الأربعاء 2017-05-24 12:29:18 المعارض و المؤتمرات
يمثل نقطة انطلاق للانتصار الاقتصادي السوري.. معرض دمشق الدولي من 17-8 لغاية 26-8

دمشق- سيريانديز

معرض دمشق الدولي درة معارض الشرق الأوسط ونافذة الاقتصاد السوري على العالم فمن ذاكرة الوطن وأغاني فيروز ونزهات العائلة السورية يعود إلى حاضرنا معلناً صموداً اقتصادياً أشبه بصمود السوريين ومتجاوزاً تحديات الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب ضد الشعب السوري وكل تداعيات تخريب وتدمير البنى الاقتصادية ليصل إلى شركات عربية وأجنبية جاذباً إياها للمشاركة فيه رغم كل ما تتعرض له سورية من حرب إرهابية إجرامية فهو يختزل قصة السوريين وأجواء فرحهم في الماضي والحاضر.

يحمل معرض دمشق الدولي الذي تنطلق في طيات اسمه “تاريخا عريقا” حافلا بالإنجاز والإبداع على المستوى المحلي والإقليمي فشكل منذ انطلاقه في عام 1954 وحتى آخر دورات انعقاده في عام 2011 ذاكرة زمانية ومكانية في منطقة الشرق الأوسط وذاكرة اجتماعية وشعبية على المستوى المحلي وحدثاً فنياً وثقافياً وأدبياً ينتظره الكتاب والمثقفون السوريون والعرب في كل عام.

وقد كان المرسوم رقم 14 لعام 1953 نص على إقامة دورة واحدة لمعرض دمشق الدولي والتي أقيمت فعليا على أرض الواقع عام 1954 ونظرا لما حققه من نجاحات وفوائد تقرر إقامته بصورة دائمة بموجب القانون رقم 40 لعام 1955 والذي تضمن إحداث مديرية لمعرض دمشق الدولي ويانصيب خاص به.

موقع معرض دمشق الدولي القديم

احتل معرض دمشق الدولي “القديم” منذ تأسيسه وحتى عام 2002 موقعاً مهماً في وسط مدينة دمشق ممتداً من جسر فيكتوريا ومتحف دمشق الوطني حتى ساحة الأمويين بمحاذاة نهر بردى حيث يتكون من مجموعة من الأجنحة الوطنية والدولية التي تحتضن مشاركات العديد من دول الشرق والغرب محاطة بساحات خضراء ومجسمات ونوافير جميلة.

ومن علاماته المميزة آنذاك وجود الأعمدة العالية التي تحمل أعلام الدول المشاركة على طول الشارع الممتد إلى مدخله الرئيسي إضافة إلى وجود قوس مميز أمام المدخل يشبه قوس قزح ويعود بناؤءه إلى عام 1935ميلادي.

وتتعدد المظاهر المميزة لمعرض دمشق الدولي القديم ففي مطلع ستينيات القرن العشرين صنع الفنانون السوريون نصباً تذكاريا للسيف الدمشقي في ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق كرمز لقوة المدينة ومنعتها فكانت لهذا النصب واجهتان واسعتان متقابلتان من البلاستيك الملون حيث تطل الواجهة الغربية على ساحة الأمويين نفسها بينما تطل الواجهة الشرقية منه على باب معرض دمشق الدولي.

افتتاح الدورة الأولى من المعرض وازدياد الدول المشاركة على مر السنوات

شكل افتتاح معرض دمشق الدولي في الخمسينيات حدثا دوليا اقتصاديا كبيراً حقق نجاحا فاق التوقعات على المستوى الاقتصادي والتجاري والسياحي وأقيمت الدورة الأولى من المعرض في الأول من أيلول عام 1954 واستمرت لمدة شهر كامل حيث احتل المعرض مساحة قدرها 250 ألف متر مربع وفاق عدد زواره آنذاك “مليون زائر” من مختلف الدول وشاركت في الدورة الأولى 26 دولة عربية وأجنبية إضافة الى عدد من المؤءسسات والشركات الصناعية والتجارية السورية.

ورافق فعاليات المعرض على مر دوراته إصدار طوابع خاصة بكل دورة إضافة إلى حفلات موسيقية وعروض فنية لأهم الفرق الفنية العربية والعالمية وعمالقة الفن العربي وذلك ضمن مسرح المعرض للفنون.

