الأربعاء 2016-05-25 12:21:39 من اللاذقية
من يموتون هنا يستحقون الحياة

سيريانديز- مكتب اللاذقية – زهرة أحمد

فقط في سوريا يستشهد من يستحق الحياة على يد من تشرب الحقد والتكفير والقتل ، وعلى مرأى ممن يدعون أنهم أصحاب الضمير .

 مدينتا جبلة وطرطوس هذه المرة هما الهدف لتفجيرات حاقدة كانت حصيلتها المئات من المدنيين الأبرياء , فالاعتدال الغربي هذه المرة كان حاضراً في المدينتين ،  لتناجي أرواح الشهداء في طرطوس وجبلة أرواح شهداء حلب والقامشلي ممن طالتهم يد الغدر قبلهم .

سيريانديز كانت حاضرة في الميدان رصدت , وشاهدت , وحاولت أن تحوّل الصورة لكلمات تصف الحال , وتوصف آهات من كانوا على سرير الالم في مشفى تشرين الجامعي .

مجيب ابراهيم رغم جراحه فهو يصف لنا لحظة وقوع الحادثة فيقول :كنا في انتظار الحافلة لتقلّنا إلى عملنا, في صبيحة 23/ أيار فقبل وصول الحافلة بلحظات معدودة وقع تفجير ضخم أمام باب الكراج , وكنت أحد المصابين , وكان هناك أيضاً الكثير من النساء والأطفال والأهالي منهم من استشهد ومنهم من أصيب بجروح , وسؤالي انا موجه إلى الدول الداعمة للإرهاب أمثال أردوغان وحكومته الإرهابية كيف سيلاقون عقاب ربهم في الآخرة ؟ إضافة إلى كثيرين غيرهم يدعمون هذا الإرهاب الحاقد .

المهندس يوشع ملحم قال : كنت ذاهباً إلى عملي صباحاً في أحد باصات النقل الداخلي وحدث الانفجار فجأة , أصبت بجروح طفيفة ما اضطرني للقفز من الباص مناجاةً للحياة وصعدنا بسرعة في باص آخر أسعفنا إلى المشفى , ولكن الكارثة الكبرى التي حصلت هي عندما كنّا في قسم الإسعاف نتلقى العلاج حدث تفجير مروّع حيث انتشرت الأشلاء في كافة الارجاء , والدماء سالت في كل زاوية ومكان .
ويكمل حديثه :  إنَّ هذه التفجيرات ليست إلّا مؤامرات من السعودية وقطر وتركيا والدول الأخرى الداعمة لهذا الإرهاب التكفيري , فنحن أناس مسالمون نحب بلدنا ولانرغب بالقتل والتدمير .
وأود توجيه رسالة سلام وحب للناس ,وأدعوهم من خلالها إلى وقف الارهاب والقتل .

رجاء شميّس شقيقة المصاب وائل شميّس : لا أدري عماذا أتكلم ؟ نحن متألمون , نحن ساخطون على من يدعم الإرهاب ,ما ذنب الأطفال ؟ ما ذنب المرضى في المشفى لتفجر بهم ؟ وإذا سُئلت الطفلة بأي ذنب قتلت بماذا ستجيبون يامن تدعون أنفسكم بالشرفاء وبالمنظمات الدولية الإغاثيّة . كل ما نطلبه هو وقف دعم الإرهابيين سلاحاً ومالاً وعتاداً .
أخي وائل كان ذاهباً إلى عمله أصيب في التفجير حيث تم نقله إلى المشفى , وهنا حدثت الكارثة  , فقد أصيب بتفجير المشفى وكانت إصابته كسر في الجمجمة , وكسر في الصدر , وحروق كثيرة , ولكن والحمد لله إنَّ حالته هي أقل وأخف من حالات أخرى شاهدتها . فهذه صور تحرق القلب, وتهز الوجدان , إنني أطالب من كل داعم للإرهاب بوقف القتل والتدخل في شؤوننا الداخلية فما يحدث في سوريا هو شأن السورين أنفسهم .

ولم تسلم براءة الطفولة من إرهابهم الوحشي فالطفل محمد حسن بعمر الزهور هو في السادسة من عمره ومصاب بالتوحد أصيب بحروق شديدة جراء التفجيرات الدامية  , وأفراد عائلته  أيضاً كانوا ضحية هذا الارهاب التكفيري ،  فأخته ربما فقدت بصرها وهي بعمر الحادية عشرة, ووالده في حالة حرجة في غرفة الإنعاش يصارع الموت , ورغم كل هذه المعاناة التي يعاني منها محمد وعائلته  إلّا أنه مازال متمسكاً بالحياة وبقضية الحب تحديداً حيث قال لسيريانديز : [ بحبك قد عيوني] .

لسان حال السوريين لم يكن صمتاً أو دموعاً تذرف , بل كان إصراراً وعزيمة , فما كان في البارحة مسرحاً للقتل والدمار والأشلاء المنتثرة بات اليوم مسرحاً لحياة تنبض , وتقول للعالم في سوريا شعبٌ لا يموت , شعب ٌعلى أرض ينتصر فيها الدم , وترفع البيارق خفاقة .

 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024