الثلاثاء 2016-03-01 17:35:49 ثقافة ومنوعات
رئيسة فرع الاتحاد النسائي في اللاذقية لسريانديز : مطالبون جميعاً برفع سويّة العمل.. وإقامة ندوات تخصّ أمهات الشهداء

سيريانديز– مكتب اللاذقية-

دُنيز محمد الورعة- أمل صارم

السيدة فريال عقيلي, مديرة فرع الاتحاد النسائي في اللاذقية, أشبه ما تكون بخلية عمل بحدّ ذاتها، تجدها أينما ذهبت ومتى احتجتها، البعض يعدها الأم الروحية للمقعدين في المدينة فيما يراها البعض الآخر أحد رواد العمل التطوعي والنشاط الاجتماعي في المحافظة، أمّا المرأة السورية فترى فيها أختاً وداعماً وحامياً منذ تسلّمت إدارة الإتحاد وبما أنّ للمرأة دورها الطاغي في ظلّ ما يجري في سورية زار موقع سيريانديز الإتحاد واطلع على عمله وعمل الرابطات والوحدات النسائية المنتشرة في المدينة.

في البداية تحدّثت عقيلي عن منظمة الإتحاد النسائي قائلةً: "إنّها منظمة عريقة بدأت في الستينات وبلغت أوجها بعد الحركة التصحيحية برعاية القائد الراحل حافظ الأسد, لها دور كبير في إعداد المرأة، وتوعيتها لحقوقها وواجباتها ومنحها الثقة بما تملك من قدرات, وللمنظمة دور فاعل, منتشر في كلّ محافظات القطر العربي السوري, لمناهضة العنف ضد المرأة".

كما أكدت عقيلي: "أنّ المرأة قبل أن تكون جامعية أو عاملة هي أم ولها دور أساسي وقدسيّ, بعد خمس سنوات من الحرب, هو تربية أطفالها على الإنتماء للوطن وأن تعاون زوجها وترتقي به لمستوى أفضل من جميع الجوانب وترعاه وتنمي فيه حبّ سورية إضافةً لدور الأم / المعلمة في المدرسة من رعاية واهتمام وتعزيز الانتماء بدءاً من تحية العلم إلى تعليمهم المحافظة على الممتلكات العامة والحرص على الماء و الكهرباء كلها إنتماء بشكل أو آخر ".

وتابعت: "دائماً ما أكرّر, سيُربَك التاريخ بالتأريخ لبطولات وصبر النساء السوريات، وقد أثبتت المرأة السورية جدارة بتقديم أولادها شهداء حباً بالوطن فنرى ثلاث أو خمس أو ثمان شهداء في بيت واحد أحياناً, لهؤلاء علينا تقديم كلّ الدعم والرعاية والمحبة, المرأة السورية أصبحت أسطورة وهي خنساء العصر وخاصة أمهات الشهداء، ومهما قلنا لا نؤتيهم وصفاً يليق بهن،ّ وهنا يتجلى دورنا بالتمكين من خلال الدعم النفسي لأنّ منعكسات الحرب الكونية على سورية أدت إلى تأذي المجتمع كله جسدياً ونفسياً, ونحن نسعى أيضاً لتمكين المرأة وتدريبها على بعض المهن وتشجيعها على مشاركة أخواتها بالمهن والدورات التدريبية لنمكنها من امتلاك أدواتها عسى أن يساهم هذا ولو بشكل بسيط بتخفيف أعباء الحياة, وبسبب هذه الحرب تفاقم عدد النساء اللواتي يحتجن خدماتنا فقبل الحرب كانت الخدمات للراغبات بها، والآن تضاعفت مهامنا ويمكننا القول إن المجتمع برمته قد تضرر جسدياً ومادياً ونفسياً، والاتحاد النسائي يعد أحد أهم الناشطين في ميدان العمل التطوعي وهذا واجب علينا".

وعن دور الرابطة والندوات التي تُقام في الاتحاد, قالت عقيلي: "لدينا عدة رابطات منتشرة بالمحافظة وعشرات الوحدات النسائية, هدفها توعية المرأة بدورها المؤثر في المجتمع إضافةً لإقامة دورات قانونية يُحاضر فيها محامين وقد أقام الإتحاد في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة ندوة في الإتحاد, حاضر فيها محامي مكتب الإتحاد الأستاذ كمال سلمان، ومديرة الشؤون دينا شباط, كما شاركنا بالعمل في مركز الإيواء في المدينة الرياضية, لمدة ثلاث سنوات, وفي كلّ ندوة ندع فيها الوافدات للتحدّث عن المعاناة والتجربة التي عشنها لتستفيد منها النساء الأخريات ولتعميم التجربة".

وذكرت عقيلي أنّ الاتحاد يقوم بندوات تخصّ أمهات الشهداء, وفي هذه اللقاءات وحدهنّ من يتحدّثنَ عن وجعهنّ ومعاناتهنّ فهنّ أبلغ في التعبير عن هذه المرارة وقد بدأ الإتحاد بتنفيذ مشروع باسم "مجموعة أم الشهيد".

ومن خدمات الاتحاد مبادرات دعم لأسر الشهداء (أم وزوجة وأخت وإبنة) تتضمن التدريب على إقامة مشروع صغير بعد الخضوع لدورات مهنية مكثفة بمختلف المجالات الخياطة والتطريز والتي يقيمها الاتحاد النسائي تطبيقاً لبنود الاتفاق الموقع بينه وبين شركة الإتصالات سيرياتيل.

