السبت 2016-06-25 11:32:26 أخبار السوق
مربـو الأبقار يتـوجهون إلـى مهن زراعية بديلة

دمشق- سيريانديز

على الرغم من الإحصاءات الصادرة عن مديرية الزراعة في طرطوس التي تؤكد أن أعداد الأبقار في المحافظة تتجاوز الثلاثين ألفاً 


 وأن العدد مرشح للارتفاع ليلامس الأربعين إلا أن الكثير من المراقبين والمتابعين للشأن الزراعي في المحافظة ولاسيما المتعلق منها بالشق الحيواني يشككون بهذه الأرقام وصحتها في ظل الأزمة الراهنة وإفرازاتها التي حسب هؤلاء، ساهمت بشكل كبير في تناقص أعداد القطيع نظراً لعزوف الكثير من المربين والمزارعين عن التربية والتوجه نحو قطاعات زراعية أخرى.
فالظروف الاقتصادية الصعبة وقلة اليد العاملة وارتفاع أسعار العلف عوامل ساهمت جميعها في تفاقم هذه المشكلة، الأمر الذي انعكس نقصاً كبيراً في كميات الحليب المنتجة وارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار وصل إلى أكثر من 185 ليرة للكيلو الواحد.. انطلاقاً من هذا الواقع سارع المصرف الزراعي مؤخراً لفتح باب الاكتتاب لشراء أبقار من عرق أبيض وأسود «فريزيان» بهدف ترميم القطيع السوري والمساهمة في تخفيض أسعار الحليب والأهم تأمين فرص عمل مع الإشارة إلى أن الأبقار المستوردة ضمن المواصفات والشروط التي حددتها وزارة الزراعة وتتلاءم مع البيئة السورية وذات إنتاجية عالية من الحليب.

إقبال متواضع

وحسب الأرقام الصادرة عن المصرف الزراعي فقد بلغ عدد الأبقار التي تم الاكتتاب عليها على مستوى القطر 5656 بقرة، بينما بلغ عدد الأبقار التي تم الاكتتاب عليها في محافظة طرطوس 450 بقرة فقط، حيث أوضح مدير فرع المصرف الزراعي في طرطوس قصي عبد اللطيف لـ«تشرين» أن الفرع كان يتوقع أن يكون العدد أكثر من ذلك وبما يتوافق ووضع المحافظة الزراعي إضافة إلى عامل الأمن والأمان الذي تتميز به، مؤكداً في الوقت ذاته ارتفاع الجدوى الاقتصادية الناتجة عن الاكتتاب على هذه الأبقار، نظراً لإنتاجيتها العالية البالغة 9 أطنان سنوياً من الحليب إضافة إلى أن هذه الأبقار تستورد بالعادة وهي في الشهر الخامس من الحمل وهذا في حد ذاته مكسب مادي كبير لأنه بعد استلام المكتتب للبقرة وولادتها فإن ثمن العجل في حال بيعه يشكل حوالي 40% من قيمة القرض.
وعن القروض المتوسطة الأجل التي أطلقها الزراعي لشراء الأبقار أوضح عبد اللطيف أن فترة تسديد القرض هي 4 سنوات تقسم على أقساط سنوية متساوية مع إعطاء فترة سماح سنة كاملة من تاريخ الاستلام وذلك بعد تسديد المكتتب 25% من قيمة البقرة التي لم يتم حتى الآن تحديد سعرها بشكل دقيق مع الإشارة إلى أن المصرف كان قد أعلن مؤخراً عن مناقصة لشراء الأبقار.

زيادة المخصصات

«تشرين» التقت عدداً من المربين الذين أشاروا إلى أن المشكلة الأساسية التي يعانونها هي الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف المترافقة مع انخفاض كبير في كميات العلف المقنن الذي يحصل عليه المربون من مؤسسة الأعلاف، والذي لا يشكل سوى 5% فقط من حاجتهم الفعلية ما يضطرهم لشراء الأعلاف من القطاع الخاص الذي رفع أسعاره إلى مستويات جنونية، فقد وصل سعر كيس العلف «50 كيلو غراماً» في الأسواق إلى أكثر من 8500 ليرة، مطالبين مؤسسة الأعلاف بزيادة مخصصاتهم مع الإشارة إلى أن سعر كيس العلف لدى مؤسسة الأعلاف 3800 ليرة.

التوزيع مرتبط بالكميات

مدير فرع الأعلاف في طرطوس رجب محمد لم ينف انخفاض كميات المقنن العلفي المسلمة للمربين على الرغم من وجود معمل للأعلاف في المحافظة نظراً لقيام الفرع بتوزيع إنتاج المعمل إلى جميع المحافظات الأخرى.. مضيفاً أن هذه الكميات يتم توزيعها بناء على تعليمات إدارة المؤسسة وهي مرتبطة بشكل أساس بالكميات المتوافرة التي تختلف من دورة لأخرى، حيث قام الفرع مؤخراً بتوزيع المقنن العلفي بواقع 25 كيلو غراماً لكل رأس مؤكداً قدرة الفرع على تأمين الأعلاف للأبقار المستوردة.
 
 

 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024