وفي عام 1958 أصبح معرض دمشق الدولي عضواً في اتحاد المعارض الدولية وفي عام 1970 حقق قفزة نوعية في زيادة عدد الدول والشركات التي غطت القارات الخمس واصبح ملتقى لرجال الأعمال والمنتجين.

وفي هذا المجال يورد أرشيف معرض دمشق الدولي تزايداً متتالياً بعدد الدول المشاركة أو العارضين أو الزوار خلال سنوات انعقاد المعرض حيث وصل عدد الدول المشاركة في عام 1956 إلى 30 دولة وفي الستينيات بلغ 43 دولة مشاركة ليزداد العدد إلى 51 دولة في عام 1977 وأما في الثمانينيات فبلغ ذروته في عام 1986 ب 63 دولة مشاركة وفي عام 2004 وصل العدد إلى 55 دولة ورغم تعرض سورية لحرب ارهابية منذ بدء عام 2011 إلا أن المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية استمرت بإقامة الدورة ال 58 لمعرض دمشق الدولي في ذلك العام وكان عدد الدول المشاركة فيه 22 دولة رغم محاولات أعداء سورية لقطع علاقاتها الاقتصادية مع دول العالم.

وبالنسبة لعدد الزوار فقد بلغ في الدورة الأولى من المعرض مليون زائر ليصل إلى مليوني زائر في عام 1973 و3 ملايين زائر في العام الذي يليه أي عام 1974 مستمراً بالتزايد حتى آخر دورات انعقاد المعرض عام 2011.

مدينة المعارض الجديدة أكبر مدن المعارض في الشرق الأوسط

مع مرور السنوات وعدم استيعاب المقر القديم للأعداد المتزايدة من الشركات المشاركة وزوار المعرض كان لا بد من مكان جديد للمعرض يوفر المساحات التي تناسب هذا التزايد فتم بناء “مدينة المعارض الجديدة” على طريق مطار دمشق الدولي وفق أفضل المعايير الدولية وعلى مساحة كبيرة وجهزت بأحدث نظم التكنولوجيا وتجهيزات المعارض العالمية.

وافتتح السيد الرئيس بشار الأسد المدينة الجديدة للمعارض في الثالث من أيلول لعام 2003 وكان الافتتاح متزامناً مع الاحتفال بالعيد الذهبي لمعرض دمشق الدولي وإقامة فعالياته على أرض المدينة الجديدة التي تعتبر من أهم وأكبر مدن المعارض في الشرق الأوسط والمنطقة وتقع في الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة دمشق على طريق مطار دمشق الدولي بالقرب من قصر المؤتمرات وتبلغ مساحتها 1200000 م2 وقد تم تصميمها وفق أفضل المواصفات العالمية.

وتقدم المدينة كل الخدمات لاحتياجات الأعمال من زوار أو عارضين أو منظمي أعمال وتتكون من منشآت مخصصة للعرض وللخدمات بكل أنواعها وتتضمن بالإضافة إلى صالات العرض وقاعات الاجتماعات والندوات مباني لخدمات الإدارة والمستودعات والورشات والجمارك ومركزين لرجال الأعمال والصحفيين ومطاعم وكافتيريات ومواقف سيارات بمساحة 11000 م2 تتسع ل 1800 سيارة.

ويتم الدخول إلى مدينة المعارض من خلال خمس بوابات خارجية مخصصة للسيارات وعشر بوابات داخلية مخصصة للزوار وتبلغ مساحات العرض المبني 83000 م2 ومساحات العرض المكشوف 150000 م2 أما المساحات الخضراء فتبلغ 60000 م2.

وتستطيع المدينة التي سيتم افتتاحها مجدداً في شهر آب القادم بعد انقطاع دام 5 سنوات أن تحتضن عدة معارض في آن واحد.

أرقام عن مدينة المعارض الجديدة

عندما تم اعتماد مدينة المعارض الجديدة كمقر أساسي لمعرض دمشق الدولي توزعت فيها مساحات صالات العرض والمرافق والمساحات الخضراء والخدمات على الشكل التالي..

1/ المساحة الإجمالية.. مليون ومئتا ألف متر مربع وهي تعادل ثلاثة عشر ضعفا لمساحة مدينة المعرض القديم.

2/مساحات العرض المبني 83000 م2.

