الثلاثاء 2017-12-18 22:30:35 من اللاذقية
خدمات شبه معدومة في حي الدعتور باللاذقية !! الأهالي قدموا الشهداء فماذا قدمنا لهم من حقوق وخدمات ؟؟

خاص - سيريانديز - تماضر علي

"حي الشهداء " هو الاسم الذي يُشتهر به حي الدعتور الشعبي في اللاذقية , ولربما نستطيع أن نعلن دون خجل عن لقبه الثاني المرفق بالشهداء وهو "حي الفقراء" , باعتبار الظلم الذي يتعرض له سكّان الحي من قلة خدمات وعدم تقدير تضحيات قاطنيه الذين هم في الغالبية جنود في خدمة الوطن لم يترك للخجل مكاناً.

يشهد حي الدعتور ازدحاما سكانياً هائلاً وهي معلومة مألوفة لدى الجميع ويجب أن تكون مألوفة لدى مؤسسات الدولة والمديريات في اللاذقية التي لا تراعي كثافة السكان في خدماتها الشحيحة دائماً , طرقات مياه كهرباء تعليم نقل هي أزمات يعاني منها الحيّ ولعلها تتسابق فيما بينها للحصول على لقب الاكثر إهمالاً من قبل الدولة !!.

ضمن هذه البيئة وللإضاءة على حي الدعتور بشكل مركّز التقينا البطل أحمد غسان شرابة وهو من القوات الرديفة وقد زرع قدماه في أرض المعركة بتاريخ 16/11/2015 ، في احدى الجبهات الساخنة . أوضح شرابة أنه الآن دون وظيفة في القطاع العام ويحصّل رزقه من الجلوس في (كولبة) ، مبيّناً أن جل معاناته تتركز في المواصلات العامة لعدم قدرته على الصعود بالميكروباص .

وبالإجابة على سؤال حول الحقوق التي تلتزم بها الدولة تجاه مصابي الحرب من الجيش والقوات الرديفة أكد شرابة أنه حصل على مساعدة واحدة بقيمة 140 الف ليرة سورية من المحافظة وتم تركيب طرفين اصطناعيين له في مشفى "حاميش .

عن مطالبه المحقة قال شرابة أنه يأمل أن تقوم الدولة بتوظيفه بعمل يناسب اصابته في إحدى المؤسسات نظراً لأنه مقبل على الزواج ويسعى لتجهيز منزل، كما تمنى أن تأخذ الدولة بحسبانها وضع الاصابة التي نسبة العجز فيها 80% كحالته وتامين وسائل نقل خاصة للنقل نظراً لأن الدعتور تتضمن العديد من مصابي ّ الحرب الذين يعانون من مشاكل في ركوب النقل العام .

المضحك المبكي في وضع هذا البطل أن بعد تضحيته الكبيرة في سبيل الوطن يعاني من مشكلة عند مروره على الحواجز بسبب تعميم اسمه لأنه مطلوب احتياط ، وعند مراجعته لشعبة التجنيد لم تقبل أوراقه المقدمة ولم يساعده أحد في معرفة الأوراق اللازمة يذكر أن شرابة من سكان حي الدعتور الذي يعاني من مشاكل خدمية كثيرة بحسب وصف شرابة وبحاجة لتنظيم في موضوع بيع وشراء المنازل باعتبار أنها أملاك دولة ولا يحق لأحد من السكّان بيع منزله .

في نفس السياق ولمناقشة أبرز ما يعانيه اهالي حي الدعتور الشعبي قال . محسن تويتي (عضو مجلس محافظة اللاذقية في الدعتور) لسيريانديز أن إهمال الحي ليس وليد الأزمة, بل هو سلسلة بدايتها منذ 45 عام في آخر مخطط تنظيمي للحي سنة 1984, موضحاً أن الحي غير منظم حتى تاريخه ، وأن وضعه ضمن خطة للتطوير العقاري ستخضع لها مناطق سكن المخالفات باللاذقية ، هو تأجيل للمشكلة ، وليس حلا" لها .

وأضاف " ان أولوية الخدمات المطلوبة بالحي تتركز في ضرورة تامين النقل ,حيث أن الحي يشهد قلة باصات بالرغم من وعود مديرية النقل بتامين باصات لم نراها حتى اليوم , إضافة ان الجسر الواقع على اوتستراد الثورة يشهد ازدحاما كبيراً مما يجعله عرضة للحوادث بشكل يومي .

بالانتقال إلى وضع الطرق العامة بيّن تويتي أن الدعتور ليس لديه حصة بالأرصفة حتى اليوم , وأشار إلى ان البلدية تبذل مجهود في موضوع تزفيت الطرق والإنارة ولكنها ليست كافية بالشكل المطلوب . الكهرباء شهدت تحسناً ملحوظاً بحسب وصف تويتي بسبب تبديل الخزانات وارتفاع استطاعة الخزانات مما خفّض نسبة الاعطال بشكل كبير هذا الشتاء والتقنين الكهربائي عادل مع باقي المحافظة , اما عن وضع المياه فقد اوضح تويتي أنه يوجد الكثير من البيوت لا تصلها المياه بسبب قدم الخط الأمر الذي يمثل مشكلة حقيقية لكثير من السكان .

أما التعليم فكانت له الحصة الأكبر في معاناة الحي الفقير , فالحركة التعليمية تعاني مشاكل كبيرة أهمها كثافة الطلاب في الصف الواحد الذي بلغ بشكل وسطي 60 طالب في الصف الواحد بحسب تويتي , فالمدارس لا تستوعب عدد الطلاب الهائل بالأخصّ بعد استقرار الوافدين من ريف اللاذقية ضمن الحي ووفود الكثير من كافة المحافظات السورية , وأشار تويتي إلى ان سكن الشباب المحدث مؤخراً لا يوجد مدرسة بقربه مما زاد الكثافة بشكل أكبر !

وأضاف : بمتابعة من مجلس المحافظة حصلنا على موافقة : ثانوية , مستوصف , صراف آلي الامر الذي سيساعد على خفض الكثافة وهو مؤشر إيجابي . بالتركيز على أهم مطالب الحي اوضح تويتي أن من واجب الدولة تقديم سلل غذائية على السكان بشكل يغطي كافة اهالي الحي , مبيناً أن متوسط عدد سكان الحي هو 70 ألف بدون الوافدين بحسب احصائية سابقة والجمعيات تقدم حوالي ألف سلة غذائية في بعض الأحيان !! فمن واجب الدولة تقديم سلل غذائية لأهالي الحي الذي لا يخلو بيت من جندي مرابط في سبيل حماية الوطن او شهيد او مصاب حرب.

من جهتها قالت سناء (موظفة ومن قاطني الدعتور ) أن الصرف الصحي لم يتغير منذ 30 عام وهو يمثل مشكلة حقيقة , حيث أن مياه الشوارع تدخل البيوت بسبب الأعطال الكبيرة في الصرف الصحي وأشارت إلى مشكلة القمامة المتوزعة على الشوارع دون وجود مكان مخصص لاحتوائها , واكدت على مشكلة المياه وعدم وصولها لكثير من البيوت إضافة لانقطاعها بشكل كبير جداً في فصل الصيف .

ختاماً لا بد من القول : حي الدعتور مكتظٌ بالأوجاع ، والمطالب ، والتقصير الحكومي ، ومن الواجب انصاف أهالي الدعتور ، الذين لم يبخلوا بدفع ضريبة الدم !!

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024