الإثنين 2016-09-12 14:35:19 من اللاذقية
آلام الحرب تمحو أفراح العيد وبهجاته

سيريانديز - اللاذقية  - زهرة أحمد

قبل  سنوات الحرب كان السوريون صغاراً وكباراً يترقبون أيام العيد بشوقٍ ومحبة , ينتظرون لمة الأقارب والأحبة حيث تسود أجواء الألفة والمودة بينهم , وتعم الأفراح في كل مكان .
لكن اليوم وفي ظل  الحرب أصبح للعيد طابعه الخاص , فهذه السنة يطل بمزيدٍ من الأسى والجروح التي أنهكت قلوب السوريين .

بات الاطفال يعبرون عن فرحهم بالعيد بما أثرت فيهم الحرب وماتعلموه من خلالها من مفرداتٍ وتعابيرٍ متجردة من براءة الطفولة وعفويتها , فعندما تسأل طفل صغير ماذا ستفعل في العيد ؟ يجيبك وبسعادة سأشارك أصدقائي اللعب في بندقيتي الجديدة وهل البندقية من ألعاب الأطفال المستخدمة سابقاً ضمن أجواء الفرح ؟

ثياب العيد أصبحت حلماً أمام الكثيرين وسط هذا الغلاء الفاحش الذي نشهده اليوم مقارنةً مع السنوات السابقة , فراتب الموظف العادي لا يكفي لشراء قطعة أو ربما قطعتين من أحد الأسواق الشعبية , والسؤال هنا هل العيد اليوم مقتصراً لفئة واحدة من الناس أم ماذا ؟

هدايا العيد وأزهاره ها قد أُبدلت بالرياحين والبخور , لترى غالبية الأمهات يحملنها في اليد بغية وضعها على قبور أبنائهن الذين فارقوهم نتيجة هذه الحرب الطاحنة , فالحزن والحسرة على ما كان قد غطى أفراح العيد وبهجاته,

وبالمقارنة مع أعياد سابقة نلاحظ أنّ طقوس العيد من زياراتٍ ومباركاتٍ أصبحت تختفي تدريجياً , حلويات العيد نادرة , في ظل أيام كانت الموائد تمتلئ منها بكافة الأشكال والأصناف .

في النهاية ،  وضمن جدلٍ كبير بين ما كان وما نعيشه اليوم سيبقى السوري وحده صامداً قادراً على رسم الابتسامة على وجوه أبكتها الحرب , وخلق واقعٍ جديد يعيد السعادة والبهجة لقلوبٍ أدمنت الحزن , فلا عائق أمامه يمنعه من متابعة حياته والتغلب على ما عاناه مدة خمس سنوات داميات .

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024