الإثنين 2019-02-04 10:29:59 أخبار اليوم
مشفى البيروني.. قيمة الجرعة بين الـ 50 و60 ألف ليرة وتصل أحيانا إلى مليون ونصف المليون ليرة.. ألأسعار أقل من الخاص والأدوية متوفرة بنسبة 80 بالمئة

سيريانديز

بعد عودته للعمل بطاقته القصوى بمقره الأصلي بحرستا في ريف دمشق منذ نحو ستة أشهر تجاوز مشفى البيروني الجامعي المتخصص بمعالجة الأورام المرحلة الصعبة من سنوات الحرب واستعاد قدرته على تقديم المزيد من الخدمات العلاجية المجانية والتعليمية ليبقى أحد أهم الصروح الطبية والعلمية على مساحة الجغرافيا السورية والمنطقة.

المشفى في مقره الأصلي لم يتوقف يوما عن العمل ولم يخرج من الخدمة طوال فترة الحرب منذ عام 2011 كما يقول الدكتور إيهاب النقري المدير العام للمشفى في حديث لـ سانا وذلك رغم الاستهداف الإرهابي المتواصل له بقذائف الحقد وارتفاع تكاليف العلاج والنقص في بعض الأصناف الدوائية والكوادر الطبية والعاملين وصعوبة وصول المراجعين والمرضى إليه مشيرا إلى أن المشفى قدم في سبيل ذلك تسعة شهداء ونحو 65 جريحا خلال عملهم بالمشفى أو في الطريق إليه.

ويقدم المشفى حاليا العلاج الكيميائي والجراحي وكل ما يلزم المريض من تشخيص شعاعي ومخبري وتشريح مرضي من خلال عدة شعب مخصصة للجراحة وأورام الثدي والدم والنسج الرخوة وأورام الأطفال والرأس والعنق وأورام الهضم والجهاز البولي التناسلي إضافة إلى التخدير والإنعاش والمخبر.

وحول خطة المشفى لعام 2019 يؤكد الدكتور النقري أنه سيتم تركيب جهاز مسرع خطي وجهازي المرنان والبت سكان من أجل التشخيص الدقيق للأورام كما يجري العمل لتفعيل زراعة نقي العظام في المشفى من خلال توفير البنية التحتية وإقامة وحدة متخصصة.

وتصل تكلفة الصورة الواحدة لجهاز البت سكان خارج المشفى إلى 160 ألف ليرة فيما تتجاوز تكلفة صورة المرنان الواحدة الـ50 ألف ليرة سورية وتقدمان مجانا في المشفى وتتواصل أعمال ترميم الأجزاء والأقسام المتضررة في المشفى وجزء كبير منها تم انجازه بحسب الدكتور النقري وتتولى مؤسسة الإسكان العسكري هذه المهمة وتقدر تكاليف الترميم بنحو 250 مليون ليرة فيما تعمل مؤسسة الإنشاءات العسكرية على إنجاز مركز المعالجة الشعاعية .

وحول آلية العلاج وتكاليفه يشير الدكتور النقري إلى أن العلاج يقدم مجانا للسوريين ومن في حكمهم وتبلغ كلفة المريض الواحد أحيانا نحو 50 إلى 60 مليون ليرة تتوزع على مراحل العلاج.

ويوضح الدكتور النقري أن أسعار الجرعات تختلف حسب حالة العضو المصاب ومرحلة الإصابة ومدى تجاوب المريض مع العلاج حيث تتراوح قيمة الجرعة الواحدة بين الـ 50 و60 ألف ليرة سورية وتصل أحيانا إلى مليون ونصف المليون ليرة ويجري استجرار الأدوية عن طريق المؤسسة العامة للتجارة الخارجية فارمكس وهي متوفرة بنسبة80 بالمئة حاليا مقارنة بـ 35 بالمئة عام 2015.

ويشير الدكتور النقري إلى معاناة المشفى بالنسبة للعلاج الشعاعي نتيجة الحصار الجائر الذي تسبب بصعوبة توفير الأجهزة الطبية الخاصة والتي تقتصر حاليا على أربعة أجهزة كوبالت ومسرع خطي وحيد ما سبب ازدحاما وضغطا كبيرا مبينا أن استقدام الأجهزة يحتاج إلى مناقصات ونتيجة الظروف الحالية لا توجد عروض.

ويراجع المشفى في مقره الرئيسي يوميا بين 700 و 1000 مريض ويوجد فيه 550 سريرا وثلاث غرف عمليات تجري كل منها يوميا 3 إلى 4 عمليات.

وحول مؤشرات مرض السرطان في سورية يؤكد الدكتور النقري أن سورية من البلدان الأولى على مستوى المنطقة التي التفتت إلى أهمية رصد المرض في مراحله المبكرة ومعالجته وتم تأسيس مركز الطب النووي عام 1974 كأول مركز في الشرق الأوسط والوطن العربي يعالج الأورام للمرضى السوريين ومن في حكمهم تشخيصا وعلاجا.