3/مساحات العرض المكشوف.. تقارب 150000 م2.

4/مباني المستودعات والورشات ومستودعات الجمارك 17000 م2.

5/مباني الخدمات 2100 م 2 تضم /مركزا صحيا دائما..مركز الإذاعة والتلفزيون..مصرفا..مركز إطفاء.. ثلاثة مبان أمنية.

6/مركز رجال الأعمال الدائم 2725 م 2 زائد المركز الصحفي الدائم 2725م2.

7/المطاعم والكافيتريات 12500 م 2.

8/قاعات الاجتماعات والندوات 4 قاعات “قاعة في كل جناح دولي” 363 م2.

9/مباني الإدارة 4500 م 2.

10/تسعة مواقف للسيارات “تتسع لألف وثمانمئة سيارة” المساحة الإجمالية 11000 م2.

11/مساحات الطرق الداخلية والمحيطة 150000 م2.

12/مساحات خضراء 350000 متر مربع 10000 شجرة و20000 نبتة تحديد و6000 م2 كازون.

13/أقامت المؤءسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية فيها ملتقيين نحتيين في عامي 2002/2003 أنجز الفنانون خلالهما 40 عملاً نحتياً تم توزيعها على مساحات المدينة.

14/ خدمات الاتصالات والمراقبة.. 200 خط هاتف خارجي زائد 1008 خطوط هاتف داخلي “كما تم تنفيذ شبكة ألياف ضوئية تغطي المدينة زائد نظام مراقبة إلكتروني”.

يانصيب معرض دمشق الدولي

عندما صدر القانون رقم 40 لعام 1955 القاضي بإحداث مديرية معرض دمشق الدولي تضمن تكليفها بإصدار يانصيب دوري خاص بالمعرض حيث “وفق القانون آنذاك” يصدق نظام اليانصيب بمرسوم بناء على اقتراح وزير الاقتصاد الوطني آنذاك ويفتح حساب خاص خارج موازنة المعرض لكل إصدار من إصدارات يانصيب المعرض تقيد فيه إيرادات حاصل مبيع أوراق اليانصيب وتسجل فيه مصروفات قيمة الجوائز وسائر النفقات ويصفى حساب كل إصدار بعد مضي أربعة أشهر من تاريخ كل سحب وتؤءخذ إيراداته الصافية الى موازنة المديرية العامة للمعرض وقد تم وضع نظام خاص باليانصيب تضبط فيه جميع مراحل إعداد الإصدارات والسحوبات والصرف والتصفية لهذه الإصدارات ولجنة مراجعة عمليات السحب.

وطرأ على اليانصيب عبر سنين انعقاد المعرض تطور ملحوظ من حيث نوع الورق الذي تطبع عليه البطاقات وقيمة الجوائز وعددها وتسمية الإصدارات
وطريقة السحب والتوزيع.

أهمية معرض دمشق الدولي.. اقتصادياً واجتماعياً

شكل معرض دمشق الدولي منذ تأسيسه منفذاً حيويا وقاعدة للالتقاء بالآخر والتعرف إليه وتبادل العلوم والمنتجات والابتكارات التقنية بين الدول، بالاضافة الى دوره الأساسي في التعريف بالمنتجات السورية وتسويقها وتصديرها ومن جهة أخرى ساهم على مر السنوات بالتعريف بالتاجر والصناعي السوري على الصعيد الداخلي والخارجي فكان عاملاً مهماً في تقوية الروابط الاقتصادية بين سورية والعالم.

وعلى المستوى الاجتماعي كان ملتقى للعائلة السورية وطقساً سنوياً من طقوسها.. فمن منا لم يزر مع والديه أو أبنائه أو إخوته وحتى أصدقائه المعرض وقضى فيه أوقاتاً من المرح والسمر بالإضافة إلى حضور عروض فنية وغنائية ومسرحية ومسابقات وأعمال نحتية وغيرها من الأنشطة للكبار والصغار.

هو موعد منتظر للعائلات السورية والشركات العربية والأجنبية ونقطة انطلاق للانتصار الاقتصادي السوري ستجسدها سورية بسواعد أبنائها من خلال إصرارها على إطلاق الدورة الـ 59 من معرض دمشق الدولي بعد انقطاع دام 5 سنوات والتي ستقام في الفترة من الـ17 ولغاية الـ26 من شهر آب القادم.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024