وأكدت عقيلي إنّ: "المدرِبين مجهزين بأسس تعليمية ومهنية احترافية يقدّمون عمل نوعي ليتم تمكين المتدربات بشكل كامل، حيث إن هذه المشاريع الصغيرة أساس المرحلة الإقتصادية المقبلة، وأن الشريحة المستهدفة تحتاج كل الدعم، والإهتمام من قبل الجميع, وأنّ كل متدربة أكملت الدورة بنجاح وإتقان حصلت في نهايتها على ماكينة خياطة, وفقاً للاتفاق مع سيرياتيل, لتبدأ بها ورشة عملها الخاصة كبداية لمشروع أكبر تستفيد منه وعائلتها، إضافة إلى شهادة تساعدها للانطلاق نحو مستقبلها المهني".

وأشارت السيدة عقيلي إلى أن الدورات لا تنحصر في مجالات الخياطة، فقد تمّ إضافة مجالات مهنية وحرفية جديدة، كالحلاقة في مركز التأهيل المهني الذي يمنح الشهادة مجاناً لذوي الشهداء.

أمّا بالنسبة للدورات, أوضحت عقيلي أن: "الاتحاد يقوم بدورات تنمية ومحو أميّة ودورات تمّت في جامعة تشرين لإدارة الكوارث والأزمات ودورات تقطير الأعشاب الطبية في بيت ياشوط ضمّت 50سيّدة، ودورات تصنيع المنظفات تابعة لرابطة جبلة, كما قدّم الاتحاد بالتعاون مع الهلال الأحمر دورات في الإسعافات الأولية ودورات مساعد طبيب أسنان, الهدف منها تمكين النساء من العمل بمهنة تحميها من ظرف العوز والحاجة ومن ضمن خطتنا المستقبليّة إعادة صيانة وتشغيل معمل الصابون في القرداحة وأودّ التنويه أن جميع رياض الأطفال التابعة للاتحاد النسائي تستقبل أطفال الشهداء بالمجان".

بالنسبة لمؤتمرات اتحاد النساء التي تُقام في دول الخارج, أجابت عقيلي: "يوجد لدينا تمثيل خارجي للاتحاد النسائي في المؤتمرات ولم يتغيّر أي شيء في ظل الحرب والحصار على سورية, سورية هرم ودعامته السليمة هم الشرفاء, وقد أرسلت رسالة خلال مؤتمر جنيف فحواها " سوف ينهال عليكم تراب القبور ويلعنكم أبد التاريخ لأنكم خونة الوطن " وأنا لن أغفر لهؤلاء كأم سورية, وأحبّ أن أذكر هنا أنّه منذ 8000 سنة وسورية تتعرض للمؤامرات وأشدّد على قول, كلما ازدادت شراسة الحصار كلما ازددنا حميّة وشرفاً وإصرارا للدفاع عن سورية وهنالك اليوم 343 من نساء هذا الاتحاد تطوعنّ في الألوية الطوعية حين تمّ الإعلان عنه".

حول الذين يستغلون الأزمة من تجّار وغيرهم أردفت عقيلي: "هؤلاء, سوف تلفظهم سورية وتنكرهم وعلينا نحن السوريين الشرفاء أن نكون خاصرة للجيش العربي السوري، وأؤكد أنّ ثبات الشعب العربي السوري على هذه الظروف ليست إلّا مؤشرات نصر سورية, أعطيكِ مثالاً كيف ستنتصر سورية؟ تنتصر سورية حين يكون أحد عناصر الجيش العربي السوري في حالة غيبوبة, يفتح عينيه, وأول ما ينطق به المطالبة بإنقاذ رفيقه الجنديّ الموجود على إحدى تلال المعارك!! تنتصر سورية حين يدافع الجنود من طوائف ومحافظات مختلفة عن بعضهم".

و عن مراحل استلامها لمناصب إدارية قالت عقيلي: "يطيب لي أن أعرّف نفسي أنني ناشطة من أجل سورية بلا ألقاب, أنا من مؤسسي طلائع البعث وأول عضو في طلائع البعث، أرسلوني بعثة إلى (الصين، باكستان، وكوريا) للتدرب والاطلاع على تجربة الطفولة في تلك الدول خصوصاً "كوريا"، وهناك عشت تجربةً وهي الأهم في حياتي تعلمت من خلالها كل ما استطعت تعلّمه بما في ذلك اللغة, انتقلت إلى الاتحاد النسائي لأتولى مكتب رياض الأطفال فيه ومنه أصبحت رئيسةً للإتحاد النسائي، بشكل عام أنا أحب عملي لذلك كنت متابعةً ولصيقة له، حاولت تقديم أفضل ما لدي بالتعاون مع المكتب التنفيذي، حيث استطعنا تحويل فرع الاتحاد إلى واحد من أنشط الأفرع في سورية", انضممت إلى فوج الكشاف وخلقت حالة من التعاون بين الكشاف وجمعيتي المسنات والمقعدين، ومن خلال هذا التعاون والاحتكاك المتواصل وجدتُ نفسي في جمعيّة المقعدين وتوليت رئاسة مجلس إداراتها".

وختمت بالقول: "أنا كمواطنة سورية أطلب من جميع الناس أن يبذلوا أقصى جهدهم, بدون كلل أو ملل لردّ الجميل بتقديم الخدمات لمن يحتاجها ورفع سوية العمل إلى الحد الأقصى وأن نرتقي بعطائنا ونتأهب دائماً اقتداءً بالجيش حتى تعود سورية أجمل مما كانت".

 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024