السبت 2016-07-09 03:51:33 من اللاذقية
عيد بالأبيض والأسود !!

 سيريانديز -مكتب اللاذقية - منال زوان
 الثابت :  هو العيد الذي  يأتي في كل عام ،  والمتحول  : هو مشاعرنا ، أحلامنا ، آمالنا ، طرق ابتهاجنا  ، وتلك التهنئة أوالمباركة التي تحولت في معظمها  إلى بضعة كلمات  ، مع غصّة في الحلق ودمعة في العين!!

هاهي محلات الورد الملوّن قد امتلأت بالرياحين الخضراء ،  يأتي الأهالي لشراء باقات منها بهدف وضعها على قبور أبنائهم في ليلة العيد ، أبناءٌ  ذهبوا ضحية هذه الحرب الطاحنة  ، والرياحين الخضراء  حلت محل الباقات الملونة التي تُهدى  ليلة الزفاف .

وتستمر الحياة ، رغماً عن الموت ،  وتعبرالأسواق متنقلاً بين الوكالات والعبّارات والأسواق الشعبية ،  فتقف عاجزاً أمام أسعار الألبسة التي تجاوزت أسعار قطعة واحدة منها  على بعض الواجهات راتب موظف من الدرجة الأولى ،  أو في أحسن الأحوال هذا الراتب قد يكفي لشراء قطعتين على الأكثر !

وهنا يبرز  سؤال : هل هذه الملابس فعلاً لأفراد الشعب أم أنها لأناس من خارج هذا الكوكب؟  الأسواق الشعبية امتلأت بروادها في ازدحام ملحوظ عن باقي الأسواق ،  رغم ذلك ترى الناس يكتفون بإلقاء نظرة ومتابعة المسير ، أو قد يتوقفون لشراء قطعة واحدة لأحد الأبناء علّهم يزرعون ابتسامة على وجهه ،  في زمن أصبح فيه رسم ابتسامة على وجه طفل واحدة من المشقّات التي تواجه الأهالي .

أما موائد العيد التي كانت تفرش بكل أنواع الحلويات والفاكهة والمشروبات ،  فقد تم الاكتفاء  منها في هذا العيد بنوعين من الحلويات على الأغلب هي :  المعمول ، وأقراص العجوة ، وكما هو معلوم فقد حلقت أسعار الحلويات ، وكأنها مصنوعة من الذهب ، في فرصة لا نجاة منها وسط الظروف الاقتصادية التي نعيشها .

يبقى العيد اختباراً  لنا ،  لإعادة روابط المحبة ، والقدرة على رسم ابتسامة على وجوه أدمنت الحزن ،  والحسرة على ماضٍ بالألوان وحاضرٍ بالأبيض والأسود .
 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024