الإثنين 2017-10-30 09:36:26 **المرصد**
الإسعافات الليلية معدومة.. مشفى المخرم يعاني نقص الكوادر الطبية والخدمية.. ومدير صحة حمص لسيريانديز: ليس لدينا /عصى سحرية/ !

سيريانديز- رولا سالم

اشتكى مواطنون من مدينة المخرم في ريف محافظة حمص لموقع سيريانديز عن واقع الخدمات السيئ التي يقدمها المشفى الوطني في المخرم حيث قال عدد من المواطنين بأن المشفى غير جاهز أبداً لاستقبال أي حالة إسعافية ليلية كما أنه يعاني من نقص كبير في الأطباء , كما أن هذا المشفى هو الوحيد الذي يخدم منطقة المخرم وماحولها من المناطق وذلك لبعد المنطقة عن مدينة حمص 45كم الأمر الذي دفع بأهالي المنطقة لتقديم عدة شكاوي إلى مديرية صحة حمص لكن وبحسب الأهالي لا أحد من المسؤولين قد استجاب لمطالبهم مشددين على أن الموضوع يتعلق بأرواح مواطنين يجب النظر إليها بعين المسؤول.

سيريانديز تواصلت مع الكادر الطبي في مشفى المخرم الوطني حيث أكد أحد أطباء المشفى بأن ما يعانيه أهالي المنطقة صحيح وقد قام الكادر الطبي الموجود في المشفى بالمطالبة بدعم المشفى بالكوادر الطبية اللازمة من فنيين وممرضين وأطباء تخدير وأطباء عظمية حيث يعاني المشفى من نقص حاد في الكوادر إذ لا يوجد بشكل عملي سوى 3أطباء وطبيب تخدير واحد بدوام تجميعي يعادل 24ساعة فقط, كما أنه لا يوجد في المشفى أطباء جراحة عامة حيث تقوم مديرية الصحة في محافظة حمص بإرسال استاجات أي مجموعة من الأطباء على حساب المديرية كما أنه من المفترض أن يكون هذا الطبيب مختص أي مقيم لفترة لكن الذي يحدث أن يقوم الطبيب بالعمل لمدة يوم واحد عندها لا يكون المشفى قد استفاد منه أي شيء, وتساءل الطبيب هل من المعقول أن لا يتم تأمين أطباء مقيمين حيث أن مشفى بلا أطباء مقيمين لا يعمل إذ كيف لنا أن نستقبل حالات إسعافية ليلية بدون وجود طبيب مقيم فنضطر لإحضار الطبيب من منزله عندها يكون المريض قد توفى!

وبين الطبيب أنه من الصعب على المشفى استقبال حالات الولادة لعدم وجود طبيب اختصاصي مما يضطرنا لإرسال الحالة إلى مدينة حمص مشدداً على أن المشفى يقف عاجزاً عن فعل أي شيء مشيراً إلى أنه حتى هذا التاريخ لم تحصل في المشفى أي عملية جراحية إلا واحدة وبالصدفة وكانت لجريح من الجيش العربي السوري ويعود ذلك لعدم تواجد طبيب التخدير سوى يوم واحد في الأسبوع لافتاً إلى أن مسمى المشفى "إسعافي".

كما أشار الطبيب بأن التجهيزات التي يحظى بها المشفى قليلة حيث لاوجود لجهاز طبقي محوري رغم توفر القسم له ,بالإضافة لعدم وجود جهاز الأشعة ولا طبيب أشعة لطلب الإيكو موضحاً بأنه يوجد قسم كبير من الأجهزة المستعملة يقوم المشفى بالاستفادة منها ومنها ما هو منسق, أما بالنسبة لمنظومة الإسعاف أكد أنه لا يوجد سوى سيارتين فقط واحدة منهم هي سيارة خدمة للمواد الطبية والثانية غير مجهزة بما يلزم, منوهاً إلى أنه كلما تمت المطالبة بتحسين واقع المشفى تأتي الإجابة بأن المشفى هو إسعافي مؤلف من طابق واحد وهو ريفي لكن فعلياً المشفى مؤلف من 4طوابق.

بدوره مدير صحة حمص الدكتور حسان الجندي أوضح في اتصال هاتفي لـ "سيريانديز" بأن ما يثار حول مشفى المخرم مبالغ فيه حيث يوجد 3 غرف عمليات وقسم غسيل كلية وعناية مشددة كما أنه يوجد طبيبين اختصاص توليد ,موضحاً بأن هناك صعوبة في تأمين جهاز الطبقي المحوري حيث تصل كلفته لـ مليار ليرة داعياً الجميع إلى تفهم وضع البلاد التي تمر بظروف صعبة على مختلف الأصعدة , وأشار الجندي إلى أنه يوجد مشكلة حقيقية في تأمين الكادر الطبي حيث يقوم الطبيب بالعمل لفترة معينة ومن بعدها يترك عمله ويرحل مؤكداً على أن هذه المشكلة مرتبطة بجميع المشافي الموجودة في المحافظة وليس فقط في مدينة المخرم

كما شدد الجندي على أن وزارة الصحة فعلت ما بوسعها لتأمين مشافي مدينة حمص من الأجهزة اللازمة ولكن تبقى مشكلة الكادر الطبي مرهونة بالطبيب نفسه حيث قامت المديرية بتوزيع بعض الكوادر الذين توقفوا عن العمل في المناطق التي خرجت فيها المشافي عن الخدمة على باقي المشافي لكن لم يكن العدد كاف لسد النقص الحاصل فيها لافتاً إلى أن الحل لا يأتي عن طريق عصا سحرية وهذا الموضوع قيد الدراسة حالياً مشيراً إلى أن هناك دراسة لإلزام المعاهد الصحية بالعمل ,كما أنه تم إعطاء أطباء التخدير زيادة طبيعة عمل 100% وهذه بادرة إيجابية للفنيين حيث بدأوا بأخذ هذه العلاوة وهذا جزء من الحل ودليل على أن الأمور تسير بالشكل الصحيح, واختتم الجندي حديثه بالقول: يجب أن يكون لدى الجميع إحساس بالمسؤولية ومن مصلحتنا جميعاً أن يكون لدينا كادر طبي ولكن الأمر كله بيد الطبيب.

والجدير بالذكر أن مشفى المخرم الوطني تم افتتاحه في عام 2014 حيث يخدم 100ألف نسمة أي مناطق حمص الشرقية , ونظراً للظروف الصعبة التي تم فيها افتتاح المشفى فيها والتي هي هجرة قسم كبير من الأطباء داخل وخارج البلاد عدا عن ذلك استشهاد قسم من خيرة أطباء سورية جعله كغيره من القطاعات والمنشآت يلقى حصته من تداعيات الأزمة التي تعصف ببلدنا لكن المواطن يناشد بسرعة الحل الذي لا يرى مبرراً لتأخيره.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024