك كأسا أخسره ولكن عندما صورة نسخة موجودة لدي أنت تستفيدين منها والصورة تبقى موجودة لدي ولكن هذا يحفز هذه الجهات للاستفادة من هذه التقنية التي أصبحت موجودة بين يديها وبالتجربة تبين لنا مضاعفة عدد المشاريع التي طلبت من الهيئة بعد قرار منح المعطيات مجانا لكل جهات الدولة.

وجوابا على سؤال متداخلة :

اختصاص الجيولوجيا هو اختصاص نحتاجه بأعداد معقولة وليست كبيرة تستدعي اجراء مسابقة ولكن آمل وأنا جيولوجي وكنت رئيس الجمعية الجيولوجية السورية لفترة خمس سنوات أن يحل هذا الموضوع على مستوى الدولة هناك العديد من الخريجين من حملة إجازة الجيولوجية وهم خبرات ومدربون هناك مؤسسات تحتاجهم نأمل أن يتم إجراء مسابقة مركزية على مستوى المؤسسات التي تهتم بالجيولوجية ويكون للهيئة نصيب منها.

وردا على سؤال اذا كان القمر الصناعي سيسهم بفتح قنوات الانترنت:

اجاب الدكتور عمار أن هناك فرقا بين الاقمار الصناعية المخصصة للاتصالات والأقمار الصناعية الاستشعارية المخصص للاتصالات هو قمر كبير يطلق إلى مسافات عالية ويتزامن مع دوران الأرض وكأنه ثابت بينما قمر الاستشعار يدور بمدارات مختلفة وهو منخفض ويقوم بمسح الأرض ويدور 16حوالي مرة ويغطيها وبالتالي ليس هناك أي تقاطع بين أقمار الاستشعار عن بعد وأقمار الاتصالات.

-الهيئة العامة دائما بحاجة خبرات تكون متميزة جدا كيف تتعاملون مع الايادي العاملة التي يجب أن تكون موجودة في الهيئة  

في الجامعات السورية لا توجد كلية تخرج خريجين في مجال الاستشعار عن بعد هناك بعض الأقسام تعطي مواد لها علاقة بالاستشعار عن بعد ويساهم الأساتذة في الهيئة العمة لتدريس هذه المقررات في بعض الاقسام عندما يتخرج الخريج من الجامعة يكون لديه معارف إذا كان جغرافياً أو جيولوجياً أو في أي مجال يمكن أن تستفيد منه الهيئة يخضع بداية لدورات تدريبية وتأهيلية ونحن لدينا برنامج مستمر من مفاهيم الاستشعار عن بعد ونحتاج للمهندس المدني والمهندس الزراعي والجغرافي والجيولوجي ومهندس التخطيط العمراني ولدينا توجه جديد في مركز تقانات الفضاء العلوم الهندسية هي العلوم الحاضرة التي نحتاجها بشدة وهي: الميكانيك، الالكترون، المعلوماتية والاتصالات بشكل أساسي.

طموحكم إلى أين؟

نبني برنامج الفضاء إلى النهاية ونبني الإنسان، نحن نشتغل على المختصين ولدينا المهندسون الذين يفرزون إلى الهيئة بمعدلات عالية نقوم مباشرة بتشجيعهم للتسجيل في الدراسات العليا وخلال ثلاث سنوات سيكون لدينا من الأخصائيين الذين حصلوا على شهادة ماجستير والدكتوراه في الهيئة العامة أكثر ممن أوفدتهم الدولة في كل فترة تأسيس الهيئة وهؤلاء ينتمون إلى المؤسسة ويعملون ويدرسون ويأخذون مواضيع تخص الهيئة ومن المهام الجديدة إحداث معاهد ونفكر بإنشاء معهد لتقانات الفضاء لأن هذه التقانات والاختصاصات غير موجودة حتى على مستوى المنطقة وفي مجال الاستشعار عن بعد نحن في المجال الأول في الصف العربي وتقانات الفضاء سبقتنا الجزائر وإذا سار هذا البرنامج كما هو مخطط فبعد ثلاث سنوات سنكون رقم واحد في المنطقة فضائيا واستشعاريا.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024