ويلفت الدكتور النقري إلى أنه نتيجة زيادة حملات التوعية خلال السنوات الأخيرة أصبحت نسب الشفاء كبيرة لا سيما إذا اكتشف المرض في مرحلته الأولى أو الثانية وكان المشفى يستقبل حالات سرطان الثدي بمراحله الثالثة والرابعة وحاليا باتت حالات من الدرجة الثانية والثالثة مشيرا إلى أن المشفى الذي سجل خلال عام 2018 (9371) إصابة جديدة يستقبل كل من لديه حالات شك أو أي قصة عائلية من أجل الفحص.

سانا التقت خلال جولتها في المشفى عددا من الكوادر الطبية والتمريضية والإدارية القائمة على العمل ولفت الدكتور ماهر سيفو رئيس قسم الأورام في كلية الطب البشري بجامعة دمشق ورئيس شعبة أورام الثدي بالمشفى إلى أن الشعبة قدمت تجربتها فيما يتعلق بالعلاجات الهدفية الحديثة في أهم مؤتمر لسرطان الثدي في الولايات المتحدة الأمريكية وشاركت بها أيضا ضمن مسابقة الأبحاث الدولية التي تنظمها سنويا جامعة القديس جوزيف في العاصمة اللبنانية بيروت وحصلت سورية على الجائزة الأولى بعد المنافسة مع 25 بحثا محليا وإقليميا وأوروبيا .

وتحدثت ميساء شريبة رئيسة التمريض عن الواقع التمريضي في المشفى قائلة: إن عمل الممرضين في المشفى يشمل الخدمات التمريضية والدوائية والنفسية حيث إن المرضى يحتاجون إلى دعم نفسي ومعاملة خاصة كي يتقبلوا العلاج ويصل عدد المريضات في شعبة أورام الثدي كما تقول وفاء جبيلي رئيسة التمريض في الشعبة إلى مئة مريضة في اليوم الواحد حيث تقوم الممرضات بجميع أمور الرعاية وتجهيز الجرعات وتزويدها للمرضى.

وتحدثت المريضة ظلال سيفو عن علاجها في المشفى قائلة إن لديها كتلة في الثدي وأجرت عملا جراحيا وحاليا تتابع العلاج بالجرعات الكيميائية مشيرة إلى أن جميع الإجراءات كانت ميسرة والوضع العام في المشفى جيد وكذلك تعامل الممرضات والكادر الطبي .

وفي شعبة أورام الأطفال تحدثت الدكتورة غادة سوسان رئيسة الشعبة حول طبيعة الإصابات التي تعالج فيها وقالت: نستقبل جميع حالات الإبيضاضات واللمفومات والأورام الصلبة بكل أشكالها والتي يصاب بها الأطفال من عمر يوم وحتى 16 سنة مشيرة إلى أن نسبة هجوع المرضى في الشعبة أي الاستجابة للعلاج سواء بشكل كامل أو جزئي جيدة جدا .

وأعرب الطفل محمد رمضان عن ارتياحه للعلاج في المشفى منذ ستة أشهر وقال: إنه قطع مراحل متقدمة في العلاج من إصابته بسرطان في الدم فيما أشارت الطفلة إيمان من ريف حلب إلى أنها تعاني من إصابة في عظم الساق وتتلقى العلاج اللازم ولم يكن هناك أي تقصير تجاهها وفي مرآب المشفى تحدث علاء حروب معاون رئيس المرآب عن الأضرار التي لحقت بسيارات وآليات المشفى جراء اعتداءات التنظيمات الإرهابية المتكررة وقال: أغلبية الآليات في المشفى من سيارات إسعاف ومبيت تضررت بنسبة تراوحت بين 80 و 90 بالمئة منها ما تم ترميمه وصيانته بشكل كامل والبعض الآخر خرج من الخدمة لافتا غلى أنه تم مؤخرا تزويد المرآب بسيارتي إسعاف جديدتين.

وفي مكتب القبول استعرض علي الخطيب موظف في المكتب آلية قبول المرضى في المشفى قائلا: “يتم استقبالهم وفق إحالات إما من طبيب خاص أو من المشافي سواء الحكومية أو الخاصة ويتم تحويلهم إلى العيادات المختصة وتنظيم أضابير خاصة لكل مريض حسب تشخيص حالته”.

ووفقا لأحدث الإحصائيات الصادرة عن المشفى الذي أحدث بموجب القانون رقم 32 لعام 2006 أجرى المشفى خلال عام 2018 (1229) عملية جراحية ورمية فيما بلغ عدد الجلسات الكيميائية 43283 وجلسات المعالجة الشعاعية 113895 ووصل عدد مراجعي العيادات الخارجية إلى 102151 ومراجعي الإسعاف 2443 بينما الوفيات 126 .

ويعتبر مرض السرطان من أكبر المشكلات الصحية التي تواجه العالم وأحد أهم أسباب الوفاة وفي مثل هذا اليوم 4 شباط من كل عام اليوم العالمي لمكافحة السرطان تنظم في جميع أنحاء العالم فعاليات ونشاطات وحملات بهدف رفع الوعي والوقاية منه وطرق الكشف المبكر عنه.

ويعود اليوم العالمي لمكافحة السرطان وسط أرقام تظهر ازدياد عبئه عالميا مع تسجيل 18 مليون اصابة جديدة وأكثر من 9 ملايين وفاة في عام 2018 حسب الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التي توجه الاتهام الرئيسي لزيادة هذا العبء إلى النمو السكاني والشيخوخة وأنماط الحياة الحديثة.

 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024