الأحد 2017-01-22 19:03:53 من اللاذقية
على غرار التبغ والحبوب والقطن.. ماذا يمنع إحداث مؤسسة عامة للحمضيات ؟!

سيريانديز – تمام ضاهر

بلغت الكميات المنتجة من الحمضيات ، في محافظة اللاذقية خلال العام الحالي،  ما يزيد عن 855 ألف طن، هذه الكميات الكبيرة ، زادت - كما في السنوات السابقة -   ، عن حاجة السوق المحلية  ، في ظل عدم القدرة على تسويق كامل المحصول ، أو تصديره ، بسبب الظروف الحالية .

الحكومة السورية الجديدة ، مع الجهات المعنية في المحافظة ، لم تدخر جهداً للاضطلاع بمسؤولياتها تجاه هذه المشكلة ، التي تفاقمت على مر السنوات ، وتصدت  لتسويق المحصول ، لكن هذه الإجراءات ،  بقيت قاصرة عن استيعاب كامل المحصول ،  فيما فضل بعض المزارعين  ترك البرتقال (الخالي من الأثر المتبقي)  يتلف في أرضه ، أو بادر بعضهم الآخر إلى اقتلاعه من جذوره ، لعدم جدوى تسويق هذا المحصول،  الذي يباع دوناً عن بقية محاصيل الأرض السورية بأسعار زهيدة ، فيما ترتفع   تكاليف القطاف ، والعبوات البلاستيكية ، والنقل ، وسواها    .

وسط هذا الواقع ، تنهض الفكرة التي تنادي بإحداث مؤسسة عامة للحمضيات ، تعنى بكافة مراحل الإنتاج ، بدءاً من زراعة الأصناف ذات الجدوى الاقتصادية ، وصولاً إلى تلزيم هذه المؤسسة بإحدى الوزارات المعنية كالزراعة أو الصناعة ، وبالتالي تكون مسؤولة عن المحصول ، منذ زراعته ، حتى إنتاجه  ، فتصنيعه ، وتسويقه في السوق المحلية ، أو تصديره إلى الأسواق الخارجية.

مع أن الفكرة ليست جديدة  بالمرة ، نستغرب كيف أن المؤسسة العامة للحمضيات ،  لم تجد طريقها  بعد ، إلى طاولة نقاش الجهات المعنية،  وصولاً إلى التطبيق ، في ظل وجود محاصيل زراعية أخرى،  كانت لها مؤسساتها الخاصة كالمؤسسة العامة للتبغ ، والمؤسسة العامة للحبوب ، والمؤسسة العامة للأقطان ، والمؤسسة العامة للشوندر ، وأثبتت نجاحها ، وحضورها ، وقدرتها على تغيير المعادلات لصالح المزارعين .

 بعد كل ما سبق ، أفلا تستحق الحمضيات في محافظة اللاذقية ، التي تُصم الآذان عن  صراخ مزارعيها ،  أن تكون لها مؤسسة تنحصر مهامها كباقي المؤسسات المشار إليها ،  في كل ما يتعلق بترشيد هذه الزراعة ودعم الإنتاج وتسهيلات التسويق ، إلى جانب قيام المؤسسة في حال ولادتها ، بالإشراف على زراعة الأصناف ذات الجدوى الاقتصادية  ( العصيرية ) .

في جانب موازٍ ، وسريع ، لابد للحكومة من إجراءات حاسمة،  في مجال منع استيراد مركزات العصائر ، كونه أمر مسيء للمنتج المحلي ، والإسراع في العمل على بناء وحدات تبريد ، ومشاغل توضيب وفرز وتشميع ، نسمع عنها كثيراً  ، دون أن نرى مرتسماتها على الأرض ،  والسؤال الذي لا يغادر الخاطر،  هل نبادر ؟

 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024