الأحد 2019-06-02 12:41:21 محليات
1212 حريقا خلال أسبوع ودعوات لاتخاذ المزيد من الإجراءات لمواجهتهاس
1212 حريقا خلال أسبوع ودعوات لاتخاذ المزيد من الإجراءات لمواجهتهاس

سيريانديز

في أجواء حارة وصلت معها درجات الحرارة إلى الذروة حيث يجنح الجميع لاتقاء لهيبها يواجه رجال الإطفاء على امتداد مساحات معظم محافظات البلاد النيران بلا هوادة للسيطرة عليها وإخمادها والتقليل من أخطارها.

الحرائق التي تندلع في معظمها ضمن الأعشاب الجافة الكثيفة تنتقل إلى أراض زراعية من أشجار مثمرة ومساحات من محاصيل الحبوب ولا سيما الشعير والقمح بسبب الإهمال وعدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية وبعضها الآخر بسبب اعتداءات مباشرة من التنظيمات الإرهابية.

وتفيد حصيلة وزارة الإدارة المحلية والبيئة للأسبوع الفائت بتنفيذ عناصر الإطفاء 1212 مهمة أخمدوا خلالها 900 حريق بمشاركة 1995 رجل إطفاء حيث تشكل حرائق الأعشاب النسبة الأكبر وتبلغ 60 بالمئة بينما 15 بالمئة تكون أراضي مزروعة تعددت وراءها الأسباب من طبيعية إلى مفتعلة إضافة إلى 25 بالمئة لأسباب مختلفة من حرائق منازل ومنشآت وسيارات وأجهزة كهربائية ومواد بترولية ومكبات نفايات.

وسجل يوم الاثنين الـ 26 من أيار الماضي تنفيذ رجال أفواج الإطفاء 167 مهمة بمختلف المحافظات أما بداية الأسبوع فكان الرقم الأعلى في محافظة حماة وفي اليومين الأخيرين منه شهدت محافظتا السويداء وحلب اتساعا في رقعة الحرائق إلا أنه مع بداية هذا الأسبوع وفق العميد سعود الرميلي مدير الإطفاء بدأ معدل الحرائق ينخفض وسجل تراجعا في المنطقة الوسطى وتحديدا في محافظة حماة بينما لا تزال الحرائق تسجل نسبة متزايدة جنوب البلاد في ريفي درعا والسويداء.

وسجلت موجة الحرائق أعلى معدلاتها في الـ17 من أيار المنصرم وبدأت من ريف حماة الشرقي لتنتشر بعدها في مساحات رعوية من البادية طالت أجزاء من ثلاث محافظات.

الحريق الذي انطلقت شرارته من ريف السلمية ساقته الرياح باتجاه أثريا وعقيربات وجبل الشومل والسعن إلى خناصر وتل الضمان بريف حلب الجنوبي وصولا إلى أطراف منطقة الثورة على الحدود الإدارية لريف الرقة الجنوبي ترافق مع انفجار العديد من الألغام من مخلفات التنظيمات الإرهابية.

أما الحرائق التي سجلت أكبر الأضرار في المحاصيل الزراعية فكانت بأرياف الحسكة وحماة وريف السويداء الغربي.

حجم المهام التي ينفذها رجال أفواج الإطفاء على مدار الساعة يجعلهم لا يلتقطون انفاسهم ليلا ونهارا بالعمل على نظام الورديات إذ أن ثلث العاملين مناوبون بشكل يومي ويقول العميد الرميلي لمراسلة سانا إن الحرائق كثيرة لكن أغلبها صغير ولو لم تواجه بكفاءة وجاهزية عالية لكانت أدت إلى حرائق كبيرة.

لكن الحرائق المفتعلة هي الأخطر فميليشا “قسد” المدعومة بشكل أساسي من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية والمنتشرة في مناطق من الحسكة أضرمت النيران بمئات الدونمات على مرأى قلوب أصحابها المزارعين في ريف الحسكة ملتهمة مساحات يصعب تقديرها من محصولي القمح والشعير بقصد حرمان الدولة من ثراوتها الزراعية والفلاحين من لقمة عيشهم وهو ما يؤكده العميد الرميلي “هناك حرائق يومية بريف الحسكة تندلع دفعة واحدة بمناطق متباعدة وهو ما يؤكد أنها مفتعلة”.

حزمة إجراءات إضافية اتخذتها مديرية الإطفاء لكبح جماح الحرائق كما يقول العميد الرميلي: استنفار كامل بزج آليات الإطفاء بكل الإمكانيات والتنسيق مع الجهات الأخرى للمؤازرة من وزارة الزراعة والدفاع المدني ومؤسسات المياه والحراج وآليات هندسية من تركسات وجرافات والتنسيق بين غرف العمليات بالمحافظات وغرفة العمليات المركزية بوزارة الإدارة المحلية والبيئة.

الحرائق وإن كانت خسائرها البشرية شبه معدومة والأضرار بالمحاصيل الزراعية محدودة نسبيا إلا أنها التهمت مساحات كبيرة كانت تشكل مراعي لقطعان الأغنام في البادية وغيرها من المناطق وألحقت الأذى الكبير بالبيئة وفقدانا للكائنات التي تنتشر بمثل هذه المناطق.

مواجهة خطر الحرائق تستوجب المزيد من الإجراءات ووضعها ضمن مسؤولية الجميع من أفراد ومؤسسات وتدفع إلى خلق مبادرات للعمل التطوعي في هذا الجانب لمؤازرة رجال الإطفاء ويرى العميد الرميلي أن مسالة التوعية يجب أن تأخذ أبعادها الاجتماعية وخاصة في مثل هذه الظروف فإن إخماد الحرائق مسؤولية المواطن ورجل الإطفاء وهو ما عكسه أهالي قرية الصبورة بريف السلمية وبريف السويداء الغربي بمنطقة اللجاة حيث يصعب على الآليات الدخول فكان للمواطنين دور كبير في إخمادها لافتا إلى أن أحد الشباب فقد حياته بريف السويداء بعد أن بادر طوعا إلى مساعدة رجال الإطفاء حيث تعرض للاختناق قبل وفاته.

ويقول العميد الرميلي:. نحتاج للتشجيع على العمل التطوعي لمساندة رجال الإطفاء من الطلبة والفلاحين والعمال والبلديات والجمعيات الفلاحية وكل مواطن يمكنه أن يساعد في الحد من الحرائق لخلق ثقافة وقائية مشيرا إلى أن المديرية جاهزة للتنسيق مع مختلف الجهات وتدريب المتطوعين لتقديم المساعدة في مثل هذه الفترة من السنة وأقلها التخلي عن اللامبالاة عند رؤية حريق والانخراط بإخماده والاتصال على الرقم المجاني 113 للإبلاغ عنه.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024